عبر تأجيج أزمة التعليم... إخوان المغرب يحاولون العودة إلى المشهد السياسي

يستغل إخوان المغرب التصعيد المتواصل في قطاع التربية الذي أدخل المدرسة العمومية في نوع من "الشلل"، عقب سلسلة من الإضرابات المتواصلة التي يخوضها العاملون في القطاع التعليمي إعلاناً "للرفض المطلق للنظام الأساسي لموظفي التربية الوطنية"، عبر دعم للأساتذة بعد أن كان رافضاً لمطالبهم.

وبدأ التنظيم بإظهار دعمه للأساتذة لتأجيج الأزمة في معركة لي الأذرع مع وزير التربية شكيب بنموسى، وظهر ذلك جلياً من خلال لغة الخطاب التصعيدية التي استعملها الحزب بهذا الشأن بدلاً من التهدئة لاحتواء الأزمة وتقريب وجهات النظر لفائدة المصلحة العامة.

يحرص حزب العدالة والتنمية على توجيه انتقادات للحكومة بالقول إنّها سجلت ارتباكاً جديداً من خلال تدخل رئيس الحكومة وعقده للقاءات مع النقابات من جديد.

ودعا عبد الله بووانو رئيس المجموعة النيابية للعدالة والتنمية، وزير التربية بنموسى إلى الاستقالة "حفاظاً على ماء الوجه"، واستغل المناسبة لمهاجمة الحكومة وتأليب الشارع عليها على وقع احتجاجات الطلاب وأوليائهم، قائلاً: "إنّ الحكومة تعيش على وقع الارتباك والتضارب في الاختصاصات والأرقام".

ويحرص حزب العدالة والتنمية على توجيه انتقادات للحكومة بالقول إنّها سجلت "ارتباكاً جديداً من خلال تدخل رئيس الحكومة وعقده للقاءات مع النقابات من جديد، بحضور وزير التربية الوطنية، والإعلان عن إخضاع النظام الأساسي للتطوير، رغم أنّ الوزير سبق له أن عقد عدة لقاءات لمدة عامين، ووقع على اتفاق مع النقابات، وحوله إلى مرسوم صادقت عليه الحكومة، بعد مروره من رئاستها".

بدأ التنظيم بإظهار دعمه للأساتذة لتأجيج الأزمة في معركة لي الأذرع مع وزير التربية شكيب بنموسى.

ويؤكد متابعون للقضية أنّ إضرابات الأساتذة التي يدعمها الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب مرتبطة إيديولوجياً وفكرياً بحزب العدالة والتنمية والتوتر في قطاع التعليم فرصة للحزب الإسلامي لإعادة التموقع سياسياً.

وقد لقي حزب العدالة والتنمية المغربي (البيجيدي) برئاسة عبد الإله بنكيران هزيمة قاسية في الانتخابات التي جرت في أيلول (سبتمبر) على أيدي خصومه السياسيين، وفي مقدمتهم حزب التجمع الوطني للأحرار. 

كما فشل أمينه العام ورئيس الحكومة سعد الدين العثماني في تأمين مقعد نيابي له، وعلى إثره قدمت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية استقالتها ودعت إلى عقد مؤتمر استثنائي.

يؤكد متابعون للقضية أنّ إضرابات الأساتذة التي يدعمها الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب مرتبطة إيديولوجياً وفكرياً بحزب العدالة والتنمية.

ومنذ ذلك الحين يستغل بنكيران كلّ فرصة للكلام حول القضايا الهويّاتية، للخروج والتأكيد على أنّ الحزب ما زال محافظاً على المرجعية الإسلامية، في محاولة لاستقطاب الشارع المغربي المعروف بميله للتدين والمحافظة، إضافة إلى تركيز الحزب على أيّ أزمة اجتماعية تحصل في البلاد لتحريك الشارع والتأليب على حكومة عزيز أخنوش، رغم أنّه لم يلقَ أيّ تجاوب شعبي في محاولاته السابقة.

يُذكر أنّ أساتذة التعليم العمومي يخوضون احتجاجات غاضبة في الشوارع منذ أكثر من شهر توقفت معها الدراسة بشكل تامّ، وذلك رفضاً لقانون النظام الأساسي الذي وضعته وزارة التربية، مع دعم واسع من حزب العدالة والتنمية الذي كان رافضاً لمطالبهم عندما كان على رأس الحكومة قبل عامين.