سياسي سوداني يتهم "الإسلاميين" بـ"الاستثمار" في أزمة بلاده... من يقصد؟ وما علاقة البرهان؟

سياسي سوداني يتهم "الإسلاميين" بـ"الاستثمار" في أزمة بلاده... من يقصد؟ وما علاقة البرهان؟

سياسي سوداني يتهم "الإسلاميين" بـ"الاستثمار" في أزمة بلاده... من يقصد؟ وما علاقة البرهان؟


27/09/2022

وسط تهديدات متواصلة من التيارات الإسلامية، غالبيتها من جماعة الإخوان المسلمين المصنفة إرهابية في عدد من الدول، بتقويض أيّ عملية سياسية ينتج عنها نظام مدني وحكومة مدنية، اتهم عضو المجلس المركزي للحرية والتغيير شهاب محمد إبراهيم من أطلق عليهم "الإسلاميين" بالعمل على "الاستثمار" في الأزمة السياسية في بلاده.

ووفقاً لموقع "السودان اليوم"، فقد أوضح إبراهيم أنّ الإسلاميين يعملون على ذلك من خلال العمل على خلق وافتعال الأزمات، مستبعداً في الوقت نفسه عودتهم إلى الحكم، لأنّ الحركة الجماهيرية أصبحت تمتلك وعياً كبيراً.

 المستفيد الأول

وأكد إبراهيم أنّ رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، الذي يُرجح الكثيرون انتماءه لجماعة الإخوان المسلمين، يطمح لعودة النظام السابق إلى الحكم مجدداً، حيث إنّ عناصره هم المستفيد الأول من الانقلاب الذي تشهده البلاد.

اتهم عضو المجلس المركزي للحرية والتغيير شهاب محمد إبراهيم "الإسلاميين" بالعمل على "الاستثمار" في الأزمة السياسية في بلاده

وأشار إبراهيم إلى أنّه ليس الانقلاب الأول، بل سبقه قبل ذلك انقلاب 3 حزيران (يونيو)، من خلال ما وصفها بكارثة فض الاعتصام بالقيادة العامة، وكشف عن أنّ الإسلاميين يحاولون اختطاف القرار داخل القوات المسلحة من خلال أذرعهم المتواجدة فيها.

وكشف أنّ البرهان ظل يعمل على عودتهم، خاصة الذين كانوا متواجدين بالخارج، فضلاً عن أنّ جميع المؤسسات التي كانت خاضعة لسيطرتهم عادت إليها بعد قرارات 25 تشرين الأول (أكتوبر)، بجانب أنّ بعضهم قد أعيدت إليهم أموالهم التي كانت لجنة إزالة التمكين قد استردتها.

والبرهان كان قيادياً في حزب "المؤتمر الوطني"، الذي حكم السودان عبر عمر البشير خلال الفترة من 1989 حتى خلع البشير في 2019. ومنذ توليه رئاسة مجلس السيادة الانتقالي عمل البرهان على إعادة كوادر جماعة الإخوان المسلمين من الصف الثاني إلى الحكومة بعد قرارات تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، وفتح المجال السياسي والاقتصادي أمام التنظيم المحظور عن العمل السياسي لـ10 أعوام، على حدّ قول موقع "كيوبوست".

 إسقاط المخطط

المكونات السياسية تعمل على مناهضة انقلاب البرهان وإسقاطه، وفقاً لإبراهيم، الذي شدّد على أنّه لا يمكن عودة النظام السابق، ساخراً من أيّ محاولة لهم، قائلاً: "هذه محاولات يائسة، ولا معنى لها".

أكد إبراهيم أنّ البرهان، الذي يُرجح الكثيرون انتماءه لجماعة الإخوان المسلمين، يطمح لعودة النظام السابق إلى الحكم مجدداً

إلى ذلك، أكد القيادي بالحرية والتغيير وحزب البعث العربي الاشتراكي عادل خلف الله أنّ الواجهات السياسية والاقتصادية والأمنية لما يطلق عليها الحركة الإسلامية كانت فاعلاً أصيلاً فى إعاقة الانتقال، تمهيداً للانقلاب عليه من أجل حماية المصالح والامتيازات والفساد بجانب الإفلات من المساءلة والحساب.

وأشار خلف الله إلى أنّ من وصفهم بـ"المتأسلمين" لم يفارقوا السلطة حتى يعودوا إليها، واعتبر ذلك أحد أسباب تواصل وتصاعد الرفض الشعبي للانقلاب ونهجه.

وحذّر من أن يتسبب في تعميق الأزمة الوطنية الشاملة، مستبعداً فرضية أنّ الإسلاميين قادرون على حلّ الأزمة السياسية، نظراً لأنّهم ليسوا مؤهلين، ولا يملكون القدرة على فرض الانقلاب كأمر واقع إلى أطول وقت ممكن.

وتابع: "إرادة الشعب لن تستكين حتى إسقاطهم بالإضراب السياسي والعصيان المدني، عبر أوسع جبهة شعبية من قوى الديمقراطية والتغيير".

ومنذ الإطاحة بعمر البشير وحزبه الإخواني "المؤتمر الوطني" في 2019، دأبت جماعة الإخوان المسلمين على البحث عن تمكّنها من خلع عباءة نظام البشير، تارة عبر تأسيس حزب سياسي جديد وأخرى عبر "التيار الإسلامي العريض". وتحاول الجماعة التعتيم على أعمال عنف سابقة تورط فيها أعضاؤها بالتعاون مع حزب المؤتمر الوطني الحاكم سابقاً، وهدفت إلى خلق فوضى في الشارع لإزاحة حكومة عبد الله حمدوك وتيارات مدنية كانت داعمة له، على يد البرهان.

ومنذ تشرين الأول (أكتوبر) 2021 حتى الآن، عاد الإخوان المسلمون إلى الساحة السياسية بقوة عبر واجهات جديدة؛ أهمها "التيار الإسلامي العريض"، الذي يضم نحو (10) فصائل، تنتمي معظمها إلى تيار الإخوان، ويدين بعضها بالولاء لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

ومن بين التنظيمات المنضوية تحت "التيار الإسلامي العريض": التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين، وجماعة الإخوان المسلمين فرع السودان، ومنبر السلام العادل، والحركة الإسلامية السودانية وهي إحدى واجهات المؤتمر الوطني المنحل، فضلاً عن تيار النهضة، كما ضم الحلف الجديد حزب دولة القانون والتنمية الذي يرأسه المتشدد محمد علي الجزولي، المعروف بولائه لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" الإرهابي، وأفرج عنه مؤخراً، وحركة الإصلاح الآن، وحزب التحرير والعدالة، وفقاً لـ"سودان تريبيون".

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية