لماذا أنشأت إسرائيل تطبيق "أبو علي إكسبرس"؟

لماذا أنشأت إسرائيل تطبيق "أبو علي إكسبرس"؟


28/02/2022

رغم الهدوء السائد في قطاع غزة، وعدم قيام الجيش الإسرائيلي بشنّ هجمات عسكرية على القطاع، إلا أنّ الاحتلال الإسرائيلي تعمّد زعزعة الجبهة الداخلية للفلسطينيين، ونشر أخبار كاذبة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال إنشاء حسابات وهمية تحمل أسماء تتبع للمقاومة الفلسطينية، وذلك في إطار الحرب النفسية التي يسعى من خلالها النيل من إرادة الفلسطينيين.

وقد اعترف الاحتلال الإسرائيلي بأنّه كان قد دشّن قناة عبر تطبيق "التلغرام"، تحمل اسم "أبو علي إكسبرس"، تنشط في نشر الأخبار الأمنية الخاصة بفصائل المقاومة في قطاع غزة، والأنشطة التي يقومون بها، ومعلومات أمنية، تتعلق بالقطاع.

اعترف الاحتلال الإسرائيلي بأنّه كان قد دشّن قناة عبر تطبيق "التلغرام"، تحمل اسم (أبو علي إكسبرس)

وبحسب الصحيفة العبرية؛ فإنّ قناة "أبو علي إكسبرس" على منصة تلغرام، كانت من أبرز الأدوات التي استخدمها الاحتلال الإسرائيلي في الأخبار العبرية، للتأثير على حركة حماس، وسكان قطاع غزة؛ إذ كانت وظيفة المسؤول عن تلك المجموعة، هي تحديد المواقف الصادرة عن المواطن الفلسطيني تجاه فصائل المقاومة الفلسطينية، ودراستها بشكل معمّق وتحليلها، إضافة لنقل تقارير أمنية من القطاع بشكل دوري.

الأخبار الكاذبة، والإشاعات التي نشرها الاحتلال الإسرائيلي عبر قناة "أبو علي إكسبرس"، لها تأثير كبير على المواطن الفلسطيني، لأنّها محاولة لزعزعة الثقة بالمقاومة الفلسطينيّة

وأصبحت قناة "أبو علي إكسبرس" على تلغرام، في السنوات الأخيرة، إحدى أهم الأدوات المؤثرة في الأخبار العبرية بشأن القضايا الأمنية خاصة بشأن حماس، وقطاع غزة، وكان الدور الرسمي لكوهين في القيادة الجنوبية، هو تحديد وتحليل التقلبات والاتجاهات الرئيسة بين المواطنين في غزة.

 

اقرأ أيضاً: النواة التوراتية: سلاح فتّاك لتهجير العرب من المدن الفلسطينيّة المختلطة

واستغلّ الاحتلال الإسرائيلي هذه القناة "أبو علي إكسبرس" لمهاجمة صحفيين وسياسيين ينتقدون سياسة جيش الاحتلال الإسرائيلي تجاه حماس، ومنهم وزير الحرب الأسبق أفيغدور ليبرمان، بعد تصريحاته حول حادثة القوة الخاصة في خانيونس، واستقالته من منصبه.

معلومات أمنية

وفي هذا السياق، يقول المختص بوسائل التواصل الاجتماعي والأمن الرقمي سمير النفار، في حديثه لـ"حفريات" إنّ "المجموعة التي كُشفت مؤخراً على شبكة تلغرام، والتي كانت تحمل اسم "أبو علي إكسبرس"، كانت توجه معلومات أمنية باللغة العربية ضدّ قطاع غزة، لبثّ الإشاعات، للتأثير المباشر على المقاومة، كي يفقد المواطن الثقة في الأخبار التي تتناولها الصفحات، والقنوات التابعة لفصائل المقاومة".

المختص بوسائل التواصل الاجتماعي والأمن الرقمي سمير النفار: تعمّد الاحتلال الإسرائيلي  اختيار منصة تلغرام لبث الأخبار الكاذبة

يضيف: "تعمّد الاحتلال الإسرائيلي  اختيار منصة تلغرام لبث الأخبار الكاذبة، والشائعات بين الفلسطينيين من خلال القناة التي دشّنها، والتي تحمل اسماً يرمز للمقاومة، لأنّ هذه المنصة لا تخضع لمعايير الرقابة على المحتوى، بالتالي، يمكن توجيه بعض الرسائل، إضافة إلى التواجد الفلسطيني الكبير على منصة تليجرام، خاصة المجموعات الإخبارية التي تنشط بشكل كبير".

اقرأ أيضاً: لماذا تتزايد الدعوات لمقاطعة منتجات شركة "بوما"؟

يكمل: "الاحتلال الإسرائيلي يعمل بشكل متواصل على زعزعة الجبهة الداخلية في قطاع غزة، ويحاول إيصال أكبر قدر ممكن من الأخبار المضللة للمواطنين، لإحداث حالة من الفوضى داخل المجتمع الفلسطيني، وهذه أداة حرب ناعمة معروفة يلجأ إليها هذا الاحتلال بالأوقات التي لا يكون بها تصعيد عسكري".

لماذا يتأثر الفلسطينيون بالأخبار الكاذبة؟

ويبين النفار؛ أنّ هناك نسبة كبيرة من الفلسطينيين، قد تأثروا بالأخبار الكاذبة التي تمّ بثّها من خلال تلك القناة، خاصة أنّ ليس سائر المستخدمين خبراء ويستطيعون تمييز المعلومة الصحيحة من الخاطئة، ويلتقطون أيّة معلومة تُنشر على تلك المنصات.

 

اقرأ أيضاً: الاحتلال يستعد لتنفيذ أكبّر عملية تطهير عرقي في القدس

ويبين أنه في عام 2021 تمّ رصد أكثر من 620 ألف محادثة ومادة عنصرية، عبر الشبكات الإسرائيلية، تتضمن شتماً وتحريضاً على الفلسطينيين، خلال عام 2021، وكان من ضمن هذه المواد 76 مادة تحريض من قبل صحفيين وسياسيين بعد الحرب الأخيرة.

 

اقرأ أيضاً: مقلاع سليمان: ذراع إسرائيل السريّة لمواجهة حركة مقاطعة الاحتلال

وينوّه إلى أنّ أكثر من 36،9٪ من خطاب الكراهية الموجه ضدّ الفلسطينيين مصدره صفحات الاحتلال الناطقة بالعربية، وهذه الأرقام تعرض منصات التواصل الاجتماعي في فلسطين  للاختراق والتحريض وبثّ الإشاعات.

استغلال المصادر الرسمية

وبحسب النفار؛ فإنّ الاحتلال الإسرائيلي تعمّد استخدام اسم قريب من فصائل المقاومة لجذب المتابع الفلسطيني لهذه القناة، دون التحري عن هذه المجموعة، والجهة التي تتبع لها، والاحتلال استغل هذا الأمر ليلعب على عواطف الناس، واستغل المصادر الرسمية، بالتالي؛ المواطنون يتابعونه ويستقون منه المعلومات الخاطئة وينشرونها داخل المجتمع.

 

اقرأ أيضاً: هل تستطيع السلطة الفلسطينية الانفكاك الاقتصادي عن إسرائيل؟

وحذّر الخبير في مواقع التواصل الاجتماعي المواطنين في قطاع غزة من التعاطي مع  المجموعات الإخبارية المنتشرة، والتأكد من مرجعتيها، وعدم التعاطي مع أيّة مجموعة لا تتبع لجهة موثوقة، وتخفي نفسها تحت غطاء المقاومة، حتى لا يكونوا ضحايا للاحتلال.

 الخبير الأمني إبراهيم حبيب: العمل الاستخباري لا يوجد به هدوء، فهو فاعل ودائم

وفي سياق متصل، يقول الخبير الأمني إبراهيم حبيب، في حديثه لـ "حفريات": "الاحتلال يبذل كلّ جهده لمواجهة المقاومة الفلسطينية بشتى السبل، وهذه حرب مفتوحة بين الطرفين، وهو يحاول أن يؤثّر في الجبهة الداخلية الفلسطينية من خلال نشر أخبار كاذبة وغير دقيقة، بالإضافة إلى أخبار لا تريد المقاومة نشرها؛ لذلك لجأ إلى شبكات التواصل الاجتماعي، وأنشأ هذه القناة عبر تلغرام، التي كان يديرها ضباط من الموساد الإسرائيلي".

الخبير الأمني إبراهيم حبيب، لـ "حفريات": الاحتلال يبذل كلّ جهده لمواجهة المقاومة الفلسطينية، وهذه حرب مفتوحة بين الطرفين، ميدانها شبكات التواصل الاجتماعي، ويديرها ضباط من الموساد الإسرائيلي

يضيف: "هناك بعض الصفحات على وسائل أخرى على مواقع التواصل الاجتماعي لمواجهة المقاومة الفلسطينية، وهذا يندرج ضمن الحرب الإعلامية القائمة بين فصائل المقاومة، وبين الاحتلال الإسرائيلي، والتي شهدت العديد من الاختراقات للحسابات، والمواقع والقنوات التلفزيونية خلال السنوات الماضية".

 

اقرأ أيضاً: هل تنجح الجزائر في لمّ شمل الفرقاء الفلسطينيين؟

ويردف: "العمل الاستخباري لا يوجد به هدوء، فهو فاعل ودائم، والعمل به من تحت الحزام لا يُرى، وحالة الهدوء العسكرية لا تعني أنّ هناك هدوء ًاستخبارتياً، بدليل أنّه بين الفينة والأخرى يتم الكشف حدث اختراق حسابات أو مواقع، وهذا أمر طبيعي جداً ألّا تتوقف الحرب، ويمكن أن يكون هناك إخفاق أو انتصار".

ضرب المنظومة الإعلامية للمقاومة

 ويبين حبيب؛ أنّ هدف الاحتلال من وراء هذه القناة "أبو علي إكسبرس"، هو تشويش صورة المقاومة، ونشر أخبار كاذبة في لباس وطني؛ فهو ينتحل شخصية وطنية، ويحاول أن يكشف ما تقوم به المقاومة الفلسطينية بطريقة لا تريدها، وهذا بحد ذاته ضرب للمنظومة الإعلامية، لفصائل المقاومة، والحصول على بعض المعلومات الاستخبارية.

هدف الاحتلال من وراء هذه القناة "أبو علي إكسبرس" هو تشويش صورة المقاومة

 ويؤكد الخبير الأمني أنّ القناة التي دشنها الاحتلال على تلغرام، لبثّ أخبار كاذبة وإشاعات مغرضة، لها تأثير كبير على فصائل المقاومة الفلسطينية؛ لأنّ الاحتلال تجاوز خصوصية تلك الفصائل، ونشر معلومات، وأخبار لا ترغب بنشرها، وتعريف الآخرين بها.

ويشير إلى أنّ الأخبار الكاذبة، والإشاعات التي نشرها الاحتلال عبر قناة "أبو علي إكسبرس"، لها تأثير كبير على المواطن الفلسطيني، لأنّها محاولة لزعزعة الثقة بالمقاومة الفلسطينيّة، ومعرفة من معها ومن ضدّها، الأمر الذي يسبّب حالة إرباك إعلامي لدى المواطنين تحدث نتيجة وجود تلك القناة وأمثالها.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية