قبيل انطلاق بطولة كأس العالم... قطر تواجه هذه الاتهامات

سلّطت منظمة حقوقية عالمية الضوء على حراك غير مسبوق من قبل العمالة الأجنبية في قطر؛ بسبب الظروف الصعبة التي يعملون فيها، وعدم تقاضيهم رواتبهم، والطرق التي تعاملت فيها الأجهزة الأمنية معهم.

وكشفت مجموعة (إيكويديم) للأبحاث وحقوق الإنسان والعمال اعتقال السلطات القطرية مؤخراً ما لا يقلّ عن (60) عاملاً أجنبياً؛ بسبب احتجاجهم على العمل عدة أشهر دون أجر، ورحلت بعضهم.

وقال رئيس (إيكويديم) مصطفى قادري بعد التحقق في الحادث: إنّ "الاعتقالات تلقي بظلال جديدة من الشك على تعهدات قطر بتحسين نهجها في التعامل مع العمال"، وفق ما نقلت شبكة "الحرة".

مجموعة (إيكويديم): السلطات القطرية اعتقلت مؤخراً ما لا يقلّ عن (60) عاملاً أجنبياً بسبب احتجاجهم على العمل عدة أشهر دون أجر وترحيل بعضهم

وقال قادري: إنّ الشرطة ألقت القبض في وقت لاحق على المتظاهرين واحتجزتهم في مركز احتجاز، وقال البعض إنّهم تعرّضوا لحرارة خانقة دون مكيفات، ووصلت درجة حرارة الدوحة هذا الأسبوع إلى نحو (41) درجة مئوية.

وقد أقرّت الحكومة القطرية، أمس، باعتقال عدد من المتظاهرين لـ "خرقهم قوانين السلامة العامة"، ورفضت تقديم أيّ معلومات عن الاعتقالات، أو أيّ عمليات ترحيل، وفق ما نقلت وكالة "أسوشيتد برس".

وقالت (إيكويديم): إنّ بعض المتظاهرين الذي نظّموا فعاليتهم في 14 آب (أغسطس) الجاري لم يتلقوا رواتبهم لمدة تصل إلى (7) أشهر.

العمال المحتجزون في مركز الاعتقال تعرّضوا لحرارة خانقة دون مكيفات ولاكتظاظ غير مسبوق فيها

وأظهرت مقاطع مصورة، نُشرت على الإنترنت، احتجاج نحو (60) عاملاً خارج مقر مجموعة البندري الدولية، وهي تكتل يضم شركات إنشاءات وعقارات وفنادق ومطاعم وغيرها من المشروعات.

وفي مقاطع الفيديو، قطع المتظاهرون تقاطعاً على الطريق الدائري الثالث بالدوحة أمام أبراج الشموخ.

ولم تردّ مجموعة البندري الدولية، المملوكة للقطاع الخاص، على طلبات "أسوشيتد برس" للتعليق.

وقد أقرّت الحكومة القطرية بأنّ الشركة لم تدفع الرواتب، وأنّ وزارة العمل ستدفع جميع الرواتب المتأخرة للمتضررين.

وقالت الحكومة: إنّها تحقق بالفعل في عدم دفع الشركة الأجور قبل الحادث، وإنّها تتخذ المزيد من الإجراءات بعد مرور الموعد النهائي لتسوية مدفوعات الرواتب المستحقة.

العمال تظاهروا خارج مقر مجموعة البندري الدولية، وهي تكتل يضم شركات إنشاءات وعقارات وفنادق ومطاعم وغيرها من المشروعات

واشتكى العمال الموقوفون من الاكتظاظ، فقد احتُجز (25 إلى 30) شخصاً في غرفة واحدة، وأوقف المسؤولون تشغيل مكيف الهواء، وقال العمال بسخرية: إنّهم إذا تمكنوا من الاحتجاج في الحر، فيمكنهم أيضاً تحمل الوضع بدون مكيف في مركز الاحتجاز، حسب منظمة  "Migrant rights"المعنية بحقوق العمال المهاجرين.

وأفاد عامل محتجز، اتصل بالمنظمة من مركز الاحتجاز، بأنّ ما يصل إلى (300) من زملائه هناك، من بنغلاديش ومصر والهند ونيبال والفلبين، وقال: إنّ بعضهم حصلوا على رواتبهم بعد الاحتجاج، بينما لم يحصل آخرون على رواتبهم.  

ومنذ منح الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) استضافة البطولة لقطر عام 2010، اتخذت الدولة بعض الخطوات لإصلاح ممارسات التوظيف في البلاد، إلا أنّ البعض اعتبرها غير كافية، والدليل حراك العمال الوافدين في الدوحة.

ومن المقرر أن تنطلق بطولة كأس العالم في قطر خلال شهر تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، وجاءت حملة الاعتقالات والترحيل في الوقت الذي تواجه فيه قطر تدقيقاً دولياً مكثفاً بشأن تعاملها مع العمال قبيل البطولة".