لقاء مرتقب بين أردوغان وبايدن.. هل يثمر عن مكاسب أم أقل خسائر ممكنة؟

لقاء مرتقب بين أردوغان وبايدن.. هل يثمر عن مكاسب أم أقل خسائر ممكنة؟


12/06/2021

يعقد الرئيسان الأمريكي جو بايدن والتركي رجب طيب أردوغان لقاء على هامش قمة حلف شمال الأطلسي "الناتو" في 14 حزيران (يونيو) الجاري في بلجيكا، وهو اللقاء الأول الذي يُعقد بين رئيسين جمعهما الجفاء، وأجبر الأول الأخير على اتخاذ مسارات مختلفة عديدة. 

ولم يخالف الواقع التوقعات عند التنظير لشكل علاقات الولايات المتحدة الأمريكية بدول المنطقة والقوى الإقليمية حال وصول جو بايدن إلى الحكم، وكان في مقدمتها تقلص مساحات الدفء التي غلفت علاقات ترامب بأردوغان، مقابل مساحات من البرود والمواجهة، ما دفع أردوغان إلى البحث عن حلفاء جدد، أو على الأقل تجفيف منابع جفاء قديمة مقابل تسويات ما. 

اقرأ أيضاً: قمة بايدن-أردوغان.. تصحيح مسار تركيا

وكان أبرز تلك التسويات التقارب مع مصر على أمل الحصول على دعم في شرق المتوسط، وهو أحد الملفات التي تبدي الإدارة الأمريكية امتعاضاً شديداً من نهج تركيا فيه، خصوصاً أنه يتعارض مع مصالحها، وقد انعكس أيضاً في التقارب مع المملكة العربية السعودية، والتفاهمات مع روسيا في سوريا، وغيرها. 

واللافت أنه بالرغم من تزايد الجفاء بين الدولتين، لم يحاول النظام التركي التراجع أو التنازل لنيل رضا واشنطن، بل عمد إلى المعاملة بندّية، ليس من قبيل الندّية الفعلية، فالأزمات التركية كبيرة ومتراكمة ويحتاج الاقتصاد التركي إلى تحسين العلاقات مع واشنطن ورفع العقوبات، غير أنّ نهج أردوغان يعتمد على التصعيد على أمل الحصول على أكبر مكاسب ممكنة أو أقل خسائر متوقعة.

قال وزير الخارجية التركي: إنّ بلاده تأمل أن يسفر الاجتماع المرتقب بين أردوغان وبايدن الأسبوع القادم خلال قمة حلف شمال الأطلسي عن نتائج إيجابية

لذا، نجد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، وهو يعلن عن القمة المرتقبة وعن أمل بلاده في أن تسفر عن نتائج إيجابية، يكيل الاتهامات إلى الولايات المتحدة، ويحمّلها فاتورة الجفاء وأسبابه، وذلك ردّاً على انتقادات مماثلة وجّهها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن لأنقرة خلال اجتماع للكونغرس. 

وقد قال وزير الخارجية التركي أوغلو الأربعاء الماضي: إنّ بلاده تأمل أن يسفر الاجتماع المرتقب بين أردوغان وبايدن الأسبوع القادم خلال قمة حلف شمال الأطلسي عن نتائج إيجابية.

اقرأ أيضاً: سياسات أردوغان التي شوّهت مكانة تركيا وعلاقاتها

وأضاف أوغلو في مقابلة مع قناة "تي.آر.تي" الإخبارية التابعة للدولة: إنّ الحليفين يحتاجان إلى اتخاذ خطوات متبادلة لإصلاح العلاقات، مضيفاً أنّ واشنطن حريصة على العمل المشترك مع أنقرة بشأن نزاعات إقليمية مثل سوريا وليبيا.

أمّا وزير الخارجية الأمريكي، فقد قال خلال اجتماع للجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الأسبوع الماضي: "الخلافات بين أمريكا وتركيا ليست سرّاً، فتركيا لا تتصرف كحليف في حلف الناتو من عدة جوانب، ومنظومة الدفاع الروسية، والخطوات المتخذة في شرق البحر المتوسط، أمران مثيران للإزعاج، ونحن قلقون بشأن الصحفيين المعتقلين وحقوق الإنسان". 

وقد ردّ وزير الخارجية التركي على اعتراضات واشنطن على برنامج الصواريخ الروسية، وقال مبرراً اللجوء إلى منظومة الصواريخ الروسية خلال تصريحاته المتلفزة: "بما أنّ الولايات المتحدة لم تقدّم لنا ضماناً للحصول على أنظمة باتريوت، فمن حقنا الحصول عليها من دول أخرى، ليس بالضرورة أن يكون اعتمادنا فقط على باتريوت، إذا كانت الولايات المتحدة لا تضمن لنا صواريخ باتريوت، فيمكننا شراء أنظمة دفاع جوي من حلفائنا الآخرين"، بحسب ما أوردته صحيفة "زمان" التركية. 

وكانت الصحفية التركية هاندا فيرات قد قالت في مقال بصحيفة "حرييت" التركية: إنّ الإدارة الأمريكية تريد التزاماً من تركيا بأنها لن تنشط أنظمة الدفاع الجوي الروسي إس 400.

 

وزير الخارجية التركي: بما أنّ الولايات المتحدة لم تقدّم لنا ضماناً للحصول على أنظمة باتريوت، فمن حقنا الحصول عليها من دول أخرى

 

وقالت الكاتبة، بحسب ما نقلته صحيفة "زمان": إنّ إدارة بايدن ترى أنه بدون الحصول على التزام كتابي من تركيا، فلن يقتنع الكونغرس بإلغاء العقوبات بشأن إس 400.

وأضافت فيرات: إنّ واشنطن اشترطت أيضاً على أنقرة التفتيش على صواريخ S-400 من قبل خبراء عسكريين أمريكيين، فهم يريدون تضمين صيغة التدقيق هذه في الالتزام، لافتة إلى أنّ تركيا رفضت مطالب إدارة جو بايدن، لأنها اعتبرتها انتهاكاً لحقوق السيادة في المقام الأول.

اقرأ أيضاً: أردوغان والتضحيّة بكل شيء من أجل الخلود السياسي

لكنّ وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قال الأسبوع الماضي من أثينا: إنّ أنقرة لم تعرض على الولايات المتحدة الإشراف على منظومة الدفاع الصاروخي الروسية S-400، ولم تتلقَّ منها طلباً مماثلاً.

وقال جاويش أوغلو: "سنتولى الإشراف كاملاً على هذه المنظومة، لهذا قمنا بإرسال العديد من المهندسين والفنيين إلى روسيا للتدرّب، وعملية الإشراف لن يشارك بها أي من العسكريين أو الخبراء الروس".

وإلى جانب منظومة الصواريخ الروسية والعقوبات الأمريكية توجد قضايا عدة على الطاولة بين الرئيسين، منها التوغل التركي في البلقان عبر دعم أذربيجان في مواجهة الأرمن، بالإضافة إلى التواجد التركي في ليبيا وسوريا، وأخيراً ملف حقوق الإنسان الذي يلقى الكثير من الانتقادات. 

ورغم الانتقادات الأمريكية لم تحاول تركيا تحقيق أيّ تقدم في الملف، أو إصلاحات لإرضاء واشنطن، بل على العكس أعادت تحريك الدعوة القضائية الخاصة بحلّ حزب الشعوب الكردي، وهو ما يواجه بانتقادات من واشنطن.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية