سلّط العديد من وسائل الإعلام الليبية الضوء على علاقة ميليشيات حكومة الوفاق بعمليات سرقة أسلاك الكهرباء وصفقات بيع المولدات التركية لليبيين.
وتشهد مناطق غرب طرابلس سرقات مستمرة لأسلاك نقل التيار الكهربائي ومعدات الشركة العامة للكهرباء.
وكانت مصادر أمنية، نقل عنها موقع "الساعة 24" الليبي، قد أكدت أنّ مجموعات تتبع المدعو أسامة الجويلي، قائد ما يعرف بـ"ميليشيات المنطقة الغربية" التي تسيطر على مناطق العزيزية والساعدية والسواني غربي طرابلس، هي وراء سرقة الأسلاك الكهربائية التي تؤدي إلى انقطاع الكهرباء بشكل واسع، ممّا يجبر المواطنين على شراء المولدات التي تستوردها من تركيا شخصيات نافذة ومقرّبة من الجويلي وبعض قادة ميليشيات الوفاق.
ميليشيات تقف وراء سرقة الأسلاك الكهربائية بالمنطقة الغربية لإجبار المواطنين على شراء المولدات التركية
وتنشر الشركة العامة للكهرباء في ليبيا بيانات حول الاعتداءات الممنهجة من قبل الميليشيات على أعمدة الضغط العالي والمحطات، لسرقة الأسلاك والأجهزة وبيعها لاحقاً في أسواق الخردة النشطة.
وأعلنت الشركة، في بيان نشر أمس عبر صفحتها، معدلاً خطيراً لسرقة الأسلاك في يوم واحد، حيث تخطت سرقات اليوم السابق وحده (الخميس) 7 آلاف و850 متراً من الأسلاك، بمناطق بدائرة توزيع السواني بالجفارة وعين زارة، والكريمية، ومدخل بئر العالم، ودائرة توزيع الحي الصناعي تاجوراء، وإدارة توزيع المرقب وغيرها، ما تسبب في إظلام تام بهذه المناطق.
وتعاني ليبيا من انقطاعات مستمرة في التيار الكهربائي وساعات طرح أحمال طويلة، وسبق أن شهدت العاصمة طرابلس مظاهرات حاشدة ضد المسؤولين عن ملف الكهرباء، بسبب تدني الخدمات، وحدوث عجز كبير في تغطية أحمال الشبكة العامة.
العاصمة طرابلس تشهد صراعاً على النفوذ بين ميليشيات مصراتة ونظيرتها في طرابلس ومن المتوقع أن يتصاعد الصراع
ووصل العجز إلى ما يزيد عن 60% من إجمالي الأحمال، إضافة إلى وصول ساعات انقطاع الكهرباء في أغلب مناطق البلاد إلى ما يزيد عن 16 ساعة متواصلة.
ومع الظلام الدامس بمناطق طرابلس، تشهد العاصمة صراعاً على النفوذ بين ميليشيات مصراتة ونظيرتها في طرابلس التابعين للحكومة نفسها، فقد اقتحمت يوم الخميس عناصر من ميليشيات مصراتة معسكر النعام التابع للمليشياوي هيثم التاجوري، بمنطقة تاجوراء شرقي طرابلس.
وتجري ميليشيات طرابلس تجهيزات "ضخمة" للهجوم على المعسكرات والمقار التابعة لوزير الداخلية بحكومة الوفاق فتحي باشاغا، غربي العاصمة وجنوبها، بحسب مصادر أمنية.
وازداد الاحتقان بين ميليشيات طرابلس ومصراتة، بسبب ممارسات باشاغا، خاصة في ظل اتهامه بموالاة ميليشيات مصراتة على حساب نظيراتها في طرابلس، وأنه يخطط لإخراجهم من المشهد السياسي والأمني.