لاجئون سوريون يعودون من تركيا إلى بلدهم بعد الزلزال.. أرقام وتفاصيل

فروا من ويلات الحرب... لاجئون سوريون يعودون من تركيا إلى بلدهم بعد الزلزال

لاجئون سوريون يعودون من تركيا إلى بلدهم بعد الزلزال.. أرقام وتفاصيل


18/02/2023

بعد الفرار من الحرب، مُنيت مئات العائلات السورية التي عاش بعضها في تركيا عدة أعوام بنكبة جديدة جراء الزلزال المدمر الذي هزّ مناطق من تركيا وسوريا في  6 شباط  (فبراير) الحالي، فقد شوهد العديد من السوريين يرافقون عائلاتهم محملين بالكثير من الأمتعة، في انتظار أن يسمح لهم ضباط الجمارك بالمرور للعودة إلى بلدهم الذي فروا منه.

ونقلت وكالة "فرانس برس" اصطفاف مئات الرجال والنساء والأطفال بانتظار أدوارهم لعبور بوابة سيلفيغوزو/ باب الهوى الحدودية، للعودة إلى منازلهم في محافظة إدلب غير المستقرة، بعد نجاتهم من الزلزال الذي دمر جنوب تركيا.

البوابة تقع على بعد مئات الأمتار من منطقة إدلب السورية (شمال غرب) التي تسيطر عليها فصائل جهادية، ويعيش فيها أكثر من (3) ملايين شخص في ظروف محفوفة بالمخاطر.

مُنيت مئات العائلات السورية التي عاش بعضها في تركيا عدة أعوام بنكبة جديدة جراء الزلزال المدمر الذي هزّ مناطق من تركيا وسوريا

وقد سمحت تركيا هذا الأسبوع للسوريين المتمتعين بوضع "الحماية المؤقتة" في واحدة من (11) محافظة تركية متضررة من الزلزال بمغادرة البلاد لمدة أقصاها (6) أشهر، فتدفقت أعداد منهم نحو الحدود.

وقد لجأ نحو (3,7) ملايين سوري إلى تركيا، بعد فرارهم من الحرب التي تعصف ببلدهم منذ عام 2011، والتي خلفت نحو نصف مليون قتيل، وتستضيف المحافظات التركية المتضررة من الزلزال وحدها (1,74) مليون لاجئ، وفق الأرقام الصادرة عن مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين.

ويقول المسؤول في نقطة باب الهوى الحدودية السورية مازن علوش لوكالة "فرانس برس": إنّ جثث (1528) سوريّاً أعيدت إلى البلاد لدفنها في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة.

لجأ نحو (3,7) ملايين سوري إلى تركيا، بعد فرارهم من الحرب التي تعصف ببلدهم منذ عام 2011

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وعد بتقديم مساعدة نقدية لمن شردهم الزلزال، بمنحهم (15) ألف ليرة تركية، حوالي (800) دولار لكل أسرة، ولكنّ السوريين لا يتوقعون أن تشملهم المنح.

وبعدما هربوا من ويلات الحرب، يجد سوريون أنفسهم أمام خيار العودة، ومنذ الأربعاء تجمع ما لا يقل عن (4) آلاف سوري عند معبر باب الهوى الحدودي في انتظار الدخول إلى سوريا.

ونقلت تقارير صحفية عقب الزلزال أنّ شخصيات سياسية استأنفت مسارها الأول بحملات التحريض ضد السوريين، الذين اتهموهم بتنفيذ أعمال نهب وسرقة في المناطق المنكوبة.

وعبر وسائل التواصل الاجتماعي أثارت هذه الشخصيات مشاعر عداء تدعو إلى طردهم والتضييق عليهم بزعم "خطرهم على الأمن القومي"، ممّا دفع السلطات لإصدار بيانات رسمية هاجمت من خلالها "مثيري الأخبار الكاذبة والاستفزازت"، وانضم إليهم صحفيون وكتاب أتراك وحقوقيون وعمال إنقاذ على الأرض.

وعلى رأس هؤلاء السياسيين زعيم "حزب النصر" أوميت أوزداغ، إذ كان أول من وجّه اتهامات السرقة والنهب، وكشفت وسائل إعلام تركية أنّه التقى عدة شبان قبل أيام من نشر تسجيل مصور لهم حمل عبارات "خطيرة".

شخصيات سياسية استأنفت مسارها الأول بحملات التحريض ضد السوريين عقب الزلزال

وردد الشبان في التسجيل المصور الذي أثار استياء واستنكار كثيرين: "دعونا نطلق النار على السوري في هاتاي، دعونا نطلق النار على الأفغاني في كهرمان مرعش، كفى، دع هذا السلام ينتهي، انهض ببنادق الكلاشينكوف!".

وبالأرقام، كانت مدينة غازي عنتاب التي أصابتها الكارثة تستضيف في الأعوام السابقة النسبة الأكبر من اللاجئين السوريين في جنوبي تركيا، فقد احتضنت (460) ألفاً و(150) لاجئاً، تليها مدينة هاتاي بـ (354) ألف لاجئ، وأورفا (368) ألف لاجئ، وأضنة (250) ألف لاجئ.

ويعيش في كل من كهرمان مرعش وكلس وأديمان والعثمانية ودياربكر وملاطيا حوالي (550) ألف لاجئ، بحسب أحدث إحصائيات رئاسة الهجرة التركية في مطلع شباط (فبراير) الحالي.

ولم تتضح حتى الآن أعداد الضحايا السوريين الذين قضوا إثر الزلزال في الولايات الجنوبية، والأرقام المتعلقة بالعائلات المشردة، ولم يتكشف ما إذا كانت الحكومة التركية ستتكفل بدعم المنكوبين في المرحلة المقبلة، كغيرهم من المواطنين الأتراك.

 

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية