
طوّرت جماعة الإخوان أساليب متقدمة تعتمد على خلق محتوى مضلل وترويج روايات زائفة عبر منصات التواصل الاجتماعي، لزعزعة استقرار الدولة المصرية وتقويض الثقة بين الشعب ومؤسسات الدولة، من خلال توظيف التكنولوجيا الحديثة واللجان الإلكترونية بشكل ممنهج.
وتتسم هذه الحملة المنظمة بخطورة كبيرة نظرًا لقدرتها على تضخيم القضايا البسيطة، وتشويه الحقائق، واستغلال الأزمات المحلية لخلق حالة من السخط العام.
في السياق، قال إبراهيم ربيع، القيادي الإخواني المنشق، إن جماعة الإخوان الإرهابية ولجانها الالكترونية تعتمد على التكنولوجيا بشكل واسع في نشر الأكاذيب والشائعات بهدف تشويه صورة الدولة المصرية وزعزعة استقرارها، مشيرا إلى أن هذا الاستخدام الممنهج للوسائط الرقمية أصبح من أدواتها الرئيسية في الحرب الدعائية التي تشنها ضد المؤسسات الوطنية، مستغلة في ذلك التطور الهائل في وسائل الاتصال والانتشار الواسع لمواقع التواصل الاجتماعي
ولفت ربيع، في تصريحات لصحيفة "الدستور" المصرية، إلى أن آليات الجماعة في تشكيل ما يعرف باللجان الإلكترونية، تعتمد على تشكيل مجموعات متخصصة تعمل بطريقة منظمة على مدار الساعة، تستهدف تضليل الرأي العام وخلق حالة من البلبلة والتشكيك في الإنجازات الوطنية والسياسات الحكومية، مشيرًا إلى أن هذه اللجان من أفراد يتلقون توجيهات واضحة لنشر محتوى مغرض يتضمن أخبارًا كاذبة ومعلومات محرفة يتم إعدادها بأسلوب يجذب المتلقي ويؤثر في وعيه، باستخدام حسابات وهمية بأسماء وشخصيات مزيفة لتجنب التعقب ولزيادة مصداقية الرسائل التي ينشرونها، مما يجعل المستخدم العادي يواجه صعوبة في التمييز بين الحقائق والشائعات.
من أبرز استراتيجيات الجماعة كذلك استهداف الشخصيات العامة والمثقفين الذين يدافعون عن سياسات الدولة أو ينتقدون منهج الإخوان
من جانبه، أكد طارق البشبيشي القيادي الإخواني المنشق أن خطورة أساليب اللجان الالكترونية للإخوان، تتجلى في قدرة تلك اللجان على توجيه الرأي العام عبر إثارة قضايا وهمية أو تضخيم الأحداث بشكل غير مبرر، ويعتمدون في ذلك على تقنيات تحرير الفيديو وتزييف الصور لتقديم محتوى مضلل يخدم أهدافهم.
ولفت البشبيشي إلى أن من أبرز استراتيجيات الجماعة كذلك، استهداف الشخصيات العامة والمثقفين الذين يدافعون عن سياسات الدولة أو ينتقدون منهج الإخوان، وذلك عبر حملات تشويه ممنهجة تتضمن الاتهامات الباطلة والافتراءات التي تهدف إلى تدمير سمعتهم وإثنائهم عن مواصلة دورهم الوطني.
يذكر أن الدولة المصرية اتخذت عدة خطوات لمواجهة حملة الشائعات، سواء عبر وسائل الإعلام الرسمية أو من خلال بيانات وتصريحات صادرة عن الأجهزة الحكومية، وقامت المؤسسات الرسمية بنشر حقائق وتوضيحات لتفنيد المعلومات المغلوطة التي تروجها الجماعة، وخاصة على المنصات الرقمية ومواقع التواصل الاجتماعي التي تُستخدم كقنوات لبث الشائعات.
كما اتجهت الدولة إلى زيادة حملات التوعية من خلال وسائل الإعلام المحلية، حيث تم تخصيص برامج تلفزيونية وإذاعية لتوضيح مدى خطورة الشائعات على استقرار البلاد، وأكد مسؤولون مصريون أنّ الدولة ستتخذ إجراءات قانونية صارمة بحق من يروج لمثل هذه الأكاذيب، خاصةً إذا كانت تهدف لإثارة الفوضى وتقويض استقرار الوطن، وشددوا على أهمية تعزيز التعاون بين المواطنين والجهات الرسمية للوقوف في وجه هذه الحملات المغرضة.