العقوبات على إيران: 5 أشياء يجب أن تعرفها

العقوبات على إيران: 5 أشياء يجب أن تعرفها


06/11/2018

ترجمة: محمد الدخاخني


دخلت عقوبات أمريكيّة جديدة بحقّ إيران حيّز التّنفيذ، أمس، وهي عقوبات تمثّل الصّفعة التّالية في صراع الولايات المتّحدة الاقتصاديّ مع طهران، وتستهدف بشكل رئيس صادرات النّفط والقطاع الماليّ. وذلك فيما تواجه أوروبا، من جانبها، صعوبة في تشكيل أيّ ردّ على هذه التّطوّرات.

ما العقوبات التي ستدخل حيّز التّنفيذ؟

تستهدف العقوبات الأمريكيّة التّأديبيّة قلب إيران الاقتصاديّ: صادرات الطّاقة. فكافّة الأعمال التّجاريّة مع شركات النّفط الإيرانيّة سيتمّ حظرها، وكذلك أعمال التّأمين من أيّ نوع، بما في وثائق التّأمين الّتي تغطي شحنات النّفط. كما سيتمّ تشديد العقوبات الحالية على القطاع الماليّ الإيرانيّ. فاعتباراً من يوم أمس فصاعداً، سيتمّ حظر كافّة المعاملات الماليّة مع البنك المركزيّ الإيرانيّ وعدد من البنوك الأخرى.

تمّ التوقيع على العقوبات

إنّ الولايات المتّحدة عازمة على إنزال صادرات النّفط الإيرانيّ إلى الصّفر. وتمثّل مبيعات النّفط حوالي 80 في المائة من إجمالي دخل الدّولة في إيران، وبما أنّ 60 في المائة من نفقات ميزانيّة إيران يتمّ توزيعها على الشّركات والمؤسّسات الحكوميّة، فإنّ البلد يعتمد بشكل كبير على الإيرادات الّتي تُنتِجها هذه المبيعات.

ما العقوبات التي كانت موجودة بالفعل؟

عندما انسحبت بشكل أحاديّ من "خطة العمل المشتركة الشّاملة" - المعروفة أيضاً باسم الاتّفاق النّوويّ الإيرانيّ - في 8 أيّار (مايو) الماضي، أعطت الولايات المتّحدة لشركائها موعدين نهائيّين لتصفية كافّة الأعمال مع إيران. حلّ الموعد النّهائيّ الأوّل، وكانت مدّته 60 يوماً، في 6 آب (أغسطس) الماضي. وعند هذه النّقطة تمّ منع إيران من التّجارة بالدّولار الأمريكيّ.

اقرأ أيضاً: هل كانت واشنطن ذكية بإعفاء ثماني دول من العقوبات النفطية الإيرانية؟

كما تمّ فرض عقوبات على الصّناعات الإيرانيّة الرّئيسة مثل قطاع السّيّارات وإنتاج السّجاد. وحُظِر تماماً بيع الطّائرات التّجاريّة أو قطع الغيار للنّماذج القائمة - الّتي كان قد أُعيق الوصول إليها بالفعل - بشكل كامل. وحلّ الموعد النّهائيّ الثّاني أمس.

أصدر الاتحاد الأوروبي "قانون المنع" لحماية الشركات الأوروبية من تأثير العقوبات

ما الهدف من العقوبات؟

وفقاً لإدارة ترامب، فإنّ "أقصى ضغط ممكن" على إيران هو أداة لإجبار القادة الإيرانيّين على تغيير مسارهم. وفي 21 أيّار (مايو) الماضي، قدّم وزير الخارجيّة، مايك بومبيو، قائمة من 12 طلباً قالت الولايات المتّحدة إنّه يجب الوفاء بها قبل رفع العقوبات. ومن بين أمور أخرى، اضطّرت طهران إلى وقف برنامجها الصّاروخيّ، و"إنهاء دعم الجماعات الإرهابيّة في الشّرق الأوسط، بما في ذلك حزب الله وحماس وحركة الجهاد الإسلاميّ الفلسطينيّة".

اقرأ أيضاً: 4 سيناريوهات ما بعد فرض العقوبات على إيران

وعلاوة على ذلك، قال بومبيو إنّه يجب على إيران إزالة جميع القوّات الّتي تحت قيادتها من سوريا وتسريح الميليشيّات الشّيعيّة في العراق. ومن ثمّ فإنّ تغيير النّظام ليس من بين الأهداف المُعلَنة للعقوبات الأمريكيّة. ومع ذلك، فإنّ التّصريحات العامّة الصّادرة عن مستشار الأمن القوميّ، جون بولتون، تشير إلى أنّ زعزعة الاستقرار وتغيير النّظام سيكونان أكثر من موضع ترحيب من وجهة نظر واشنطن.

 حظر شراء المعادن الثمينة هو بمثابة محاولة لقطع إيران عن الأسواق العالمية

هل يستطيع الاتّحاد الأوروبيّ الدّفاع عن نفسه ضدّ عقوبات أمريكيّة أحادية الجانب؟

تستخدم الولايات المتّحدة هيمنتها في الأسواق الماليّة العالميّة وجاذبيتها النّسبيّة كمكان للقيام بأعمال تجاريّة في مواجهة إيران كورقة ضغط في متابعة أهدافها السّياسيّة. ونتيجة لذلك، كانت التّدابير التي تسمح جوهريّاً لواشنطن بضبط عمل الشّركات الأوروبيّة وغيرها من الشّركات الدّوليّة قاسية بالمثل. وفي أواخر أيلول (سبتمبر)، أعلنت كبيرة الدّبلوماسيّين في الاتّحاد الأوروبيّ، فيديريكا موغيريني، أنّ الاتّحاد الأوروبيّ يقوم بتطوير آلية تعرف باسم "مركبة الأغراض الخاصّة" لتسهيل المعاملات التّجاريّة مع إيران. وستعمل "مركبة الأغراض الخاصّة" مثل البورصة، على نحو يسمح للشّركات الأوروبيّة والإيرانيّة بتسوية الحسابات مع بعضها البعض في غرفة مقاصّة تابعة للاتّحاد الأوروبيّ. فعلى سبيل المثال، يمكن دفع تكاليف تسليم النّفط باستخدام آلات إنتاج المنسوجات. وسيجعل هذا النّظام عمليّة تدفق الأموال عبر الأسواق الماليّة الدّوليّة تختفي.

اقرأ أيضاً: هل تقصم العقوبات الأمريكية ظهر النظام الإيراني المنهك؟

ومع ذلك، فإنّ "مركبة الأغراض الخاصّة" بعيدة كلّ البعد عن التّشغيل ولا أحد يعرف أين سيكون مقرّ المؤسّسة فعليّاً. ففي حين أنّ إعلانات مؤسّسات الاتّحاد الأوروبيّ الجديدة تستقطب عموماً قدراً كبيراً من الاهتمام من أولئك الّذين يتوقون لاستضافة مقرّاتها الرّئيسة، فإنّ هذا لم يكن هو الحال مع "مركبة الأغراض الخاصّة". إنّ الدّول الأعضاء في الاتّحاد الأوروبيّ متردّدة بشأن مسألة التّطوّع خوفاً من أن إثارة غضب واشنطن. وكان بولتون قد هدّد بأنّ الولايات المتّحدة لن "تسمح بتجنّب عقوباتنا من جانب أوروبا أو أيّ كيان آخر".

المرحلة الأولى تصطدم بالصناعات الرئيسية بما في ذلك شراء الطائرات التجارية

ما تأثير العقوبات حتّى الآن؟

إنّ العملة الإيرانيّة، الرّيال، في حالة هبوط حرّ، حيث فقدت 70 في المائة من قيمتها هذا العام، والتّضخم في ارتفاع. وانخفضت صادرات الطّاقة الإيرانيّة بنحو الثّلث منذ حزيران (يونيو) الماضي. كما ترتبط تكاليف الطّاقة المرتفعة - الّتي يشعر بها النّاس في محطات الوقود في البلاد - بالعجز الّذي تسبّبه العقوبات. وبعد شهر عسل قصير من التّعاون والاستثمار الدّوليّ في إيران، توجّهت العديد من الشّركات العالميّة نحو الخروج منذ شهر أيّار (مايو) الماضي. وكان من بين من غادروا العديد من الشّركات الأوروبيّة الّتي تخاف من أن يتمّ إبعادها عن السّوق الأمريكيّة الأكثر ربحاً في حال بقائها داخل إيران.

انسحاب واشنطن إحاديّ الجانب من "خطة العمل المشتركة الشّاملة" وتنفيذ عقوبات أحاديّة الجانب عمّقا الانقسام عبر الأطلسيّ

وقد أُعيقت الواردات إلى إيران بشكل كبير في كافّة المجالات؛ فالأدوية الضّرورية لإنقاذ الحياة، على سبيل المثال، يصعب العثور عليها وهي مكلّفة للغاية. ومع ذلك، تمتلك إيران سنوات من الخبرة في التّعامل مع العقوبات الأمريكيّة وكانت قد أعلنت تحوّلها إلى "اقتصاد مقاومة". ومن وجهة نظر سياسيّة، فإنّ العقوبات الّتي تفرضها واشنطن لا تعزّز سوى قوى المحافظين المتطرّفين في إيران، الّتي طالما انتقدت أيّ شكل من أشكال التّقارب مع الغرب.

وعلاوة على ذلك، فإنّ انسحاب واشنطن إحاديّ الجانب من "خطة العمل المشتركة الشّاملة" وتنفيذ عقوبات أحاديّة الجانب عمّقا الانقسام عبر الأطلسيّ. فالآن، تقف أوروبا جنباً إلى جنب مع بكين وموسكو وضدّ واشنطن في واحدة من المسائل الدّوليّة المركزيّة في يومنا هذا.


المصدر: ماتياس فون هين، دويتشه فيله

الصفحة الرئيسية