
الأوضاع المالية الصعبة والأزمات السياسية التي تحيط بحزب (العدالة والتنمية)، "ذراع الإخوان المسلمين بالمغرب"، دفعت قادته لاتخاذ إجراءات مخالفة للقوانين والأنظمة المعمول بها في البلاد بما يتعلق بجمع التبرعات.
ويواجه الأمين العام لحزب العدالة والتنمية "البيجيدي" عبد الإله بنكيران اتهامات بخرق القانون المتعلق بتنظيم عمليات جمع التبرعات من العموم، على خلفية دعوة حث فيها منخرطيه والمتعاطفين معه على المساهمة في تغطية تكاليف عقد المؤتمر الوطني التاسع للحزب المبرمج نهاية الأسبوع الجاري.
وتأتي هذه الاتهامات لتؤكّد تفاقم الأزمة المالية للحزب الإسلامي، في ظل امتناع الأعضاء وجزء من الأنصار عن دفع الاشتراكات، ممّا أربك قيادته، ودفعت ببنكيران إلى الوقوع في فخ التناقضات وانتهاك القانون.
ووصف مراقبون حملة حزب العدالة والتنمية لجمع التبرعات بأنّها خطوة سياسية غير مسبوقة لحزب عريق قاد الحكومة مدة (10) أعوام، واعتبرها آخرون انعكاسًا لحضوره السياسي، وانهيارًا في بنية تمويله الذاتي الذي يحاول مداراته بخطاب عاطفي ممزوج بالدين والوطنية، وفق ما نقل موقع (ميديل إيست أون لاين).
مراقبون: إنّ حملة حزب العدالة والتنمية لجمع التبرعات تُعتبر انعكاسًا لحضوره السياسي، وانهيارًا في بنية تمويله الذاتي الذي يحاول مداراته بخطاب عاطفي ممزوج بالدين والوطنية.
ولم يُخفِ الأمين العام لـ "البيجيدي" انزعاجه من تأخر وزارة الداخلية في صرف الدعم المالي المخصص للحزب لتنظيم مؤتمره، والذي يصل إلى (130) مليون سنتيم، وقد حثّ، في كلمة مصوّرة نشرها عبر حسابه على (فيسبوك) الأسبوع الماضي، القواعد خاصة التجار والفلاحين على المساهمة المادية والتضحية من أجل نجاح الحدث المقرر تنظيمه بعد أيام، معتبرًا الأمر "إنفاقًا في سبيل الله".
وقد تصدت القوانين المغربية لمحاولات استغلال العمل الخيري والتبرعات داخل الأحزاب السياسية في تمويل حملاتها الانتخابية أو لأغراض دعائية عبر مجموعة من التدابير والقوانين الصارمة، حيث حدد القانون المتعلق بتنظيم عمليات دعوة العموم إلى التبرع وتوزيع المساعدات لدوافع خيرية، الإجراءات اللازمة للحصول على ترخيص لجمع هذه التبرعات من الجمهور، وقواعد تنظيم الإشراف عليها وأوجه استخدامها أو توزيعها، بهدف تحقيق الشفافية وحماية المتبرعين وضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها، ونص هذا القانون على العقوبات التي تسلط على المخالفين لأحكامه.
ويعيش حزب الإخوان حالة من التخبط والتصدّع في ظل خلافات بين عدد من أعضاء الصف الأول في الحزب والقيادة الحالية، على خلفية مطالبتهم بتجديد القيادة وضخ دماء جديدة تكون قادرة على مواكبة التحديات والمتغيرات، بسبب مواقف بنكيران وتفرده بالقرارات، التي لا تخدم مصلحة الحزب بقدر ما تخدم مصالحه الشخصية وبقاءه في دائرة الضوء.