ماذا طلب القذافي من محمد بن راشد عقب غزو العراق 2003؟

الخليج العربي

ماذا طلب القذافي من محمد بن راشد عقب غزو العراق 2003؟


25/11/2018

نفى حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أن تعرقل أجواء التوتر الأمريكي-الإيراني عجلة البناء والتنمية والاستثمارات في منطقة الخليج، مؤكداً أنّ عوامل جذب الاستثمار الأجنبي في المنطقة الخليجية تتنامى، وهي كامنة في الفرص التي يتيحها اقتصاد كل دولة، وتفتحها خطط التحديث والتطوير.

اقرأ أيضاً: 4 سيناريوهات ما بعد فرض العقوبات على إيران
وأضاف: من دولة الكويت إلى سلطنة عمان، مروراً بكل دول مجلس التعاون ثمة مشاريع تطوير وتحديث في قطاعات الاقتصاد كافة وبآلاف ملايين الدولارات. جاء ذلك في حوار مطوّل أجرته معه صحيفة "الشرق الأوسط" أمس، في سياق تغطيتها لأجواء زيارة ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، الإمارات، ضمن جولة شملت مصر، قبيل حضوره قمة العشرين في الأرجنتين. وعلى هامش الحوار، تحدث محمد بن راشد عن قصّته اللافتة مع الزعيم الليبي الراحل، معمر القذافي، في العام 2004.
محمد بن راشد: استقرار السعودية ضرورة حيوية للمنطقة
وفي إطلالة الصحيفة على رسوخ العلاقات السعودية-الإماراتية استهلّت الصحيفة حوارها بالقول إنّه في الأسبوع الأخير من الشهر الماضي كان حضور الشيخ محمد بن راشد لافتاً في مؤتمر "مبادرة مستقبل الاستثمار" الذي عقد في الرياض. فقد قطع الشيخ رحلة قنص في أوزبكستان وتعمد الحضور؛ لشعوره أنّ جهات تحاول استغلال جريمة قتل الصحافي جمال خاشقجي لاستهداف السعودية واستقرارها. وموقفه في هذا السياق، كما نقلت عنه الصحيفة، قاطع: "نرفض استهداف السعودية، واستقرارها ضرورة حيوية للمنطقة وللعالم" و"نحن نقف مع السعودية في السراء والضراء".

كان حضور محمد بن راشد لافتاً في مؤتمر "مبادرة مستقبل الاستثمار" الذي عقد في الرياض

القذافي: أريد طرابلس مثل دبي

حوار "الشرق الأوسط" سلّط الكثير من الأضواء على تجربة دبي وتجربة الإمارات في التنمية والبناء والاستثمار، في ظل بيئة إقليمية تطفح بالنزاعات والأزمات والقلاقل، وكان على هامش الحوار قصّة مؤثرة كشف عنها حاكم دبي، حيث أورد أنه في العام 2004 وبعد اعتراف ليبيا ببرنامجها النووي (إثر تداعيات غزو العراق في 2003) تلقى الشيخ محمد بن راشد اتصالاً من الزعيم الليبي الراحل، العقيد معمر القذافي. قال الزعيم الليبي حينها: "أريد طرابلس مثل دبي وأن تكون العاصمة الاقتصادية لأفريقيا". وحين التقى الرجلان في خيمة في سرت قال القذافي لضيفه: "أنا قمت بثورة شعبية وأنت قمت بثورة اقتصادية، وأريد الآن القيام بثورة اقتصادية تبدأ من طرابلس".

محمد بن راشد: الولايات المتحدة فاعل مهم في التجارة العالمية لكنها ليست اللاعب الوحيد

في ذلك الحين، أرسلت دبي فريقاً أعدّ دراسات ليتحول مطار معيتيقة (باتجاه الشرق من طرابلس) إلى عاصمة جديدة. جهزت دراسات للمدارس والمستشفيات ولمركز مالي ومشاريع للبنية التحتية. لكن النظام الليبي لم يكن جاهزاً لاستقبال تجربة من هذا النوع. البطء القاتل في القرار والتنفيذ وتنافس "اللجان" والأجهزة ونذر الفساد كلها عوامل دفعت الوفد الإماراتي إلى الانسحاب؛ فغاب مشروع كان يمكن أن يجنّب ليبيا مصيرها الحالي القاتم، كما ذكرت الصحيفة.
تأثير التوتر الأمريكي-الإيراني
الشيخ محمد بن راشد يدرك أنه يشتغل في ظل منطقة مأزومة، وفي ذلك يقول "التوتر في منطقتنا ليس جديداً، يكاد يكون حالة مستمرة منذ أربعين عاماً. ومع ذلك لم تتوقف عجلة البناء والتنمية، ولم يتوقف تدفق الاستثمارات". ويتابع "لا شك في أنّ التوتر يعكر الأجواء ويشيع القلق، ويدخله المستثمرون في حساباتهم، لكن محور هذه الحسابات يظل جدوى الاستثمار. التوتر يزيد حذر المستثمر، لكنه لا يوقف نشاطه وبحثه عن الفرص المواتية. ولا يوجد استثمار من دون مخاطرة، وكما يقال: كلما زادت المخاطرة زادت الأرباح. ومخاطرة المستثمرين محسوبة دائماً".

اقرأ أيضاً: هل بلغت إيران حافة الانهيار؟
وحول مدى تأثير أو تعطيل تصاعد التوتر الأمريكي-الإيراني للبناء والاستثمار في منطقة الخليج، عقب زيادة العقوبات الأمريكية على طهران مع الحزمة الجديدة ابتداءً من الخامس من تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري قال رئيس مجلس الوزراء في دولة الإمارات: "في منطقتنا، وتحديداً في دول مجلس التعاون، عوامل جذب الاستثمار الأجنبي تتنامى، وهي كامنة في الفرص التي يتيحها اقتصاد كل دولة، وتفتحها خطط التحديث والتطوير. ومن دولة الكويت إلى سلطنة عمان، مروراً بكل دول مجلس التعاون مشاريع تطوير وتحديث في قطاعات الاقتصاد كافة وبآلاف ملايين الدولارات".

اقرأ أيضاً: العقوبات على إيران: 5 أشياء يجب أن تعرفها
وبشأن الثقة والمصداقية وتأثيرهما في سلوك المستثمرين، وتأثير سلوكهم في الدول والحكومات وديمومة المصالح المتبادلة بين الطرفين يقول الشيخ محمد بن راشد "إن المستثمرين يعرفون أن للدول ذاكرة قوية تحفظ، وأن الاستثمار المجزي يتسم بالاستمرارية، وقراراته لا تستند فقط على معطيات لحظة توتر، أو حدث عابر.

الولايات المتحدة فاعل مهم في التجارة العالمية لكنها ليست اللاعب الوحيد

التقدّم والانغلاق الفكري

ولعل من المعاني التي لم تلقَ ما تستحق من اهتمام وتنظير في البيئة العربية، أن الإنجاز والنجاح التنموي ينبع من ثقافة إيجابية، ويخلق في الآن ذاته ثقافة جديدة تستلهم فحوى التقدم والنهضة في إطار موضوعي، بعيدٍ عن نرجسية الذات أو التقليل من إنجاز الآخرين. هنا يتحدث محمد بن راشد في حواره مع "الشرق الأوسط" مبدياً أسفه من "أن الثقافة السائدة في معظم القرون الأخيرة كانت تبخس التقدم الإنساني قدره، ولا ترى فيه إلا أنه ينطوي على تفسخ أسري واجتماعي وانحلال خلقي سيفضيان إلى زواله، وأن وراثة الأرض وما عليها هي من تحصيل الحاصل للمسلمين". ويضيف "هذه الثقافة التي سادت تنكرت حتى لخبرتنا في بناء الحضارة وقيادتها عالمياً لنحو ثمانمئة عام، وهي لم تنتج تخلفاً وسّع الهوة مع العالم المتقدم فقط، إنما أيضاً اصطحبت جموداً وانغلاقاً فكرياً راح يبحث عن حلول قضايا ومشاكل الحاضر في عالم الأمس الذي مضى وانقضى"، على حدّ قوله.
هل ستتأثر الإمارات ودبي بأجواء الحمائية الترامبية؟
وفي معرض سؤال نائب رئيس دولة الإمارات عن مدى تأثر دبي التي تعتمد على التجارة العالمية وتجارة التجزئة بشكل كبير، مع وصول الرئيس الأمريكي ترامب للسلطة واعتماده سياسات الحمائية التي تقيّد العولمة، قال محمد بن راشد إن "تأثر الإمارات ودبي بالإجراءات الحمائية الأمريكية معدوم. لكن هذه الإجراءات تطرح تحديات كبيرة على نظام التجارة العالمي ومنظمة التجارة العالمية والعولمة. والمفارقة أن الولايات المتحدة التي كانت القوة الدافعة للنظام والمنظمة والعولمة، باتت القوة المراجعة التي تسعى إلى تغييرات جوهرية في قواعد نظام التجارة العالمي وكل ما ترتبه من التزامات وحقوق".

محمد بن راشد: التوتر بمنطقتنا ليس جديداً، يكاد يكون حالة مستمرة منذ 40 عاماً ومع ذلك لم تتوقف عجلة البناء والتنمية

واستطرد حاكم دبي بتوضيح أهمية تنويع الشراكات الإستراتيجية لدولة الإمارات مؤكداً أنّ "الولايات المتحدة فاعل مهم في التجارة العالمية، لكنها ليست اللاعب الوحيد. يوجد لاعبون آخرون مهمون ومؤثرون وصاعدون. وبالنسبة لنا في الإمارات، فإنّ شبكة علاقاتنا التجارية الواسعة كفيلة بأن تمتص أي تأثيرات محتملة للإجراءات الأمريكية. فشركاؤنا الرئيسيون هم الاتحاد الأوروبي بنسبة 22 في المائة من حجم تجارتنا البالغ 1.612 تريليون درهم، والدول العربية 17 في المائة، والهند 11.5 في المائة، والصين 10 في المائة، واليابان 6.5 في المائة. أما حجم تجارتنا مع الولايات المتحدة في العام الماضي فقد سجل 5.5 في المائة، معظمها مواد استهلاكية ومنتجات إلكترونية".

أبدى محمد بن راشد أسفه لعدم احترام جيبوتي التزامها بالعقد الموقّع مع "موانئ دبي العالمية"

جيبوتي وميناء دوراليه

حوار "الشرق الأوسط" تطرق إلى استيلاء حكومة جيبوتي في 22 شباط (فبراير) الماضي بصورة غير مشروعة على محطة "دوراليه للحاويات"، وطردت موظفي "موانئ دبي العالمية" من البلد، وأنهت اتفاق الامتياز، ما دفع الشركة الإماراتية إلى البدء بإجراءات التحكيم أمام محكمة لندن للتحكيم الدولي. وعن ذلك سألت الصحيفة عن كيفية ضمان الحقوق في ظل التجاوزات من قبل حكومات كما حدث لميناء دوراليه، خصوصاً وأن قضية ميناء دوراليه أظهرت وجود تحديات أمام الشركات عابرة البحار من خلال القوانين الدولية؟

اقرأ أيضاً: محكمة بريطانية تمنع جيبوتي من إنهاء مشروع "موانئ دبي"
وفي إجابته أبدى الشيخ محمد بن راشد أسفه لعدم احترام السلطة المعنية في جيبوتي التزامها في العقد الموقّع مع "موانئ دبي العالمية". العقد موثق، ومرجعية الفصل في النزاعات حوله دولية باتفاق الطرفين المتعاقدين. وأضاف: لقد صدرت (مؤخراً) أحكام لصالح "موانئ دبي العالمية"، وهي نهائية وواجبة التنفيذ. وأردف يقول: (قضية هذا الميناء لن تؤثر في نشاط شركة "موانئ دبي العالمية"؛ فقد استحوذت أخيراً على مجموعة دنماركية تملك أكبر شبكة لوجيستية لتشغيل سفن النقل البحري قصير المدى في أوروبا. كما تدير موانئ دبي وتشغّل 78 ميناءً حول العام، وتطوّر 10 مشاريع جديدة في 8 دول تتوزع على 3 قارات).

الصفحة الرئيسية