تبادلت وزارة الاستخبارات الإيرانية والقوات المسلحة الاتهامات المتعلقة بالمتهم في اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده.
فبعد ردود فعل واسعة حول تصريحات وزير الاستخبارات الإيراني، محمود علوي، بضلوع أحد أفراد القوات المسلحة في مقتل العالم النووي الإيراني محسن فخري زادة، وفي مؤشر على تسبب هذه التصريحات في أزمة مع القوات المسلحة، علقت هيئة الأركان العامة للجيش أول من أمس على هذه التصريحات، وقالت: إنّ هذا الشخص كان "مدمناً"، وقد تمّ طرده سابقاً من القوات العسكرية، وفق "إيران إنترناشيونال".
القوات المسلحة الإيرانية: المتورط في مقتل فخري زاده كان مدمناً، وتمّ فصله من القوات المسلحة، ومراقبته مسؤولية الاستخبارات
وأصدرت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية بياناً أعلنت فيه أنّ الشخص الذي ذكره وزير الاستخبارات كان يتمّ تدريبه عام 2015، وبسبب مشاكل أخلاقية وإدمانه على المخدرات لم يتمّ قبول عضويته رسمياً وتمّ فصله أثناء التدريب".
وفي إشارة إلى عدم مسؤوليتها عن الحادث، وأنّ التقصي لا يتعلق بها، قالت هيئة الأركان في بيانها: إنّ "الجريمة الأمنية" لهذا الشخص، كغيره من أشخاص المجتمع، "تدخل في نطاق مهمّة ومسؤولية وزارة الاستخبارات"، رافضة الكشف عن اسم هذا الشخص.
وأضافت: إنه بعد طرده عام 2015 "انقطعت علاقته مع القوات المسلحة تماماً، ولم تكن له هوية عسكرية".
وكان وزير المخابرات الإيراني قد صرّح في وقت سابق بأنّ المنفذ الذي قام بالتحضير لعملية الاغتيال كان أحد عناصر القوات المسلحة الإيرانية، مؤكداً أنّ وزارة الاستخبارات لا يُسمح لها بالعمل الاستخباراتي في القوات المسلحة.
وجاءت تصريحات علوي ردّاً على الانتقادات التي طالت وزارته، والضعف في أداء واجبها في الكشف عن العملية التي أدّت إلى مقتل محسن فخري زاده.
وصرّح وزير المخابرات محمود علوي في برنامج تلفزيوني الإثنين الماضي، الموافق 8 شباط (فبراير) الجاري، بأنّ وزارة المخابرات حذّرت قبلها بشهرين من الأماكن التي تُجمع فيها المعلومات لتنفيذ عملية مقتل فخري زادة، وقبل 5 أيام من العملية كانت قد حذّرت من أنّ العدو يخطط لاغتيال فخري زاده عند نقطة (أبسرد في دماوند)، والتي تمّ اغتياله عندها.
وأكد وزير المخابرات أنّ كلاً من فخري زاده، والشخص الذي "أجرى الاستعدادات الأولية لاغتيال فخري زاده، كانا من أعضاء القوات المسلحة".
وبعد هذه التصريحات وانتقاد وسائل الإعلام الإيرانية والحرس الثوري، قال علوي في تصريح جديد: إنّ هذا المنفذ غادر إيران قبل العملية، وهو حالياً مطلوب ومتابع.
وأكدت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية في بيانها أول من أمس أنه كان يجب على وزير الاستخبارات "أن يكون أكثر دقة في تصريحاته لوسائل الإعلام".
وقد قُتل محسن فخري زاده، العضو البارز بالحرس الثوري وأحد مصممي برنامج إيران للصواريخ والأسلحة النووية، في 27 تشرين الثاني (نوفمبر) 2020، إثر استهداف سيارة كانت تقله قرب طهران.
وبينما لم يعلن أيّ فرد أو جماعة المسؤولية عن مقتل فخري زادة، فإنّ عدداً من مسؤولي النظام الإيراني اتهموا إسرائيل بالضلوع في العملية.