شمال سوريا الساحة المتبقية للحرب... فمن يفرض سطوته؟

شمال سوريا الساحة المتبقية للحرب... فمن يفرض سطوته؟


19/07/2021

استهل الرئيس السوري بشار الأسد خطابه بعد حلف اليمين الدستوري لفترة رئاسية جديدة بالإشارة إلى "مخطط تركيا" الذي تم إحباطه، وباقي الأراضي السورية التي مازالت غير خاضعة للنظام، والتي سيعمل على إخضاعها، وغداة ذلك، تعرضت مناطق "خفض التصعيد" إلى قصف مروحي أودى بحياة 5 مدنيين بينهم طفلان، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. 

يعتقد مراقبون أنّ الحضور الإيراني في كل من سوريا والعراق سيتزايد في الفترة المقبلة، لما يفرضه واقع تواجد رئيس إيراني جديد وللحصول على أوراق للتفاوض

ومناطق خفض التصعيد تتضمن إدلب ومناطق أخرى في الشمال السوري التي تشهد الحضور المكثف للجماعات المسلحة الموالية لتركيا، والجيش التركي، والتمثيل السوري الذي يفترض أن يشارك تركيا في حفظ الأمن أو اقتسام النفوذ في تلك المناطق، وإن كانت السطوة تظل بيد تركيا. 

وأفاد المرصد السوري بمقتل 5 مدنيين على الأقلّ بينهم طفلان، جراء قصف لقوات النظام على بلدة في شمال غرب سوريا، وقال إنّ 3 نساء وطفلين قُتلوا مساء السبت في بلدة إحسم في ريف إدلب الجنوبي.

ويُتوقع ممارسة المزيد من الضغط خلال الفترة المقبلة في الشمال السوري، الذي شهد نزوح الآلاف من قاطنيه، وعمليات تغيير ديموغرافي، وباتت منطقة النفوذ الحيوية الباقية التي تتصارع عليها كل من تركيا والفصائل المسلحة من جهة، وروسيا والنظام من جهة أخرى، والولايات المتحدة الأمريكية التي ما يزال حجم تواجدها أو تداخلها مبهماً، يقتصر على دعم الأكراد، وهم الفصيل الرابع في النزاع، ويظل الأضعف دون الدعم الأمريكي. 

وحتى الآن، ما يزال الحضور الأمريكي في عهد الرئيس جو بايدن محدوداً، سواء في الدعم غير المباشر للأكراد، أو استخدامهم للرد على إيران واستهداف الميليشيات الشيعية التابعة لها في سوريا أو على الحدود السورية العراقية، رداً على استهداف المصالح الأمريكية في العراق. 

ويعتقد مراقبون أنّ الحضور الإيراني في كل من سوريا والعراق سيتزايد في الفترة المقبلة، خصوصاً في مناكفة الولايات المتحدة، لما يفرضه واقع تواجد رئيس إيراني جديد هو إبراهيم رئيسي، المحسوب على التيار المتشدد، ورغبته في استعراض قوته وقدرته على المواجهة، وللحصول على أوراق للتفاوض في المفاوضات المفتوحة حالياً مع الولايات المتحدة، وأهمها العودة إلى الاتفاق النووي. 

يستعد الأكراد للمعارك الوشيكة مع تركيا بحفر شبكة أنفاق بطول 113 كلم، بمحاذاة الحدود السورية التركية، في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا

وقد أكدت مصادر مقربة من "الحشد الشعبي" العراقي اليوم الأحد أنّ القوات الأمريكية استهدفت مواقع للحشد الشعبي على الحدود العراقية السورية، وأعلنت وكالة الأنباء الرسمية السورية "سانا" أنّ "طائرة مسيّرة استهدفت شاحنة نقل مواد غذائية في بلدة السويعية"، بحسب ما أورده مرصد مينا.

وسبق أن ذكر تقرير لقناة "العالم" الإيرانية، بعنوان "رسائل العمليات الـ5 ضد قواعد الاحتلال الأمريكي في سوريا"، في 16 تموز (يوليو) الجاري، أنّ هدف إيران من تلك الضربات على المدى البعيد يتمثل بإجبار القوات الأمريكية على الخروج من سوريا بـ"المقاومة الشعبية التي تمارسها إيران عبر هجماتها".

ويشمل الهدف الإيراني على المدى القريب، بحسب التقرير، الضغط على أمريكا "لتغيير سياستها في سوريا، ومحاولة التخفيف من العقوبات المفروضة من قبلها على النظام السوري"، وفق ما نقله موقع عنب بلدي السوري.

اقرأ أيضاً: كارثة عفرين مستمرة تحت الاحتلال التركي

تركيا والأكراد

ويمتد الزخم إلى المواجهة التركية الكردية، وتستعد الأخيرة للمعارك الوشيكة المتوقعة بين الطرفين بحفر شبكة أنفاق بطول 113 كلم، بمحاذاة الحدود السورية التركية، في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا.

وتمتد تلك الأنفاق بحسب التقارير على مسافة 113 كلم من مدينة المالكية مروراً بمدينة القامشلي وصولاً إلى بلدة عامودا شمالي الحسكة، وتتضمن شبكة الأنفاق المذكورة نحو 1500 مخرج، وفق ما أورده موقع أحوال تركية.

اعتمد مجلس الأمن بالإجماع القرار 2585، في 9 تموز (يوليو)، والذي جدد تفويض آلية إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى سوريا

ويبلغ طول شبكة الأنفاق المتداخلة في القامشلي ذات الكثافة السكانية العالية 90 كلم، وتتألف من 1200 مخرج، 20 منها على الخط الحدودي للمدينة مع تركيا.

ويبدو أنّ الأكراد يستعدون لمعارك في المستقبل مع القوات التركية التي ما تزال تحاول بسط نفوذها في الشمال السوري بذريعة مكافحة الإرهاب.

أمّا تركيا، فقد حاولت غسل يديها من الاتهامات التي تطالها في الشمال السوري، بادعاء الكشف عن مقبرة جماعية قامت بها "قسد" لمعارضيها أو من رفضوا القتال معها، قبل عملية "غصن الزيتون" التي شنتها أنقرة في كانون الثاني (يناير) من العام 2018. 

وردّ الأكراد بالتأكيد على أنّ المقابر هي لضحايا الاحتلال التركي لعفرين، وأنّ القصة بكاملها ملفقة من قبل تركيا. 

المجتمع الدولي 

في غضون ذلك أقر المجتمع الدولي آلية لتمرير المساعدات إلى الأهالي في سوريا، واعتمد مجلس الأمن بالإجماع القرار 2585، في 9 تموز (يوليو)، والذي جدد تفويض آلية إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى سوريا، ويسمح القرار 2585 لوكالات الأمم المتحدة والشركاء في المجال الإنساني بمواصلة استخدام معبر باب الهوى على الحدود السورية لمدة 6 أشهر، حتى 10 كانون الثاني (يناير) 2022، مع تمديد 6 أشهر إضافية حتى 10 تموز (يوليو) 2022 "، وذلك حتى إصدار التقرير الموضوعي للأمين العام، مع التركيز بشكل خاص على الشفافية في العمليات، والتقدم المحرز في الوصول عبر الخطوط في تلبية الاحتياجات الإنسانية".


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية