الحوثي مدعوماً بالحرس الثوري الإيراني يعيث تهديداً براً وبحراً وجواً

الحوثي مدعوماً بالحرس الثوري الإيراني يعيث تهديداً براً وبحراً وجواً


31/01/2022

ما بين القرصنة التي تمارسها الميليشيات الحوثية على السفن في مياه الخليج، كما حدث مع سفينة الشحن "روابي" قبالة محافظة الحديدة باليمن، ومحاولات النظام الإيراني المحمومة لتهريب الأسلحة والمعدات العسكرية والمساعدات اللوجيستية لوكلائها، تتزايد التهديدات والمخاطر على الملاحة الدولية والأمن الإقليمي، وقد أعلن الأسطول الأمريكي، مؤخراً، اعتراض سفينة صيد، لا تحمل علم أيّة دولة، بينما تمّ ضبط أسلحة مهرّبة على متنها.

اقرأ أيضاً: ماذا يلزم واشنطن كي تتأكد أنّ الحوثيين إرهابيون؟

ولا تعدو عمليات ضبط الأسلحة المهربة للميليشيات المدعومة من الحرس الثوري الإيراني، في خليج عُمان كونها أمراً عرضياً أو مباغتاً؛ إذ إنّ ثمة سوابق عديدة لممارسات مماثلة، فقد كشفت وزارة العدل الأمريكية، الشهر الماضي، مصادرة كميات هائلة من الأسلحة الإيرانية، منها: 171 صاروخ أرض جو، وكذا ثمانية صواريخ مضادة للدبابات، بالإضافة إلى 1.1 مليون برميل من المنتجات النفطية الإيرانية.

مطلع العام الجاري، أوضحت مسودة تقرير صادرة عن لجنة خبراء تابعة مجلس الأمن الدولي بشأن اليمن؛ أنّ "القوارب الخشبية الصغيرة، ووسائل النقل البري، استخدمت في محاولات لتهريب أسلحة مصنوعة في روسيا والصين وإيران، على طول الطرق المؤدية إلى اليمن، والتي يحاول الجيش الأمريكي إغلاقها، منذ سنوات".

اقرأ أيضاً: الحوثيون.. منهج التضليل

ووفق مسوّدة التقرير الأممي؛ فإنّه "من المرجّح أن يكون ميناء واحد في إيران هو مصدر الآلاف من قاذفات الصواريخ والمدافع الرشاشة وبنادق القنص وغيرها من الأسلحة التي صادرتها البحرية الأمريكية في بحر العرب خلال الأشهر الأخيرة".

مسودة تقرير أممي ترجّح أن يكون ميناء واحد في إيران، مصدراً لآلاف من قاذفات الصواريخ والمدافع الرشاشة وبنادق القنص وغيرها من الأسلحة التي صادرتها البحرية الأمريكية في بحر العرب

كما يشير بيان صادر عن القيادة المركزية الأمريكية، نهاية العام الماضي، إلى مصادرة "385 كلغ من الهيروين، بقيمة 4 ملايين دولار تقريباً، من سفينة صيد إيرانية، كانت تعبر بحر العرب، في 27 كانون الأول (ديسمبر)، وعلى متنها 9 بحّارين من الجنسية الإيرانية. واكتشف أفراد البحرية الأمريكية الشحنة على متن السفينة غير القانونية أثناء إجراء التحقق من العلم، وفقاً للقانون الدولي. وتمّ تدمير المخدّرات المصادرة في البحر من قبل القوات الأمريكية".

ألغام الحوثي في مياه الخليج

وقال النقيب البحري النيوزيلندي، بريندون كلارك، قائد فرقة "CTF 150": "هذا الضبط الأخير هو دليل على أنّ "CTF 150" والأصول البحرية الموجودة جاهزة لإجراء عمليات الاعتراض على مدار السنة".

وتابع: "عام 2021، ضبطت الفرقة 150 مخدرات غير مشروعة تزيد قيمتها على 193 مليون دولار خلال عمليات مكافحة المخدرات في البحر. وهذه الكمية تعدّ الأعلى من كمية المخدرات التي منعها فريق العمل في السنوات الأربع الماضية مجتمعة".

اقرأ أيضاً: الإمارات والعدوان الحوثي الآثم

وفي حديثه لـ "حفريات"، يشير المحلل السياسي اليمني، عبده سالم، إلى أنّه منذ سيطرة ميليشيات الحوثي على الساحل الغربي لليمن، تصاعدت المخاطر التي تهدّد حرية الملاحة البحرية في البحر الأحمر؛ إذ ازدادت عمليات تفخيخ السفن، وتفجير الناقلات البحرية، ونصب كاميرات المراقبة على بعض الفنارات، فضلاً عن زرع الألغام في المياه الإقليمية، على امتداد الساحل الغربي للبحر الأحمر، والجزر اليمنية المتناثرة.

اقرأ أيضاً: الإمارات والعدوان الحوثي الآثم

ويضاف إلى ذلك "القيام بأعمال عدائية تستهدف خطوط الملاحة الدولية، والتجارة العالمية في البحر الأحمر، من خلال استخدام الزوارق البحرية المفخخة، وتكنولوجيا الطائرات المسيّرة بدون طيار، مما أدّى إلى عزوف السفن التجارية عن المرور بالسواحل اليمنية، ومضيق باب المندب، بفعل المخاطر الناجمة عن هذه الأعمال الإرهابية".

ويلفت المحلل السياسي اليمني إلى وجود مخاوف حقيقية من قيام الحوثيين بعد توسعهم في الساحل الغربي، مؤخراً، من تشكيل القوات البحرية واعتمادها كوسيلة لتجنيد العديد من أبناء القرى السواحلية، للعمل في مهام أمنية استخباراتية، فضلاً عن منح الذين يعملون في منطقة الاصطياد، الممتدة من باب المندب وحتى مدخل قناة السويس، زوارق اصطياد حديثة، وتزويدهم بالكاميرات المتطورة، مستغلين سوء أحوالهم المعيشية، وحاجتهم إلى زوارق صيد مناسبة، في ظلّ حرمانهم من هذه المساعدات من الدولة اليمنية المنهارة.

هل يستمر التراخي الدولي؟

في الآونة الأخيرة، اختطفت الميليشيات الحوثية السفينة الإماراتية من المياه الدولية، في البحر الأحمر، وهو ما يؤكد الخطر الكبير الذي باتت تمثله هذه الميليشيات على الأمن والسلم الإقليميين، في هذه المنطقة الإستراتيجية من العالم، وهي باب المندب وجنوب البحر الأحمر.

المحلل السياسي اليمني عبده سالم لـ "حفريات": منذ سيطرة ميليشيات الحوثي على الساحل الغربي لليمن، تصاعدت المخاطر التي تهدد حرية الملاحة البحرية في البحر الأحمر

في ظلّ بقاء هذه الميليشيات مسيطرة على شواطئ البحر الأحمر، فإنّ مخاطر التجارة الدولية سوف تتزايد، وفق المحلل اليمني، "كما سترتفع عقود التأمين على السفن التي تمرّ في هذه المنطقة الحيوية من العالم".

في آب (أغسطس) الماضي، شدّدت الناطقة بلسان البيت الأبيض، جين ساكي، على أنّ إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تراقب عن كثب تطورات الوضع في خليج عمان، بينما "تنسّق واشنطن مع بريطانيا وباقي الشركاء الدوليين بشأن ما يحدث في مياه الخليج". كما قال الناطق بلسان الخارجية الأمريكية، نيد برايس: "نحن على علم بالتقارير المتعلقة بخطف سفن في خليج عمان وقلقون بشأنها، ونعمل مع الشركاء للحصول على مزيد من المعلومات".

وقبل أيام، قالت قيادة الأسطول الخامس، في بيان رسمي، إنّ المدمرة "يو إس إس كول"، المزوّدة بصواريخ موجهة، وسفينة دوريات السواحل "يو إس إس شينوك"، اعترضتا السفينة التي لم تكن ترفع علم أيّة دولة، والعابرة من إيران بغية تهريب أسلحة إلى الحوثيين في اليمن، موضحة أنّه "خلال عملية الصعود لظهر السفينة للتحقق من جنسيتها والتفتيش، اكتشفت القوات الأمريكية 40 طناً من سماد اليوريا، وهو مركب كيميائي له استخدامات زراعية، ومن المعروف أنّه يتم استخدامه كمادة متفجرة".

اقرأ أيضاً: هل يعود الحوثيون إلى قائمة الإرهاب الأمريكية؟

ويلفت المحلل السياسي اليمني، أبو سياف الحميد، إلى أنّ السفينة الإماراتية التي تمت قرصنتها من قبل ميليشيات الحوثي في البحر الأحمر، وهي سفينة إغاثية تحمل أدوية ومستلزمات طبية، كانت في طريقها إلى عدن، تبرز تنامي الاعتداءات الحوثية، ومحاولات الأخيرة عسكرة سائر الأوضاع، من خلال التصعيد الخشن المستمر.

ويوضح الحميد؛ أنّ تورط الميليشيات الحوثية، المدعومة من طهران، في قرصنة السفينة "روابي"، ثم اعتداءاتها على الإمارات، جاء "كردّ فعل على الهزائم الميدانية التي تلقتها على أيدي قوات العمالقة الجنوبية". وتابع: "بعد قرصنة السفينة الإماراتية، تم إفراغ حمولتها الدوائية وشحنها بأسلحة ومعدات عسكرية، بحسب تأكيدات استخباراتية؛ إذ تمّ توثيق عملية إفراغ السفينة الإماراتية، وشحنها بالأسلحة والمعدات العسكرية. وأرجح أنّ هذه الأدلة المصوّرة، مع تقرير متكامل، قد تمّ تسليمها لمجلس الأمن الدولي".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية