أمريكا..إمبراطورية الأكاذيب

أمريكا..إمبراطورية الأكاذيب

أمريكا..إمبراطورية الأكاذيب


05/11/2023

عماد فؤاد

في الأسبوع الأخير من شهر سبتمبر الماضي، نشرت وزارة الخارجية الأمريكية تقريرًا، اتهمت من خلاله الصين بإنفاق مليارات الدولارات لنشر معلومات مضللة، ومحاولة التلاعب بمجال المعلومات العالمي من خلال الرقابة، وجمع البيانات وشراء منصات الأخبار الأجنبية بشكل سري.

وردت بكين عبر وزارة الخارجية الصينية، وقالت إن الولايات المتحدة هي التي اخترعت استخدام فضاء المعلومات العالمي كسلاح, وأن التقرير يتجاهل الحقائق، وهو بحد ذاته يدخل ضمن تصنيف المعلومات المضللة"، ووصفتها بأنها " إمبراطورية الأكاذيب".

لم تبالغ الصين في وصف أمريكا التي يبدو أنها تنفس كذبًا في كل سياساتها مع العالم ، و التاريخ خير شاهد على ذلك.

في يوليو من عام ١٩٦٩، شاهده ما يقرب من ٥٠٠ مليون شخص من أنحاء العالم عبر بث تليفزيوني مباشر ، هبوط رواد الفضاء الأمريكيين على سطح القمر ، وفي الكونجرس الأمريكي تم تكريم الرواد الوهميين، ومنحهم ميداليات الشرف ، حتى يعتقد كل مواطن أمريكي انه الأعظم في العالم.

وبعد عشرات السنين ، ثبت أن وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) خدعت العالم كله ، وانها استخدمت استديوهات " والت ديزني " في هوليوود ، لعمل فيلم كتب له السيناريو " آرثر سي كلارك " وأخرجه " ستانلي كوبريك ".

قامت أمريكا بخداع العالم كله للتغطية على هزيمتها في حرب ڤيتنام، والإيحاء بالتفوق على الاتحاد السوفيتي، الذين سبق بإرسال سفن فضاء بدون بشر ، إلى القمر منذ عام ١٩٥٩.

وبعد مرور أكثر من نصف قرن على تلك الخدعة الكبرى، خرج مخرج الفيلم "ستانلي كوبريك"، واعترف بفبركة كل مشاهد الهبوط على سطح القمر ، وانه عندما فعل ذلك لم يقف أمام الاعتبارات الأخلاقية ، وأن ما دفعه للاعتراف بفعلته ، هو العذاب الذى عانى منه عالم الفضاء" نيل ارمسترونج " ، وندمه بعد ادعائه الهبوط الكاذب على سطح القمر .

وهكذا خدعت الإدارة الأمريكية الشعب الأمريكي كله بعد أن ادمنت خداع العالم.

في أيامنا تلك، من يطالع الموقع الإلكتروني الرسمي للسفارة الأمريكية في مصر ، يجد تقريرًا باللغة العربية بمناسبة مرور أكثر من قرن من التعاون الدبلوماسي والصداقة بين الولايات المتحدة ومصر ، و يحمل التقرير كتلة من الأكاذيب التي لا ظل لها على أرض الواقع ، ومن بينها، أن الولايات المتحدة تقف إلى جانب مصر وشعبها لتعزيز الأمن الإقليمي، وتتعاون بشكل وثيق لتهدئة النزاعات وتعزيز السلام المستدام، كما تشترك الولايات المتحدة ومصر في التزام لا يتزعزع بحل الدولتين المتفاوض عليه باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق حل دائم للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

أمريكا التي تدعي كل ذلك عبر سفارتها في مصر ، وفي الوقت نفسها تنحاز انحيازًا أعمى لإسرائيل ، كشفه موقفها الداعم للعدوان الهمجي على غزة ، وتحرص على احتفاظ الكيان الصهيوني بالتفوق النوعي على كل الدول العربية، بما في ذلك التغاضي عن امتلاك للسلاح النووي ، خرقًا لكل الاتفاقيات والمواثيق الدولية.

أمريكا التي استعانت بالعرب في حربها ضد الإرهاب بعد هجمات سبتمبر ، ردت الجميل باستهداف تدمير دول عربية مثل سوريا والعراق وليبيا.

يخطئ من يطمئن لقيام الولايات المتحدة الأمريكية بدور الوسيط في حل القضية الفلسطينية، أو يصدق نواياها في إحلال السلام في المنطقة ، وما تضمره للعرب يختلف تمامًا عما تعلنه لأنها ببساطة كما وصفها الصينيون "إمبراطورية الأكاذيب".

عن موقع "24"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية