لماذا تصر إيران على شطب الحرس الثوري من قائمة الإرهاب الأمريكية؟

لماذا تصر إيران على شطب الحرس الثوري من قائمة الإرهاب الأمريكية؟


26/04/2022

لا تزال المباحثات حول الاتفاق النووي الإيراني معلقة، بسبب إصرار إيران على مطلبها بشطب الحرس الثوري من قائمة التنظيمات الإرهابية، وهو مطلب يبدو أنّ إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تدرسه بجدية رغم صعوبة تحقيقه نظراً للخطر الذي يشكله هذا التنظيم على أمن المنطقة.

 وفي حين تصر طهران على أنّ رفع العقوبات الأمريكية عن الحرس الثوري الإيراني من بين المطالب الرئيسية في محادثات إحياء الاتفاق النووي، معتبرة إياها من "الخطوط الحمراء"، تؤكد الولايات المتحدة الأمريكية، إنه إذا أرادت إيران تخفيف العقوبات بما يتجاوز المنصوص عليها في الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، في إشارة واضحة إلى استبعاد الحرس الثوري من القائمة الأمريكية للإرهاب، فعليها التصدي لمخاوف أمريكية تتجاوز التي تناولها الاتفاق، وتتعلق بالأمن الدولي والتسلح الإيراني ومخاطره على الأمن الإقليمي والدولي.

 مقترح أمريكي جديد

وتداولت العديد من التقارير الصحفية أنباء عن مقترح جديد في الكونغرس الأمريكي يكشف أنّ إدارة الرئيس جو بايدن تفكر بإلغاء العقوبات المفروضة عن الحرس الثوري وإبقاء "فيلق القدس" بدلاً عنه على قائمة الإرهاب.

وأشارت التقديرات التي تم تداولها إلى إسقاط العقوبات عن حوالي (80) ألفاً إلى (180) ألفاً من الحرس الثوري، فيما ستشمل فقط "فيلق القدس" المكون من (20) ألف مقاتل إيراني.

وكان أحد المقترحات التي طرحتها الولايات المتحدة في المفاوضات هو أن تقوم إدارة بايدن بإزالة الحرس الثوري الإيراني من القائمة السوداء لـ FTO مقابل التزام علني من إيران بخفض التصعيد في المنطقة.

إدارة الرئيس جو بايدن تفكر بإلغاء العقوبات المفروضة عن الحرس الثوري وإبقاء "فيلق القدس" بدلاً عنه على قائمة الإرهاب

ووفق تقرير لـ "المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات"، قد تحتفظ واشنطن بالحق إذا تم رفع الحرس الثوري من قائمة المنظمات الإرهابية في إعادة تصنيف الحرس الثوري إذا وجدت أنّ إيران لم تف بتعهدها بوقف التصعيد في المنطقة.

وهذا الأسبوع، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس "إذا أرادت إيران رفعاً للعقوبات يتخطى المنصوص عليه في الاتفاق النووي فعليها أن تستجيب لهواجسنا التي تتخطّى الاتفاق النووي". وشدد على وجوب أن تتفاوض إيران حول هذه المسائل "بحسن نيّة وتعاون".

يعلل الإيرانيون موقفهم بأنّ ترامب أدرج الحرس الثوري في القائمة لتشديد الضغوط على طهران بعدما سحب بلاده من الاتفاق المبرم في العام 2015

ويعلل الإيرانيون موقفهم بأنّ ترامب أدرج الحرس الثوري في القائمة لتشديد الضغوط على طهران بعدما سحب بلاده من الاتفاق المبرم في العام 2015، لكن الأمريكيين ينفون صحة هذا الأمر ويشددون على عدم وجود أي رابط بين الأمرين.

 انقسام أمريكي

وتؤكد الولايات المتحدة أنها لا تتفاوض في العلن وهي كانت قد تجنّبت الإدلاء بأي تصريح واضح بشأن مصير تصنيف الحرس الثوري الإيراني. لكن إعلان برايس هذا بدا أشبه بالتأكيد على أنّ الإدارة الأمريكية تشدد موقفها بالنسبة لشطب الحرس الثوري الإيراني بعد انقسام الآراء بين الدوائر الدبلوماسية المقرّبة من قيادات عسكرية أمريكية وبين الجناح السياسي في البيت الأبيض.

فالفريق الأول يؤيد اتّخاذ مبادرة تجاه الحرس الثوري معتبراً أنّ شطب هذه القوة من قائمة المنظمات التي تصنّفها واشنطن إرهابية لن تكون له عملياً تداعيات كبرى، فيما يخشى البيت الأبيض انتقادات الجمهوريين قبيل انتخابات منتصف الولاية المقررة في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.

وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قد أعطى مؤشراً أولياً دل على تشدد الموقف الأمريكي بقوله إنّ الحرس الثوري الإيراني برأيه "منظمة إرهابية". وقال في تصريح لشبكة "إن.بي.سي" الإخبارية "لست شديد التفاؤل إزاء إمكان التوصل إلى اتفاق".

 محلل سياسي: حال رفع الحرس الثوري من قوائم الإرهاب ستكون هناك تحولات كبيرة في السياسة الخارجية للمنطقة العربية تجاه التعامل مع الولايات المتحدة باعتبارها حليفاً استراتيجياً

وفي وقت سابق، طالب السيناتور عن الحزب الجمهوري بيل كاسيدي، إدارة الرئيس الأمريكي بالتخلي عن شطب ميليشيات الحرس الثوري الإيراني من لائحة الإرهاب.

وقال عضو في مجلس الشيوخ الأمريكي عن الحزب الجمهوري، بيل كاسيدي، في تغريدة له عبر حسابه الرسمي على "تويتر"، الأربعاء، إنّ "شطب الحرس الثوري الإيراني من قائمة المنظمات الإرهابية لوزارة الخارجية الأمريكية يتعارض مع مصالح الولايات المتحدة ولا ينبغي النظر فيه".

 وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن: لست شديد التفاؤل إزاء إمكان التوصل إلى اتفاق

كما طالب كاسيدي إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بضرورة التخلي عن المفاوضات التي تهدف إلى التوصل لاتفاق مع إيران في مفاوضات فيينا لإحياء الاتفاق المبرم عام 2015، بين إيران والقوى الدولية.

تداعيات خطيرة على الشرق الأوسط

حذّر مراقبون وباحثون في شؤون الجماعات المتطرفة والإرهابية، من رفع الحرس الثوري الإيراني من قائمة الإرهاب الأمريكية، مؤكدين أنّ استجابة الولايات المتحدة لإيران في هذا الصدد، إن تمت، ستكون لها تداعيات خطيرة على الشرق الأوسط والمنطقة العربية، وسيترتب عليها بالإضافة إلى تغيير سياسات دول الخليج والدول العربية مع الولايات المتحدة الأمريكية، وقوع المزيد من الإرهاب والتخريب في المنطقة.

وخلال حديث له مع صحيفة "الرؤية"، يقول أستاذ العلاقات الدولية والعلوم السياسية، الدكتور حامد فارس، إنه إذا تم رفع الحرس الثوري الإيراني من قائمة الإرهاب الأمريكية، فإنها ستكون خطوة خطيرة ستقلب موازين القوى، وستتغير معه نظرة العالم العربي للولايات المتحدة بشكل كبير؛ لأن الجرائم التي ارتكبها الحرس الثوري الإيراني، وتدخله في الشؤون الداخلية لدول الخليج على الأخص، والمنطقة العربية بشكل كبير، له انعكاسات نفسية سلبية سيئة على المجتمع العربي، والشعوب العربية، وليس فقط على الحكام؛ لأن السياسات الخارجية الإيرانية دائماً ما تهدد المنطقة العربية والشرق الأوسط بأفعال ومواقف غير متزنة.

محلل سياسي: الهدف الأساسي لإيران من مطالبتها برفع الحرس الثوري من قائمة الإرهاب، أن تحيد الحرس الثوري من لائحة العقوبات الأمريكية والغربية، وهو ما يتعلق بنفوذ إيران على مستوى الإقليم والمنطقة

وأضاف أنه حال رفع الحرس الثوري من قوائم الإرهاب ستكون هناك تحولات كبيرة في السياسة الخارجية للمنطقة العربية تجاه التعامل مع الولايات المتحدة باعتبارها حليفاً استراتيجياً.

من جانبه، يقول أستاذ العلوم السياسية اللبناني بالجامعة الأمريكية بلبنان، الدكتور رائد المصري، إنّ الهدف الأساسي لإيران من مطالبتها برفع الحرس الثوري من قائمة الإرهاب، أن تحيد الحرس الثوري من لائحة العقوبات الأمريكية والغربية، وهو ما يتعلق بنفوذ إيران على مستوى الإقليم والمنطقة، والجميع يعلم أنّ الحرس الثوري الإيراني هو الذراع العسكرية والأمنية لإيران، لإقامة خطوط دفاع متقدمة في دول مثل؛ العراق ولبنان واليمن وسوريا، وغيرها من البلدان.

وأضاف أنّ إيران في حاجة لإنهاء ملف المفاوضات النووية؛ لأن العقوبات قد أحكمت الخناق عليها، ومن ناحية أخرى لا تريد أن تتنازل أو تقدم تنازلات تتعلق بنفوذها ليبقى المنفذ الأساسي لهذا الحضور، وهو الحرس الثوري، ولا تريد إلا رفع العقوبات عنه بصورة أساسية، وبالتالي يبقى جزء من هذا التفاوض ليقولوا للرأي العام الداخلي الإيراني، والرأي العام العالمي، إنهم لم يتنازلوا أمام الغرب، وما زالوا يحققون إنجازات على مستوى النفوذ ومستوى رفع العقوبات عن الحرس الثوري، وغيرها، فإيران تريد تحقيق انتصارات داخلية وخارجية، وكسب الرأي العام الداخلي، وفق المصري.

مواضيع ذات صلة:

هل تنجح إيران في الضغط على أمريكا لرفع الحرس الثوري من قائمة الإرهاب؟

ماذا يعني أن تكون المنشآت النووية الإيرانية في عهدة الحرس الثوري؟

لحوثي مدعوماً بالحرس الثوري الإيراني يعيث تهديداً براً وبحراً وجواً



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية