ما قصّة الرقم 3 في مناقشات "القمة العالمية للحكومات" في دبي؟

دبي

ما قصّة الرقم 3 في مناقشات "القمة العالمية للحكومات" في دبي؟


14/02/2019

رسّختْ "القمة العالمية للحكومات" جهودها كمنصة عالمية لتطوير العمل الحكومي، وذلك وفقاً لما حصدته من نتائج ومكتسبات خلال الدورات السبع الماضية، بما فيها الدورة التي اختتمت أعمالها في دبي أول من أمس، وفقاً لما ذكره وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء والمستقبل رئيس القمة العالمية للحكومات، محمد القرقاوي.
3 تحولات كبرى
وأشار رئيس القمة الوزير القرقاوي، في حوار نشرته صحيفة "الشرق الأوسط"، إلى "3 تحولات كبرى ستتسارع خلال الفترة المقبلة وستكون تأثيراتها شاملة" على القطاعات كافة، مشيراً إلى أنها "ستغير حياة البشرية بشكل أكبر".
وأوضح أنّ أول هذه التحولات "تَراجعُ دورِ الحكومات بشكلها الحالي"، مشيراً إلى أنّ "الحكومات بشكلها القديم لا تستطيع التأثير في صنع المستقبل، ولا بد من أن تتحول من إدارة الخدمات إلى قيادة التغيير.. ومن الهياكل الجامدة إلى المنصات المفتوحة".

رئيس القمة الوزير القرقاوي

أما التحول الثاني؛ فيتمثل في أنّ "السلعة الأهم في المستقبل هي الخيال (الابتكاري والإبداعي).. وعليها سيكون التنافس، ومن خلالها سيتم خلق القيمة، ومن يملكها فسيملك اقتصاد المستقبل".
وفيما يتعلق بالتحول الثالث فهو "الترابط على مستوى جديد وانتقال الخدمات والأفكار والمعرفة بين الناس"، وذلك بسبب "تقنية الجيل الخامس التي ستكون نقطة التحول في (إنترنت الأشياء)".

ليست عاملاً تكميلياً
ولفت القرقاوي الأنظار إلى أنه لم تعد التطورات التقنية المتسارعة يُنظر إليها بمعزل عن آليات العمل الحكومي، بل إنّ التكنولوجيا باتت مقياساً للحكم على التجارب الحكومية المبتكرة ذات القابلية للتطور والتحديث المضطرد، الحريصة على تبني تقنيات المستقبل.
وأضاف بأنّ "علينا أن نفهم أنّ التكنولوجيا في حكومة المستقبل ليست عاملاً مساعداً أو تكميلياً بل أصبحت عاملاً رئيسياً، ومحركاً، ومسرعاً، ومحفزاً، ومطوّراً، وعنصراً متكاملاً مع عناصر البنية المؤسسية للحكومة، من القاعدة إلى القمة".

رسّختْ "القمة العالمية للحكومات" جهودها كمنصة عالمية لتطوير العمل الحكومي، لما حصدته من نتائج ومكتسبات خلال الدورات السبع الماضية

وتابع بالقول "إنّ حكومة المستقبل، التي دخلنا فصولها التمهيدية اليوم، هي حكومة مفاصلها الأتمتة والرقمنة والذكاء الصناعي. بل إنّ دول وجمهوريات المستقبل هي دول وجمهوريات رقمية بالكامل، وعلينا من الآن أن نستعد لهذا الفضاء التقني الواقعي جداً، والذي تسهم التكنولوجيا في تعزيزه، وهو فضاء مفتوح على كل أشكال الابتكار، الأمر الذي يتطلب من جانبنا قدرة هائلة على التكيف معه، وإتقان لغته وأدواته".
3 أسباب تهدد بخروج المنظومة الدولية عن السيطرة
من جانبه، قال مؤسس "المنتدى الاقتصادي العالمي (دافوس)" البروفسور كلاوس شواب، على هامش نقاشات القمة العالمية للحكومات في دبي إنّ "العالم بحاجة إلى الانتقال والتحول من إدارة الأزمات إلى الإدارة المنظمة، ويجب تعزيز الشراكة بين شرائح المجتمع كافة والجهات الحكومية والخاصة والمؤسسات والمنظمات الدولية في عملية التغيير". وأكد أنّ "المنظومة العالمية في صورتها الراهنة تواجه خطر الخروج عن السيطرة"، محدداً 3 مسببات رئيسية لهذا التحدي، وهي:
1.  سرعة التغيرات الجيوسياسية على مستوى العالم
2.  الموجة الجديدة من الشعبوية (التي تجتاح العديد من دول العالم)
3.  الناس الذين لا يريدون أن يتمّ إهمالهم (بسبب الموجات المتلاحقة من التغيرات على جميع المستويات)
 لم تعد التطورات التقنية المتسارعة يُنظر إليها بمعزل عن آليات العمل الحكومي

استعراض 3 تجارب لـ 3 دول في تطوير الأداء الحكومي
وقد تميّزت نسخة هذا العام من القمة العالمية للحكومات بأنّ الدورات السابقة جرت العادة فيها على استضافة دولة واحدة، بينما استضافت قمة 2019 ثلاث دول لاستعراض تجربتها في تطوير الأداء الحكومي، وقد فسّر الوزير القرقاوي ذلك في حديثه لصحيفة "الشرق الأوسط" بقوله إنّ "القمة العالمية للحكومات منصة منفتحة على كل التجارب الحكومية المتميزة في أي مكان في العالم، وبما أنّ القمة عبارة عن مختبر حيّ، فإنّ أي تجربة ناجحة تستحق تسليط الضوء عليها. بعد نجاح تجربة (الدولة الضيف) على مدى الدورات السابقة، وقد أردنا أن نكرس هذا التقليد بحيث نحتفي بأكثر من دولة، كي نتمكن من تسليط الضوء على أكبر قدر ممكن من التجارب المتميزة".

القرقاوي: 3 تحولات كبرى ستتسارع خلال الفترة المقبلة وستكون تأثيراتها شاملة على القطاعات كافة، وستغير حياة البشرية بشكل أكبر

وأضاف رئيس القمة العالمية للحكومات "في هذه الدورة، أردنا أن نقارب ثلاث تجارب لافتة، لثلاث دول، ما يميزها أنها قد تبدو غير بارزة على الخريطة العالمية بمعنى النفوذ السياسي أو الاقتصادي العالمي، لكنها ثلاثتها حققت المعادلة الصعبة، من خلال التميز والريادة في العمل الحكومي". وتابع القرقاوي بأن هذا العام، استعرضت منصة القمة "تجارب كل من إستونيا ورواندا وكوستاريكا. إستونيا مثلاً، هذا البلد الصغير، الذي لا يزيد تعداد سكانه على 1.3 مليون نسمة، والذي يتمتع باقتصاد قوي، تُعدّ من أسرع اقتصادات أوروبا نمواً، حيث يتمتع سكانها بتعليم مجاني وبرعاية صحية عالمية. وهي من أكثر الدول المتقدمة رقمياً، واضعة لنفسها هدفاً يتمثل في بناء مجتمع رقمي بالكامل (إي - إستونيا)، وفي عام 2014، أصبحت أول دولة في العالم توفر "إقامة إلكترونية".

اقرأ أيضاً: دبي.. ما مبادئها؟ ‎

وبخصوص البلد الثاني قال الوزير الإماراتي "لا تقل تجربة راوندا أهمية، فهذا البلد الذي شهد واحدة من أشهر مجازر الإبادة في التاريخ في عام 1994، استطاع أن ينهض من وسط الركام، وأن يحقق قفزة اقتصادية تنموية هائلة، لتصبح تجربتها نموذجاً يصلح للمحاكاة في الكثير من الدول الأخرى الفقيرة أو التي تواجه تحديات تنموية جمة. اليوم، أصبحت رواندا قِبلة استثمارية، حيث لا يستغرق إنشاء شركة فيها أكثر من خمس ساعات. ليس هذا فحسب، بل تطور قطاع السياحة في البلاد بحيث بات يشكل المصدر الرئيس للعملة الأجنبية".

اقرأ أيضاً: محمد بن راشد: عرضت على صدام الانتقال لدبي لتجنب الحرب
واستطرد بالقول "خلال أقل من عشر سنوات، ارتفع الناتج المحلي للاقتصاد الرواندي من 900 مليون دولار في العام إلى 9.5 مليارات دولار. حتماً، التجربة الرواندية تستحق أن نحتفي بها عبر منصة القمة العالمية للحكومات، وأن نعاين خصائصها وملامحها عن قرب، ونتعلم منها".
أما التجربة الثالثة فتمّ استحضارها بتسليط الضوء على التجربة الكوستاريكية، وفي هذا الصدد ذكر القرقاوي أنّ "هذا البلد الكائن في أمريكا الوسطى لطالما عانى تدهور الوضع الاقتصادي قبل أن يتحول إلى نموذج للاستدامة، خاصة في مجال البيئة؛ إذ تطبق كوستاريكا سياسات بيئة تقدمية، فهي الدولة الوحيدة في العالم التي تلتزم المعايير الخمسة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي التي تم وضعها لقياس وتقييم الاستدامة البيئية". وأضاف: كذلك، نالت المركز الأول في مؤشر ما يعرف بكوكب السعادة من قبل مؤسسة "نيو إكونوميكس فاونديشن" المعنية ببناء اقتصادات جديدة، وفي عام 2009، أصبحت كوستاريكا الدولة البيئية الأولى في العالم. وفي العام 2016، بات يتم توليد أكثر من 98 في المائة من الكهرباء لديها من مصادر "خضراء" أي صديقة للبيئة).



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية