في اليوم العالمي لمكافحة المخدرات.. هل تفلح الجهود الأممية في محاربة هذه الآفة؟

في اليوم العالمي لمكافحة المخدرات.. هل تفلح الجهود الأممية في محاربة هذه الآفة؟


26/06/2022

تشارك الإمارات باليوم العالمي لمكافحة المخدرات الذي يصادف الـ26 من شهر حزيران (يونيو) من كل عام، عبر إقامة عدد من الفعاليات في جميع أرجاء الدولة، لنشر الثقافة القانونية والمخاطر الاجتماعية التي تخلفها آفة المخدرات، فضلاً عن التأكيد على مكانة الأسرة خط دفاعنا الأول في الحرب على السموم المدمرة.

 وتعمل الإمارات، وهي أحد الأعضاء في اتفاقية الأمم المتحدة الخاصة بمكافحة الاتجار غير المشروع بالمخدرات والمؤثرات العقلية، وفق رؤية إستراتيجية للقضاء على آفة المخدرات مرتكزة على محاور عدة؛ أبرزها محور المكافحة والوقاية ومحور العلاج، إلى جانب اتخاذها تدابير حماية على المستويين، الأمني والمجتمعي، بجانب تحديث القوانين الخاصة بمكافحة المخدرات بشكل يتسق مع المتغيرات العالمية، وفق صحيفة البيان الإماراتية.

 ويحتفل العالم باليوم العالمي لمكافحة المخدرات هذا العام، تحت شعار #الرعاية_خلال_الأزمات، حيث يسلط الضوء على تحديات المخدرات القائمة والناشئة التي تؤثر على دول عديدة من خلال الأزمات الصحية والإنسانية.

 ومنذ أكثر من (34) عاماً يحتفل العالم باليوم العالمي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير المشروع بها، من أجل تحقيق هدف إقامة مجتمع دولي خالٍ من استخدام المخدرات.

 وقررت الجمعية العامة للأمم المتحدة بموجب القرار 42/ 112 الصادر في 7 كانون الثاني (يناير) 1987 اعتبار يوم 26 حزيران (يونيو) من كل عام يوماً دولياً لمكافحة المخدرات، وتم اختيار هذا التاريخ لإحياء ذكرى تفكيك تجارة الأفيون في مدينتي "هومين تاون وجوانجدونج" قبل حرب الأفيون الأولى في الصين.

تعمل الإمارات وفق رؤية إستراتيجية للقضاء على آفة المخدرات

 ويهدف هذا الاحتفال العالمي، الذي يدعمه كل عام الأفراد والمجتمعات المحلية والمنظمات المختلفة في جميع أنحاء العالم، إلى زيادة الوعي بالمشكلة الرئيسية التي تمثلها المخدرات في المجتمع، والتوعية والتحذير من الأخطار الجسدية والنفسية والعقلية على المتعاطين.

 ومن أهداف الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة المخدرات، إلقاء الضوء على ضرورة مواصلة الجهود من أجل السعي وراء إنهاء تعاطي المخدرات بشكل كامل، وتشجيع الجهات المسؤولة والمعنية، سواء من الحكومات أو المواطنين، للمضاعفة من مهامهم وأدوارهم في سبيل القضاء على تجارة المخدرات، وفق ما أوردته المنظمة عبر موقعها الإلكتروني.

 

الإمارات تشارك باليوم العالمي لمكافحة المخدرات، عبر إقامة عدد من الفعاليات، لنشر الثقافة القانونية والمخاطر الاجتماعية التي تخلفها الآفة

 

 وتدعو منظمة الأمم المتحدة الدول إلى ضرورة الاحتفال بهذا اليوم، من خلال إقامة الأنشطة والفعاليات المختلفة بهدف التوعية بأضرار المخدرات وآثارها السلبية، وعمل برامج وندوات وحملات توعوية، وذلك إلى جانب نشر إعلانات ترويجية بوسائل الإعلام المختلفة وقنوات ومنصات التواصل الاجتماعى، وكذلك من خلال الملصقات الورقية، التي توضح كيفية مكافحة ظاهرة تعاطي المخدرات، وإسداء النصائح والإرشادات التي تحث المدمنين على التعافي، من خلال استجابة غالبية دول العالم لإقامة فعاليات اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، وذلك بمشاركة المواطنين في الاحتفالات التي تلقى قبولاً واهتماماً كبيراً من كافة المستويات، التي تدرك مدى خطورة المخدرات وآثارها المدمرة على مختلف المجالات الاقتصادية والصحية ومستقبل الأجيال القادمة.

من خلال حملة الرعاية خلال الأزمات، يدعو مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة الحكومات والمنظمات الدولية والمجتمع المدني وجميع أصحاب المصلحة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية الناس، بما في ذلك عن طريق تعزيز الوقاية من تعاطي المخدرات والعلاج، ومن خلال معالجة إمدادات المخدرات غير المشروعة.

 تسلط الحملة الضوء على البيانات المستمدة من تقرير المخدرات العالمي السنوي لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، لذلك تقدّم هذه الحملة حقائق وحلولاً عملية لمشكلة المخدرات العالمية الحالية، لتحقيق رؤية صحية للجميع مبنية على أساس علمي.

 

العالم يحتفل باليوم العالمي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير المشروع بها، بهدف إقامة مجتمع دولي خالٍ من استخدام المخدرات

 

 وقد ذكر آخر تقرير للأمم المتحدة حول المخدرات عالمياً لعام 2021، أنّ حوالي (275) مليون شخص تعاطوا المخدرات في جميع أنحاء العالم العام الماضي، في حين عانى أكثر من (36) مليون شخص من اضطرابات تعاطي المخدرات.

 ولاحظ التقرير الذي نشر عبر موقع المنظمة العالمية أنّ قوة القنب قد ازدادت في الأعوام الـ 24 الماضية بما يصل إلى (4) مرات في أجزاء من العالم، حتى مع انخفاض النسبة المئوية للمراهقين الذين يعتبرون المخدرات ضارة بنسبة تصل إلى 40%، على الرغم من وجود دلائل على أنّ تعاطي القنب مرتبط بمجموعة متنوعة من الأضرار الصحية وغيرها من الأضرار، خاصة بين المستخدمين المنتظمين على المدى الطويل.

حوالي 5.5% من السكان الذين تتراوح أعمارهم بين (15 و64) عاماً تعاطوا المخدرات مرة واحدة على الأقل في العام الماضي

 ووفقاً لآخر التقديرات العالمية، فإنّ حوالي 5.5% من السكان الذين تتراوح أعمارهم بين (15 و64) عاماً تعاطوا المخدرات مرة واحدة على الأقل في العام الماضي، في حين أنّ (36.3) مليون شخص، أو 13% من العدد الإجمالي للأشخاص الذين يتعاطون المخدرات، يعانون من اضطرابات تعاطي المخدرات.   

 وعلى الصعيد العالمي، يُقدّر أنّ أكثر من (11) مليون شخص يتعاطون المخدرات بالحقن، نصفهم مصابون بالتهاب الكبد C. وما يزال الأفيون مسؤولاً عن أكبر عدد من الأمراض التي يؤدى إليها تعاطي المخدرات. وقد أصبح من الممكن على نحو متزايد على مدى العقدين الماضيين الوصول إلى مواد الأفيون الطبية الأكثر استخداماً لعلاج الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات تعاطي الأفيون، وهما الميثادون والبوبرينورفين. وقد زادت الكمية المتاحة للاستخدام الطبي (6) أضعاف منذ عام 1999، من (557) مليون جرعة يومية إلى (3317) مليون جرعة بحلول عام 2019، ممّا يشير إلى أنّ العلاج الدوائي القائم على العلم متاح الآن أكثر ممّا كان عليه في الماضي.

 

الأمم المتحدة تدعو الدول إلى ضرورة الاحتفال بهذا اليوم، من خلال إقامة الأنشطة والفعاليات وعمل حملات بهدف التوعية بأضرار المخدرات

 

 وخلال العام الجاري، كشف المركز الوطني للتأهيل في الإمارات، المعني بعلاج مرض الإدمان على المواد والعقاقير المخدرة، عن أنّ صناعة المواد المخدرة والمؤثرات العقلية على مستوى العالم، شهدت منذ عام 2009 قفزات كبيرة، تمثلت في زيادة أنواعها بنسبة وصلت إلى 900%، ممّا يشكل خطورة كبيرة على الأفراد، نظراً لتركيبتها الصناعية الخطرة، الأمر الذي يستوجب زيادة البرامج والمبادرات التي تستهدف رفع مستويات الثقافة بين كافة فئات المجتمع للحدّ من هذه الآفة.

وبيّن المركز أنّ أحدث أنواع المخدرات المصنعة التي بدأت تظهر مؤخراً، تمثلت في صناعة ورق أبيض شبيه تماماً لورقة الـ(A4)  مشبع بمواد مخدرة مصنعة من الحشيش الصناعي، كما تضمنت الطرق الإجرامية كذلك إدخال تحويلات وتعديلات في هيئة وشكل المواد المخدرة، حيث تم تصنيع بطاقة بلاستيكية، شبيهة ببطاقة الصراف الآلي "كرديت كارد"، يتم صناعتها بتقنية خاصة، بحيث تكون مشبعة بالمواد المخدرة.

 هذا، وتشارك المملكة العربية السعودية ممثلة بالوزارات والجهات الحكومية ذات العلاقة في مجال مكافحة المخدرات بهذا اليوم؛ لتوضيح مخاطر المخدرات والتحذير من أضرارها السلبية الناتجة عن تعاطيها، سواء الصحية أو الاجتماعية أو الأمنية أو الاقتصادية، عبر الوسائل الإعلامية المختلفة والتقنيات الحديثة الموجهة لجميع شرائح المجتمع، حسبما نقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية.

 

الأمم المتحدة: حوالي (275) مليون شخص تعاطوا المخدرات في جميع أنحاء العالم العام الماضي، في حين عانى أكثر من (36) مليوناً من اضطرابات التعاطي

 

 وتبذل المملكة جهوداً كبيرة في مواجهة ظاهرة المخدرات، حيث استطاعت أن تصمد أمام تهديد المخدرات ودرء خطرها، وضبط مهربي ومروجي هذه السموم وإحباط العديد من عمليات تهريبها إلى داخل المملكة، وتوحيد الجهود وتكثيف العمل التوعوي، وتسعى جاهدة للحدّ من انتشار المخدرات بين أفراد المجتمع، وتكوين وعي صحي واجتماعي وثقافي وقائي رافض لتعاطي المخدرات، من خلال تحقيق التناغم والانسجام وتنسيق الجهود بين الجهات الحكومية والأهلية لتمكين المجتمع من المشاركة في مكافحتها.

 وفي مصر أيضاً نظم صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي التابع لوزارة التضامن الاجتماعي ورشة عمل بالتعاون مع أسقفية الخدمات العامة والاجتماعية بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية تحت عنوان "إدمان المراهقين"، تمهيداً لإطلاق سلسلة ندوات داخل الكنائس على مستوى محافظات الجمهورية، تستهدف توعية الأسر حول آليات الاكتشاف المبكر وكيفية التواصل مع الخط الساخن للصندوق "16023" للعلاج مجاناً وفي سرّية تامة، وحماية الشباب من الوقوع في براثن الإدمان، وقد تمّ التنسيق في السابق مع وزارة الأوقاف لتخصيص خطبة الجمعة كلّ فترة للحديث عن أضرار التدخين وتعاطي المواد المخدرة، وفق صحيفة "اليوم السابع".

تم تصنيع بطاقة بلاستيكية، شبيهة ببطاقة الصراف الآلي "كرديت كارد"، يتم صناعتها بتقنية خاصة، بحيث تكون مشبعة بالمواد المخدرة

 وفي الأردن حذّرت الجمعية العربية للتوعية من المخدرات والعقاقير الخطرة من انتشار آفة المخدرات بشكل أوسع، لا سيّما بين فئة الشباب وانعكاساتها الخطرة على المنظومة الاجتماعية وآثارها على الأفراد والأسر.

 ودعت الجمعية في بيان نقلته وكالة الأنباء الأردنية الرسمية أمس، بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير المشروع، إلى التصدي للآفة بكافة السبل وتوحيد جهود المؤسسات المعنية في سبيل الحدّ من تعاطي المخدرات والعقاقير الخطرة.

 من جهتها، أكدت جامعة الدول العربية حرصها من خلال مجلس وزراء الصحة العرب على مكافحة المخدرات في إطار تنفيذ الالتزامات الدولية لهذا الهدف وغاياته، موضحة أنّها تولي اهتماماً كبيراً لموضوع الصحة النفسية ومكافحة المخدرات.

 

المركز الوطني للتأهيل: صناعة المواد المخدرة على مستوى العالم شهدت منذ عام 2009 قفزات كبيرة، تمثلت في زيادة أنواعها بنسبة 900%

 

 وقالت السفيرة هيفاء أبو غزالة، الأمين العام المساعد، رئيسة قطاع الشؤون الاجتماعية بالجامعة العربية، في تصريح اليوم بمناسبة اليوم الدولي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير المشروع بها أوردته صحيفة "الأهرام": إنّ اهتمام الجامعة العربية بهذا الأمر تبلور بصدور قرار مجلس وزراء الصحة العرب عام 2021م، الذي اعتمد بموجبه القانون الاسترشادي بشأن حماية حقوق المرضى النفسيين والأشخاص الذين أقلعوا والذين لديهم الرغبة في الإقلاع عن تعاطي المخدرات، وعُمّم على الدول العربية الأعضاء للاسترشاد به في إعداد القوانين الوطنية بها.

 وأشارت إلى التعاون القائم بين كلٍّ من الجامعة العربية، ومجلس وزراء الداخلية العرب، ومكتب الأمم المتحدة الإقليمي المعني بالمخدرات والجريمة للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في مجال مكافحة المخدرات، لافتة الانتباه إلى القرار الصادر عن مجلس وزراء الصحة العرب في آذار (مارس) الماضي بشأن توحيد الجهود العربية لمكافحة المخدرات، ووضع خطة عربية استرشادية للوقاية من تعاطي المخدرات.

 

السعودية ممثلة بالوزارات والجهات الحكومية ذات العلاقة في مجال مكافحة المخدرات تشارك بهذا اليوم لتوضيح مخاطر المخدرات والتحذير من أضرارها

 

 وشددت الأمين العام المساعد، رئيسة قطاع الشؤون الاجتماعية بالجامعة العربية، على ضرورة تعزيز العمل والتعاون من أجل تحقيق عالم خالٍ من تعاطي المخدرات، وضرورة زيادة الوعي بالمشكلة الرئيسة التي تمثلها المخدرات.

ويشهد قطاع المخدرات في الكثير من الدول، خاصة سوريا وأفغانستان، تطوراً كبيراً في صناعتها وفي طرق تهريبها برعاية رسمية؛ ممّا يدفع الحكومات لتكثيف مجهودات لمكافحة هذه الآفة التي تهدد مستقبل الشباب وتقضي على طموحاتهم. 

مواضيع ذات صلة:

الجيش اللبناني يلاحق تجار المخدرات وحزب الله يهدد بالتصعيد

هل غيّرت المخدرات مجرى الحرب العالمية الثانية؟

هل ثبت لعمّان دعم الجيش السوري لمهرّبي المخدرات؟



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية