غضب عراقي بعد هدم مسجد أثري عمره 300 عام... ما القصة؟

غضب عراقي بعد هدم مسجد أثري عمره (300) عام... لماذا؟

غضب عراقي بعد هدم مسجد أثري عمره 300 عام... ما القصة؟


16/07/2023

موجة من الغضب داخل الأوساط الدينية والشعبية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي في العراق، أثارها هدم مسجد السراجي الأثري في محافظة البصرة العراقية من أجل إكمال توسعة طريق أبي الخصيب الساحلي، أو ما يعرف بالطريق الداخلي للقضاء.

وبرر محافظ البصرة أسعد العيداني في تصريحات صحفية هدم منارة مسجد السراجي بأنّه تم بعد الاتفاق بين الحكومة المحلية في البصرة ومدير الوقف السنّي الذي زار المحافظة مؤخراً، متعهداً بتحمل نفقات إعادة بناء المنارة من جديد، بما يليق باسم المسجد وتاريخه، ويتناسب مع الحركة العمرانية التي تشهدها المحافظة، كما سيتم بناء الجامع من جديد بمواصفات عالية تليق بكافة المصلين، وبموافقة الوقف السنّي.

بُني مسجد السراجي العام 1140هـ/ 1727م في مدينة البصرة، ويُعدّ من مساجد العراق التاريخية القديمة ويتميز بعمارته الأثرية والتراثية

وبُني مسجد السراجي العام 1140هـ/ 1727م في مدينة البصرة، ويُعدّ من مساجد العراق التاريخية القديمة، ويتميز بعمارته الأثرية والتراثية، وتبلغ مساحته (1900) متر مربع، ويقع في محلة السراجي في قضاء أبي الخصيب.

من جهتها، توعدت وزارة الثقافة العراقية بالرد القانوني، بعد هدم منارة جامع السراجي، وقالت الوزارة عبر بيان: "في الوقت الذي نؤكد فيه حرص دولة العراق حكومةً وشعباً على البناء والرُقي والتقدّم على كافة الأصعدة، إلا أنّنا نرفض ونمنع ونحول دون المساس بأيّ بناء يحمل سمةً تراثية أو آثارية، سواء كانت دينية أو مدنية، إذ أنّها لا تُعدّ ملكاً لديوان أوقاف أو وزارة أو هيئة أو محافظة، وإنّما ملك التاريخ الحضاري والتراثي للعراق".  

الوزارة أكدت أنّها ستتخذ "الإجراءات القانونية لحماية الإرث الحضاري الكبير ضد أيّ تجاوز إداري أو شخصي يشجّع ويعمل على إلحاق الضرر بشكل مقصود أو عفوي، خصوصاً حادثة هدم منارة جامع السراجي التي وقعت فجر الجمعة، رغم تقديم الهيئة العامة للآثار والتراث عدة مقترحات للحفاظ عليها وتجزئتها ونقلها الى داخل باحة المسجد".  

لجنة الأوقاف والعشائر النيابية عبّرت عن رفضها الشديد المساس بأيّ أبنية تراثية وآثارية، لأنّها تمثل وجه العراق وتاريخه الحضاري

وطالبت الوزارة الوقفين السنّي والشيعي "بالتدخّل والوقوف بحزم ومعاقبة منتسبيها في حالة السماح لهم بالتجاوز أو تزوير الحقائق التاريخية".

كما نفى الوقف السنّي في بيان رسمي صلته بـ "إجراءات هدم منارة الجامع بهذه الطريقة"، مؤكداً أنّ الإجراءات خضعت للنقاش "في أكثر من اجتماع لمجلس الأوقاف الأعلى منذ حوالي عام وربما يزيد، بعدما تقدمت الجهات المسؤولة في البصرة بأكثر من طلب تؤكد فيه أنّ المنارة موضوعة في عرض الشارع وتعيق حركة المرور تماماً".

وأشار الوقف إلى أنّ الاتفاق نص على "تقطيع المنارة وتفكيكها ونقلها بطريقة حفظ الآثار وصيانتها واحترام مكانتها في نفوس أهالي أبي الخصيب، وإعادتها إلى وضعها الطبيعي".

لجنة الأوقاف والعشائر النيابية عبّرت أيضاً عن رفضها الشديد المساس بأيّ أبنية تراثية وآثارية، لأنّها تمثل وجه العراق وتاريخه الحضاري.

وأوضحت اللجنة في بيانها الجمعة أنّ ما حدث في قضاء أبي الخصيب في محافظة البصرة بشأن منارة جامع السراجي هو تصرف فردي وغير مسؤول، وأشارت اللجنة إلى أنّ منارة الجامع تقع ضمن رقعة جغرافية داخلة ضمن إعادة تأهيل، وبعد تواصل اللجنة مع الجهات ذات العلاقة تبين أنّ الاتفاق الذي أبرم بين ديوان الوقف السنّي والجهات الحكومية في المحافظة هو تقطيع منارة الجامع وتفكيكها ونقلها بشكل آمن، لأنّها تقع في عرض الشارع وتعيق حركة المرور، وبعد الانتهاء من عملية البناء والتأهيل تتم إعادتها بشكل آمن وطبيعي.

رجل الدين العراقي السنّي الدكتور أحمد الكبيسي وجّه رسالة شديدة اللهجة إلى رئيس الوزراء محمد السوداني ومحافظ البصرة ومدير الوقف السنّي

وأكّد الوقف في الوقت ذاته "صيانة الجامع أكثر من مرة"، داعياً إلى "احترام الأوقاف والمساجد ومناراتها، خاصة التاريخية والأثرية منها".

إلى ذلك، وجَّه رجل الدين العراقي السنّي الدكتور أحمد الكبيسي رسالة شديدة اللهجة إلى رئيس الوزراء محمد السوداني، ومحافظ البصرة، ومدير الوقف السنّي، بعد هدم جامع السراجي.

وقال الكبيسي مخاطباً السوداني، في رسالة صوتية تم تداولها على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي: "ما شاء الله على حكمك الرشيد، مئذنة عمرها (3) قرون تُهدم وأنت رئيس للوزراء. حسبي الله ونعم الوكيل، دعاء عليكم لا ينقطع إلى يوم الدين".

وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، أثار هدم جامع السراجي جدلاً واسعاً في العراق، وسط مطالبات باتخاذ الإجراءات القانونية لحماية التراث العراقي الديني والتاريخي، ووصف كثيرون ما حصل في البصرة "بالجريمة".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية