ما حقيقة إصابة مقاتلي حزب الله العائدين من سوريا باضطرابات نفسية؟

ما حقيقة إصابة مقاتلي حزب الله العائدين من سوريا باضطرابات نفسية؟


22/12/2020

يمارس حزب الله اللبناني التعتيم الإعلامي على الحالة النفسية والاجتماعية المتردية لمقاتليه العائدين من سوريا، ويحاول تصويرهم على هيئة المنتصر العائد من ساحة المعركة.

وأفادت مصادر من مناطق حزب الله في لبنان بأنه "يتردد في الآونة الأخيرة في مجالس مناصري حزب الله ومحازبيه، وعلى نطاق ضيق، أنّ العديد من عناصره العائدين من سوريا، والذين شاركوا لأعوام في الحرب ضد فصائل المعارضة السورية بتلاوينها كافة، يخضعون للعلاج النفسي في مصحات محدودة العدد على امتداد لبنان، وهي موزعة بين الجنوب والضاحية، وفق ما أورده موقع "جنوبية" اللبناني.

وافتتح الحزب مراكز لمعالجة عناصره نفسياً في مناطقه، ويتمّ التعاطي فيها بطريقة سرّية للغاية، لدرجة أنّه يطلق عليها اسم مستوصفات طبية أو العيادات الخارجية، وبعضها يُسمى مختبراً أو مركزاً للعلاج الفيزيائي.

 

العديد من عناصر حزب الله العائدين من سوريا يخضعون للعلاج النفسي في مصحات افتتحها الحزب مؤخراً

وكشف الموقع أنّ الحزب افتتح لعناصره حديثاً 3 مراكز للعلاج النفسي في منطقة صور وقرى الشريط الحدودي سابقاً.

وطفت على السطح مؤخراً حالات عدة في الجنوب والبقاع اللبنانيين والضاحية الجنوبية لبيروت، واستياءات داخل الحاضنة الشعبية للثنائي الشيعي "حزب الله وحركة أمل" تمثلت بانفلات أمني وترهيب للأهالي، عبر اشتباكات بين الطرفين على تجارة الدولار وإطلاق نار عشوائي ورمي قنابل وسط الأحياء المأهولة بالسكان من قبل عناصر كانوا يقاتلون في سوريا تحت راية حزب الله، الذي برّر بعض التصرفات بالحالة النفسية والصحية لهم لإسكات الأهالي.

وفي آخر الأحداث، عمّم الثنائي الشيعي أنّ "وسام جهير" المقاتل السابق في فرقة الرضوان النخبوية والعائد حديثاً من الحرب في سوريا، والذي رمى قنابل يدوية وسط صور قبل نحو أسبوع فيما أطلق عليه "ليلة الترويع المتفجرة"، يعاني من مشاكل صحية نفسية وعصبية، حسب الرواية الرسمية، ليتبين فيما بعد أنّ القصة ليست مرتبطة كما في صور بحالة نفسية وعصبية، بل بتصفية حسابات مالية وتنظيمية بين جهير وحزب الله، بعد طرده من "فرقة الرضوان" وشركة ألغام إيرانية كان يعمل فيها في الجنوب بعد عودته من القتال في سوريا، لمشاركته في تجارة الدولار "الشنطة" غير الشرعية، والتي راح ضحيتها عنصر للحزب في حي السلم.

حزب الله تبيّن أنّ عناصره المستغنى عن خدماتهم قنابل موقوتة، وأنّه لا إمكانية للسيطرة على عنفهم

في القصة اختفى "جهير" بعد تسلم حزب الله له من المخابرات بساعات، ويتردد أنه موقوف لدى أمن حزب الله في الضاحية، الذي سارع إلى "لملمة" قصة جهير وسحبها من التداول الإعلامي والشعبي والأمني، بعد تبينه أنّ عناصره السابقين أو المستغنى عن خدماتهم قنابل موقوتة، وأنه لا إمكانية للسيطرة على عنف زرعه في قلوبهم للصمود في معارك سوريا الشرسة والقاسية، حسب مصادر، فيما قال آخرون: إنّ "جهير" حالياً في مركز صحي سرّي تابع لحزب الله ويتلقى علاجاً نفسياً.

مصادر خاصة تحدثت لـ"مرصد مينا" أفادت بأنّ الحزب لجأ دائماً إلى حجّة الحالة النفسية لمناصريه، عند ارتكابهم أفعالاً ترهب السكان، وأخرج مقاتلين من السجن بعد ارتكابهم جرائم تستحق المعاقبة بالحجّة ذاتها.

‏اكتئاب مترافق مع أفكار سودواية مثل الانتحار، وحالة نفسية يعاني منها الفرد في أعقاب تعرضه لحدث يهدد حياته مثل القتال العسكري أو الكوارث الطبيعية أو الحوادث الإرهابية أو الحوادث الخطيرة أو الاعتداءات الشخصية العنيفة مثل الاغتصاب، بهذا يُعرف ما يُسمّى علمياً "اضطراب ما بعد الصدمة"، والأكثر عرضة له هم المقاتلون العائدون من حروب شوارع تعتمد على عنصر المباغتة وتمتد على فترات زمنية طويلة.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية