ماذا تعرف عن الشركات الـ 4 التابعة للجيش السوداني وقوات الدعم السريع التي فرضت عليها واشنطن عقوبات مؤخراً؟

ماذا تعرف عن الشركات الـ (4) التابعة للجيش السوداني وقوات الدعم السريع التي فرضت عليها واشنطن عقوبات مؤخراً؟

ماذا تعرف عن الشركات الـ 4 التابعة للجيش السوداني وقوات الدعم السريع التي فرضت عليها واشنطن عقوبات مؤخراً؟


04/06/2023

لم يمضِ وقت طويل على إعلان الجيش السوداني الأربعاء الماضي تعليق المحادثات الجارية بينه وبين قوات الدعم السريع برعاية سعودية أمريكية، في مدينة جدة، وعزا المتحدث باسمه ذلك إلى عدم التزام ما سمّاها بالميليشيا المتمردة بتنفيذ أيٍّ من البنود التي نصّ عليها الاتفاق، واستمرارها في خرق الهدنة؛ حتى فرضت الولايات المتحدة الأمريكية الخميس الماضي عقوبات على القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع؛ بسبب استمرار أعمال العنف في مختلف أنحاء البلاد، والفشل في الالتزام بوقف إطلاق النار.

وفرضت واشنطن قيوداً على التأشيرات على أفراد محددين في السودان، بمن فيهم مسؤولون من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع وقادة من نظام الرئيس السوداني السابق عمر البشير، وبعض من سمّتهم بالمسؤولين عن أو المتواطئين في تقويض التحول الديمقراطي في السودان.

وقالت وزارة الخزانة الأمريكية إنّها استهدفت شركتين مرتبطتين بالجيش السوداني وشركتين مرتبطتين بقوات الدعم السريع، إحداهما تعمل في تعدين الذهب، فما هي تلك الشركات التي فُرضت عليها العقوبات؟

منظومة الصناعات الدفاعية

تُعتبر منظومة الصناعات الدفاعية التابعة للجيش السوداني، التي فرضت عليها واشنطن العقوبات الأخيرة، وقالت عنها وزارة الخزانة الأمريكية  إنّها تدرّ عائدات تقدّر بملياري دولار على أساس سنوي، تُعتبر أكبر مؤسسة للصناعات العسكرية في السودان، وتقوم بتصنيع أسلحة ومعدات للجيش السوداني، وبحسب موقع (سودان تربيون)، في تشرين الأول (أكتوبر) 2022،  أكّدت مجلة Military) Watch) أنّ السودان يمتلك ثالث أكبر قطاع دفاعي في القارة، وأنّ المنظومة تمكنت من إنتاح وتصنيع  دبابات تبدو أكثر كفاءةً وقوةً من الدبابة الأوكرانية  (T-72)، فقد سحقتها وتفوقت عليها خلال معارك الجيش في جنوب السودان، إبّان عهد عمر البشير، ووصفتها (Military Watch) بأنّها أخطر (درع) أفريقي الصنع.

وُصفت منظومة الصناعات الدفاعية التابعة للجيش السوداني بأنّها أخطر (درع) أفريقي الصنع

خطة الحكومة المدنية

من جهتها، كانت الحكومة المدنية الانتقالية برئاسة عبد الله حمدوك التي أطيح بها في 25 تشرين الأول (أكتوبر) 2021، قد وضعت رؤية محددة للتعامل مع منظومة الصناعة الدفاعية التي تضم نحو أكثر من (300) شركة، وذلك عبر إدماجها في الاقتصاد الوطني، والاهتمام بالصناعات المدنية بجانب العسكرية، فضلاً عن التوافق على إنشاء مجلسين؛ واحد  للتنمية الصناعية ويرأسه وزير الصناعة ويشرف على الصناعات المدنية للمنظومة، ومجلس تمويل واستثمار برئاسة وزير المالية يشرف على تحويل المنظومة المدنية إلى شركات مساهمة عامّة بشكل تدريجي.

أثّرت على ترتيب الجيش

وفي هذا السياق، يقول خبراء عسكريون إنّ منظومة الصناعات الدفاعية شرعت إبّان الحكومة المدنية الانتقالية المطاح بها في  توفيق أوضاعها بما يتسق مع التوجهات الجديدة، خاصة فيما يتعلق بالصناعات المدنية والالتزام بالمراجعة ودفع الضرائب، قبل أن ينقلب عبد الفتاح البرهان ونائبه محمد حمدان دقلو (حميدتي) على الحكومة، ثم يذهب كلٌّ منهما إلى قتال الآخر، ويمضيان بالبلاد إلى حرب أهلية طاحنة وضروس.

ووفقاً لتصنيف (Global Firepower)، فإنّ المنظومة أثرت إيجاباً على ترتيب الجيش السوداني أفريقياً وعالمياً لعام (2022)، فقد جاء في المركز الـ (9) من (36) أفريقيّاً، والمركز الـ (73) من (142) عالمياً.

(جياد) جامحة على صهوتها (كيزان)

شركة (سودان ماستر تكنولوجي) تأسست عام 1993، وتضم عدة أذرع أهمها مدينة جياد الصناعية  التي تُعتبر أكبر مدينة صناعية  في السودان بمساحة (15) كيلومتراً مربعاً، وتحتوي على (3) قطاعات رئيسية؛ هي: قطاع الصناعات المعدنية، وقطاع صناعات السيارات والشاحنات والتراكتورات، والقطاع الإداري، ويهيمن عليها حزب المؤتمر الوطني (الإخوان المسلمون) بالكامل.

وتضم مدينة جياد التابعة لشركة ماستر تكنولوجي مصنعاً للحديد والصلب بطاقة إنتاجية (250) ألف طن في العام، تغطي 55% من الاستهلاك المحلي، وكذلك مصنعاً للألمينيوم بطاقة إنتاجية سنوية (4500) طن أسلاك وكوابل الكهرباء، بجانب القطاعات المستخدمة في تصنيع الأبواب والنوافذ والفواصل والتغليف والمطابخ، فضلاً عن مصانع للنحاس وورش تصنيع هياكل السيارات وخطوط لتجميع السيارات والتراكتورات والشاحنات والحافلات وخلافه.    

وكانت قوات الدعم السريع قد ادّعت في أوقات سابقة من الحرب التي تدور حالياً في الخرطوم أنّها سيطرت على منظومة الصناعات الدفاعية ومدينة جياد الصناعية اللتين طالتهما العقوبات الأمريكية الأخيرة، وبثت مقاطع فيديو تؤكد من خلالها مزاعمها.   

قوات الدعم السريع ادّعت أنّها سيطرت على منظومة الصناعات الدفاعية ومدينة جياد الصناعية اللتين طالتهما العقوبات الأمريكية الأخيرة

 الذهب... الذهب

من جهة أخرى، طالت العقوبات قوات الدعم السريع، حيث استهدفت واشنطن مجموعة الجنيد للأنشطة المتعددة التي قالت إنّها ضالعة في تعدين الذهب، ويرأس مجلس إدارتها قائد ثاني قوات الدعم السريع الفريق عبد الرحيم حمدان دقلو، شقيق حميدتي، وهي امتداد لشركة أخرى بدأت نشاطها عام 2006 تحت اسم (دووم) للإلكترونيات، وعملت وكيلاً حصرياً لمنتجات (جيهانز) الألمانية، قبل أن تصبح شركة الجنيد للأنشطة المتعددة عام 2009، بعد تحول نشاطها الرئيس إلى تعدين وتصدير الذهب، بجانب أنشطة أخرى  كتعبيد الطرق وإنشاء الجسور، وقد نفذت طريق (نيالا ـ كاس) بجنوب دافور، وتدوير مخلفات التعدين، والنقل  البري، ولها أسطول كبير خاص بالشركة لنقل منتجاتها واستيراد مستلزماتها، ولا تستخدمه تجارياً.

مقاتلات دفع رباعي

وكذلك شركة تريدف  للتجارة العامة (Tradive General Trading)  التي قالت إنّها شركة واجهة تسيطر عليها شركة أخرى يسيطر عليها القوني حمدان دقلو، شقيق آخر لحميدتي، وضابط برتبة رائد في قوات الدعم السريع.

وقالت وزارة الخزانة الأمريكية: إنّ تريدف ضالعة في شراء مركبات لقوات الدعم السريع، وهذا ما أكدته عدة مصادر ومراقبون، حيث إنّ الشركة أصبحت المورد الرئيس لسيارات الدفع الرباعي التي يتم تحويلها إلى مركبات قتالية، وتستخدمها قوات الدعم السريع بكثافة، خصوصاً خلال العامين المنصرمين، إذ استوردت الشركة آلاف السيارات من هذا النوع ومن أنواع أخرى.

مواضيع ذات صلة:

البرهان وحميدتي إلى طاولة حوار... والشعب السوداني إلى كارثة إنسانية

صراع السودان في أسبوعه الثالث... اتهامات متبادلة ووضع إنساني يتفاقم

الإخوان في السودان... بيانات الفتنة تستمر



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية