الجيش اللبناني يلاحق تجار المخدرات وحزب الله يهدد بالتصعيد

الجيش اللبناني يلاحق تجار المخدرات وحزب الله يهدد بالتصعيد


08/06/2022

أعلن الجيش اللبناني مواصلة العملية الأمنية الموسعة التي يقوم بها في منطقة الشراونة ببعلبك (شرقي بيروت) لليوم الـ4 على التوالي؛ لمداهمة أماكن تصنيع مخدرات، وضبط مطلوبين بتهم إطلاق النار على عسكريين، وتصنيع المواد المخدرة والاتجار فيها، وحيازة أسلحة حربية من دون تراخيص، ولاعتقال جميع المطلوبين بجرائم جنائية والمتهمين بقضايا المخدرات وعلى رأسهم المدعو (علي زعيتر)، وكنيته "أبو سلة".

وقال الجيش في بيان نشره على تويتر: إنّ العمليات العسكرية والمداهمات في الشراونة ما تزال قائمة ومستمرة لحين تحقيق جميع أهدافها، وعلى رأسها اعتقال تجار المخدرات ومروجيها في المنطقة، مشيراً إلى أنّ قوات الجيش فكّكت كاميرات مراقبة تم تركيبها من قبل المطلوبين لرصد تحركات الجيش في المنطقة، وفق وكالة الأنباء الوطنية.

من ناحية أخرى، نقلت قناة MTV اللبنانية عن مصادر خاصة (متابعة للعملية العسكرية في الشراونة) قولها: إنّ "دهم أوكار تجّار الممنوعات مستمر، مشيرة إلى أنّ الإشاعات حول هروب المطلوبين لم تُجدِ نفعاً، وأنّ جميع الوساطات لوقف العملية لم تفلح من أيّ جهة حزبية حتى اللحظة؛ لأنّ هاتف قيادة الجيش مغلق لحين استكمال العملية وتحقيق أهدافها".

 

الجيش اللبناني يعلن إلقاء القبض على (12) شخصاً، (6) لبنانيين و(6) سوريين، بتهمة إطلاق النار على الجيش وتجارة المخدرات

 

هذا، وقد خرجت ميليشيا حزب الله  بنظرية جديدة محاولة استغلال الانقسام في المواقف بين عشائر بعلبك للترويج لفكرة وجود مسلحين يحاولون النيل من قاداتها؛ إذ نشرت وسائل إعلام موالية للميليشيا خبراً يفيد بقيام مجهولين بإطلاق النار على مجمع المرتضى التابع لشرعي حزب الله ووكيل خامنئي (محمد يزبك)، مستغلة حدوث خلاف بين عشيرة (آل شمص) التي أيدت عمليات الجيش، وبين عشيرة (آل زعيتر) المناهضة للعملية، والتي يتم ملاحقة عدد من أبنائها لكونهم أخطر تجار المخدرات في المنطقة، وفق ما نقلت قناة "أورينت".

الجيش اللبناني ينفذ عمليته العسكرية في بعلبك لاعتقال المطلوبين بجرائم جنائية وبقضايا المخدرات

ويوم أمس خرج رئيس المجلس الشرعي لميليشيا حزب الله في لبنان (محمد يزبك) ليهدّد الجيش اللبناني، ممهلاً إياه ساعات لإيقاف عمليات مداهمة المطلوبين في حي الشراونة في بعلبك، مشيراً إلى أنّهم (في حزب الله) سيكونون إلى جانب أهل بعلبك، وإذا لم تُحلّ الأمور، فإنّهم سيقفون إلى جانبهم، مختتماً حديثه بالقول: (خليهم يجوا يقتصّوا منّا أيضاً).

بالمقابل، رفض محافظ بعلبك بشير خضر تصوير أنّ العملية الأمنية التي يقوم بها الجيش اللبناني في محافظة بعلبك ناتجة عن مشكلة مع أهالي بعلبك، لافتاً إلى أنّ توقيتها غير مرتبط بأيّ موضوع آخر، بل هو ضمن الخطة المتبعة من قبل الجيش الذي ينفذ العمليات وفق المعلومات والإحداثيات المتوفرة لديه، بعد المتابعة والرصد والتقصّي ليحدد الزمان والمكان.

وقال خضر في تصريح أوردته قناة "الجديد": إنّ هذه العملية لطالما طالب بها أهالي بعلبك، لفرض الأمن وملاحقة المطلوبين، للعيش بسلام في منطقتهم. وخير دليل على ذلك أنّ العريف زين العابدين شمص، الذي استشهد خلال المداهمات، هو من أبناء بعلبك الهرمل.

 

الجيش: الإشاعات حول هروب المطلوبين لم تُجدِ نفعاً، جميع الوساطات لوقف العملية لم تفلح من أيّ جهة حزبية حتى اللحظة

 

وأشاد خضر بدور الجيش اللبناني الذي على الرغم من كلّ التردي المعيشي لعناصره ما زال محافظاً على بسالته في الدفاع عن وطنه وحماية أبناء بلده من هذه الآفات والتعديات.

وأكد خضر أنّ الأمن والإنماء وجهان لعملة واحدة، والشباب الذين يتم التغرير بهم اليوم لتعاطي المخدرات وترويجها مكانهم في الجامعات ومراكز العمل ليكونوا عناصر فعّالة في مجتمعهم.

ومن هذا المنطلق، نطالب جميع المعنيّين القيام بما يلزم، والسعي لتنفيذ مشاريع إنمائية في المناطق المحرومة، ولا سيّما محافظة بعلبك؛ لأنّ غياب الإنماء هو السبب الأساسي الذي يوصل المجتمع إلى زيادة الآفات وضياع الشباب.

 

ميليشيا حزب الله  تحاول استغلال الانقسام في المواقف بين عشائر بعلبك للترويج لفكرة وجود مسلحين يحاولون النيل من قاداتها

 

وفي السياق نقلت قناة LBC اللبنانية، عن مصادر أمنية لم تسمّها، قولها: إنّ عدداً من المطلوبين تمكنوا من الفرار من منطقة الكيال أثناء تنفيذ الجيش عملية دهم في المنطقة، وذلك نتيجة إصرار النائب عن "حركة أمل"، غازي زعيتر، على منع الدخول إلى منزله الكائن في الكيال، ممّا اضطر الجيش لوقف تنفيذ المداهمة جزئياً منعاً لسقوط مدنيين ضحايا، مشيراً إلى أنّ الأخير أوعز لسيدات وأطفال بلدة جبعة بإغلاق الطرق منعاً لتقدم عملية ملاحقة المطلوبين في البلدة.

يوم أمس خرج رئيس المجلس الشرعي لميليشيا حزب الله في لبنان (محمد يزبك) ليهدّد الجيش اللبناني

ولمحت مصادر أمنية إلى أنّ المطلوب الأساسي "أبو سلة" موجود في أحد الأحياء المحمية من "حزب الله"، وتمّ تهريبه خلال العمليات العسكرية.

وكان الجيش قد أعلن أمس القبض على (12) متهماً بإطلاق النار على عكسريين والاتجار بالمخدرات، وذلك خلال مداهمات أمس تعرضت خلالها آلية عسكرية لإطلاق نار، ممّا أدى لإصابة عسكريين اثنين بجروح.

 

وسائل إعلام محلية: هروب عدد من الملاحقين من مناطق المداهمات منهم أبو سلة، واختباؤه في منطقة تحت حماية حزب الله

 

وأشار الجيش إلى أنّه خلال المداهمات ونتيجة العمليات التي تُواصلها وحدات الجيش في منطقة الشراونة، تم القبض على (6) لبنانيين و(6) سوريين، لتورط بعضهم في إطلاق النار على العسكريين والبعض الآخر في الاتجار بالمخدرات.

وأوضح أنّه تم ضبط (17) سلاحاً حربياً، وقاذف آر بي جي، و(15) بندقية صيد، وكمية من الذخائر والمخدرات، ومبلغ من المال، و(3) سيارات رباعية الدفع. وضُبط معملان لتصنيع المخدرات وتمّت مصادرة محتوياتهما، وفق ما أوردت صحيفة "النهار".

جدير بالذكر أنّ رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي أكد قبل يومين دعم الجيش في المهمّة التي يخوضها لبسط سلطة القانون وحماية المجتمع وتوقيف المخلين بالأمن والنظام.

مواضيع ذات صلة:

نائب حليف لحزب الله يثير زوبعة.. وسط ملاحقات لبارون مخدرات

استخدم مهربي المخدرات في الاغتيالات... إدانة جديدة لفيلق القدس

هل غيّرت المخدرات مجرى الحرب العالمية الثانية؟



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية