بنكيران والوعظ الديني: هرب من الفشل أم استعطاف لاستعادة شعبية حزبه الإخواني؟

بعد نحو (5) أشهر من هزيمة مخزية لإخوان المغرب في الانتخابات التشريعية في أيلول   (سبتمبر) الماضي، أطلّ عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية المغربي، على الرأي العام العربي والمغربي بعباءة الواعظ الديني.

أطلّ عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية المغربي، على الرأي العام العربي والمغربي بعباءة الواعظ الديني

وفيما يبدو أنّه يأسٌ من الخروج من قاع الفشل الذي لحق بحزب العدالة والتنمية، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في المغرب، نشر بنكيران الجمعة الماضية الحلقة الأولى من مجموعة حلقات أطلق عليها عنوان "آية استوقفتني".

منطق آخر

تقمّص بنكيران دور الواعظ الديني، وبعدما بدأ مقطع الفيديو بالصلاة على النبي المختار ـ صلى الله عليه وسلم ـ والبسملة، قال: إنّ "هذا التسجيل ليس كالتسجيلات التي كنت أعملها بمناسبات سياسية أو لقاءات حزبية."

 وأضاف بنكيران، الذي مُني حزبه بفشل ذريع في انتخابات أيلول (سبتمبر) الماضي: لهذا التسجيل "منطق آخر للتفاعل مع كتاب الله أو مع سُنّة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أو ما تركه لنا السلف الصالح".

فيما يبدو أنّه يأسٌ من الخروج من قاع الفشل، نشر بنكيران الحلقة الأولى من حلقات دينية: "آية استوقفتني"

وكعادة الإخوان المسلمين عند الهزيمة والشعور بضعف صفوفهم، لم يخلُ خطاب بنكيران من نبرة الاستعطاف، وأخذ يتحدث عن قرب أجله باعتباره مُتقدّماً في السن.

 ويحاول بنكيران استعادة شعبية حزبه الإخواني، الذي تعوّد على صدارة الانتخابات في السابق، قبل أن يحلّ ثامناً في انتخابات أيلول (سبتمبر) الماضي.

ولم يتعافَ بعد من صدمة السقطة المدوية، فيما تضرب الصراعات والخلافات الداخلية صفوفه، في ظل عزم بنكيران على عدم التمسك بقيادات المرحلة السابقة، وفي هذا السياق، أطاحت انتخابات ليلة داخلية في الحزب، نهاية شباط (فبراير) الماضي، بعدد من قيادات المرحلة السابقة، وأبرزهم سعد الدين العثماني، الذي يُحمّله بنكيران مسؤولية السقطة الانتخابية الأخيرة في الانتخابات المحلية والتشريعية، التي تذيل فيها ترتيب الأحزاب.