
وسط تزايد الدعوات في فرنسا لحظر تنظيم الإخوان الإرهابي، منع رئيس بلدية ميزييو قُرب مدينة ليون وسط فرنسا تنظيم مؤتمر "أوسورس" الذي كان من المُقرر إقامته يومي 17 و18 أيار (مايو) الجاري، وذلك بسبب وجود اثنين من الدُّعاة الذين وصفتهم المحافظة بأنّهما "إخوان سلفيون".
ووسط ترقب صدور تقرير أمني يكشف آليات تغلغل تنظيم الإخوان في المُجتمع والدولة، أكد كريستوف كوينيو رئيس البلدية أنّه في ميزيو "لا مكان لخطاب الكراهية"، وذلك قبل أيّام قليلة من انطلاق المؤتمر، مُتّهماً المُشاركين بالتطرّف ومُعاداة السامية والتآمر والتمييز على أساس الجنس.
وقبل الإعلان عن إلغائه، أثار هذا الحدث، الذي كان من المُقرّر تنظيمه على شكل سلسلة من المؤتمرات والطاولات المُستديرة، استجواباً لوزارة الداخلية خلال جلسة برلمانية قبل يومين، شهدت مُناقشات حادّة حول الخطر الإرهابي الذي يشكّله تنظيم الإخوان، نقلا عن موقع "24".
وبعد أن نبهّته النائبة عن التجمّع الوطني تيفاني جونكور إلى وجود اثنين من الدعاة المُثيرين للجدل في المؤتمر، أكد وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتيللو أنّه "يعرف أحدهما بشكل كامل"، مُتذكّراً تطرّفه ومواقفه "المُعادية للمرأة وللسامية"، وأشار إلى أنّه أعطى تعليماته على الفور بإلغاء المؤتمر الذي كان من المُحتمل أن يتسبب باضطرابات كبيرة في مُحيط موقع تنظيمه.
الداعية الإخواني الأوّل الذي أثار اسمه الجدل في المؤتمر الملغي هو فنسنت سليمان الذي وصفته الأجهزة الحكومية الفرنسية بأنّه "واعظ سلفي إخواني"
والداعية الإخواني الأوّل الذي أثار اسمه الجدل في المؤتمر الملغي هو فنسنت سليمان، الذي وصفته الأجهزة الحكومية الفرنسية بأنّه "واعظ سلفي إخواني معروف بمواقفه المُثيرة للجدل". وكان قد تمّ حظر أحد مؤتمراته بالفعل في مدينة ليون من قبل المحافظة في عام 2023.
وفي رسالة مُوجّهة إلى مدينة ميزيو، نبّهت أجهزة الأمن إلى العديد من المنشورات الإشكالية للداعية على الشبكات الاجتماعية.
كما أطلق فنسنت على الرئيس
إيمانويل ماكرون لقب "رئيس الإبادة الجماعية" ووصف فرنسا بأنّها "في طليعة العار والانحطاط والإهانة" بعد حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية في باريس الصيف الماضي. علاوة على ذلك، فإنّه يُدلي بانتظام بتعليقات "ذات تلميحات تآمرية، فيما يتعلق بالصراع الروسي الأوكراني أو الهجمات الجهادية التي ارتكبت في أوروبا"، ولا يُخفي تشدده وتطرّفه.
وكان من المُقرّر أن يُشارك معه أيضاً يوسف إبرام، من نفس التيّار السلفي الإخواني، المعروف بمواقفه المُتطرّفة جداً. وسبق كذلك أن تمّ إلغاء أحد مؤتمراته بالفعل في سويسرا، وذلك بسبب تصريحاته المُتشددة ضدّ حقوق المرأة بشكل خاص.