كارثة صحية وغذائية تهدد لبنان: 80 بالمئة؜ من الصيدليات غير قادرة على المواصلة

كارثة صحية وغذائية تهدد لبنان: 80 بالمئة؜ من الصيدليات غير قادرة على المواصلة


06/07/2021

أثار رجل لبناني تعاطفاً واسعاً، الأحد، بعدما أخذ يصرخ في الشارع وهو يشكو عجزه عن توفير الدواء لابنته المريضة منذ 6 أيام.

وقال الرجل الذي أوقف سيارته في مدينة طرابلس: إنّ ابنته مريضة للغاية منذ أيام، وحرارتها تصل إلى الـ40، ووزنها نقص 3 كيلوغرامات، لكنه لا يجد دواء، رغم توفر المال لديه.

والرجل ليس الوحيد في لبنان، الذي بات في مواجهة كارثة صحية وغذائية، وفي جولة ميدانية لموقع "سكاي نيوز عربية" على بعض صيدليات العاصمة بيروت، كان المواطن اللبناني خليل البرجاوي (48 عاما) داخل إحدى الصيدليات، وهو يبحث عن الحليب لطفلته البالغة من العمر 11 شهراً، فيأتيه الجواب "نعتذر... غير موجود".

يشكو البرجاوي معاناته للموقع وهو يستنزف ساعات يومه على حساب عمله بحثاً عن حليب الرضّع دون جدوى، وأنّ طفلته آلاء أصبحت تعاني من مشاكل صحية لعدم تقبلها تناول الحليب الذي تُعده والدتها.

وقال رئيس اللقاء الأكاديمي الصحي والهيئة الوطنية الصحية "الصحة حق وكرامة"، إسماعيل سكرية، بحسب المصدر ذاته: "تم فقدان مئات الأصناف من الأدوية، والأزمة استفحلت وتوسعت".

قال رئيس اللقاء الأكاديمي الصحي والهيئة الوطنية الصحية "الصحة حق وكرامة"، إسماعيل سكرية: "تم فقدان مئات الأصناف من الأدوية، والأزمة استفحلت وتوسعت"

وأضاف سكرية: "معظم المفقودات من الأدوية ليس لها بديل، وتهدد صحة المواطن؛ من بينها أدوية الضغط والأدوية المسيلة للتجلطات، الوضع بات خطيراً جداً".

واتهم سكرية "الجميع" بـ"التواطؤ"، وقال: "هناك شكل من أشكال التواطؤ بين الجميع دون استثناء، فعمل نقابة المستوردين ونقابة الأدوية والمصرف المركزي ووزارة الصحة ليس بحجم الكارثة".

وشدد على أنه "من الكارثي أن تصل الدولة اللبنانية إلى هذا الأمر، أي فقدان الدواء، وفي حال تم إيجاد حلول سريعة، فستكون ترقيعية على الأرجح".

من جانبه، قال الصيدلي محمد الورداني من محافظة البقاع للموقع: نحن هنا نعاني ربما أكثر من سوانا وليس من مجيب، لا النقابة ولا وزارة الصحة.

وتابع: "اختفى حليب الأطفال في كامل محافظة البقاع، وكذلك الأدوية المسكنة، وأمامنا أقل من أسبوع وربما نتجه نحو الإقفال قسراً، فالشركات لا تزودنا سوى بعلبة واحدة، رغم أننا نطلب كميات أكبر".

وأضاف الصيدلي: "نفتقر لأدوية الضغط ولأدوية السكري، والحالة صعبة ما بين وزير الصحة الذي يصر على الدعم، وبين مصرف لبنان الذي لم يعد قادراً على تزويد القطاع بالمال".

بدوره، قال الصيدلي مازن البساط في بيروت لموقع "سكاي نيوز عربية": "نحن أمام مأزق كبير؛ الكميات ضئيلة جداً، وتصلنا تقطيراً، ولا تكفي للاستهلاك المحلي، أمّا فيما يخص أدوية الضغط، فلم تعد متوفرة إطلاقاً، وكذلك الأدوية المسيلة للتجلطات".

ورأى البساط أنّ "الحل عند السياسيين، والأزمة تكبر ككرة الثلج والأدوية غير متوفرة".

وبالنسبة إلى حليب الأطفال، يؤكد البساط حل جزء من المشكلة، بعدما صار متوفراً للعمر الذي فوق العام، لكنّ سعره تضاعف جراء رفع الدعم عنه.

وأوضح أنّ العلبة التي كانت بـ60 ألف ليرة لبنانية، أضحت بـ200 ألف ليرة، أمّا حليب من تقل أعمارهم عن العام، فهو "مدعوم وغير متوفر".

وأشار الصيدلي إلى أنّ "الدواء ما زال يباع بسعر 1500 ليرة مقابل الدولار، بينما المصارف وصلت إلى 1800، وقال: "أقفلت 600 صيدلية من أصل 3600 على كافة الأراضي اللبنانية، وقد نشهد إقفال المزيد خلال الأيام المقبلة".

وأعلن حاكم مصرف لبنان، في بيان، تسديد الاعتمادات والفواتير التي ستقدم إلى مصرف لبنان من قبل المصارف، والتي تتعلق بالأدوية، لا سيّما أدوية الأمراض المزمنة والمستعصية، وفقاً للأولويات التي تحددها وزارة الصحة العامة، استناداً إلى قرار الحكومة المبلغ إليه، يوم الجمعة.

ويشترط القرار دعماً ضمن مبلغ لا يتعدى 400 مليون دولار، يغطي أيضاً مستوردات أخرى، بما فيها الطحين، وبما يضمن احترام نسبة التوظيفات الإلزامية.

وكشف نقيب الصيادلة غسان الأمين أنّ ما يقارب 80% من صيدليات لبنان "لم تعد قادرة على الاستمرار"، مشيراً إلى أنّ هذا الرقم "مخيف جداً".

وأضاف النقيب: "علينا العمل لعدم تجويع الصيادلة، وإلا ذهبوا لأساليب ملتوية، وعلى الجميع حمايتهم كونهم مؤتمنين على صحة الناس".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية