البرهان يكشف موقفه من الاستمرار في حكم السودان... هل يترشح للرئاسة؟

البرهان يكشف موقفه من الاستمرار في حكم السودان... هل يترشح للرئاسة؟

البرهان يكشف موقفه من الاستمرار في حكم السودان... هل يترشح للرئاسة؟


24/09/2022

وسط اتهامات له بالعمل على إعادة رموز نظام الرئيس المعزول عمر البشير، جدد الفريق عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني، تأكيده أنّه لن يرشح نفسه في الانتخابات المقبلة، دون أن يحدد موعداً زمنياً لإجراء الانتخابات المحتملة بُغية تنحّيه عن السلطة.

ونقل موقع "إلترا سودان" عن البرهان تكراره، في حوار مع وكالة "أسوشيتد برس" على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، التأكيد على أنّه "بمجرد تشكيل حكومة منتخبة، سوف تصبح القوات المسلحة مؤسسة أخرى من مؤسسات الحكومة بدلاً من الاحتفاظ بمكانة أعلى".

جدد الفريق عبد الفتاح البرهان تأكيده أنّه لن يرشح نفسه في الانتخابات المقبلة، دون أن يحدد موعداً لإجراء الانتخابات

ويأتي حوار البرهان، الذي يرجح كثيرون انتماءه لجماعة الإخوان المسلمين، ولا سيّما أنّه كان قيادياً في الحزب الحاكم وأعاد كوادر الجماعة من الصف الثاني إلى الحكومة بعد قرارات تشرين الأول (أكتوبر)، وفتح المجال السياسي والاقتصادي أمام التنظيم المحظور عن العمل السياسي لـ10 أعوام، يأتي مع اقتراب ذكرى مرور عام على تولي الجيش الحكم في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، في تحرك اعتبرته المعارضة السودانية "انقلاباً عسكرياً" على مسار التحوّل الديمقراطي في السودان، ويؤكد هو منذ اتخاذها أنّه سيسلّم الحكم إلى "حكومة منتخبة" و"متوافق عليها".

وحول ما إذا كان يفكر في الترشح للانتخابات المقبلة، ردّ البرهان: "لا أعتقد ذلك"، ومع الإلحاح عليه، قال: "ليست لدي رغبة في تقديم نفسي مرشحاً، ولا أريد الاستمرار في هذا العمل".

دوامة اضطرابات

غرق السودان في دوامة الاضطرابات السياسية لأكثر من (3) أعوام، واهتز الاقتصاد بشدة، ويتوقع أن يبلغ التضخم 245% هذا العام، وفقاً لصندوق النقد الدولي. ومنذ تولي الجيش السلطة العام الماضي خرج مئات الآلاف من المتظاهرين المؤيدين لعودة الحكم المدني الديمقراطي إلى الشوارع مطالبين الجنرالات بتسليم السلطة إلى المدنيين، منددين باستيلاء البرهان على الحكم بعد أن حلّ الجيش الحكومة الانتقالية المدنية برئاسة عبد الله حمدوك، وحلّ كذلك المجلس السيادي الذي تقاسم عضويته مدنيون وعسكريون، وفتحت القوات الأمنية النار على المحتجين، ممّا أسفر عن مقتل العشرات منهم واعتقال المئات.

وفي حين لم تتم إدانة أيّ عنصر من عناصر الشرطة أو قوات الأمن بعمليات القتل، قال البرهان: إنّ التحقيقات جارية مع (5 أو 6) أشخاص، مضيفاً: "لم يُقتل أحد المتظاهرين بالطريقة التي تصوّرونها، لقد اشتبك المتظاهرون مع الشرطة، وتعاملت معهم الشرطة وفقاً للقانون بغرض حماية الممتلكات العامة".

 مأزق التوافق

البرهان، الذي يواجه اتهامات بعرقلة أيّ محاولة للتيارات المدنية لتشكيل حكومة، قال: إنّ المأزق يكمن في الجماعات السياسية التي تحتاج إلى الاتفاق على موعد للانتخابات.

 وأكد أنّ "الجيش لا يضطلع بأيّ دور في هذه المناقشة، نحن نتحدث عن المشاركة السياسية، وتوسيع نطاق تلك المشاركة، سواء كان ذلك عبد الله حمدوك أو أيّ شخصية أخرى، فهذه الشخصية لن تنجح من دون قاعدة عريضة لحكم السودان، السلطة الوحيدة للحكم هي من خلال الانتخابات، ولا يفرض أحد إرادته على آخر".

البرهان، رئيس مجلس السيادة قال: إنّ المأزق يكمن في الجماعات السياسية التي تحتاج إلى الاتفاق على موعد للانتخابات

وقلل البرهان من أثر التوترات الداخلية في حكومته الانتقالية، نافياً وجود أيّ خلافات مع نائب رئيس المجلس العسكري الحاكم في السودان، الفريق محمد حمدان دقلو، المعروف بلقبه "حميدتي"، الرجل الثاني في السودان، وسط تقارير إعلامية محلية عن خلافات بين البرهان ودقلو، الذي رحب بإصدار اللجنة التسييرية لنقابة المحامين لمسودة "الدستور الانتقالي"، الذي هددت جماعة الإخوان المسلمين ومشتقاتها في السودان بـ"مقاومته بالقوة".

ويأتي ذلك كذلك بعدما أقر دقلو بفشل تجربة استيلاء الجيش على السلطة في تشرين الأول (أكتوبر)، ملقياً باللوم على البلدان والمؤسسات، التي لم يسمّها، بأنّها وراء تدهور الأوضاع الاقتصادية في السودان، وسط موجة من ارتفاع الأسعار، وانخفاض قيمة العملة الوطنية بشكل كبير أمام الدولار.

ويعاني السودان من أزمة غذائية متفاقمة ناجمة عن "مزيج من العوامل"، حسب تصريح إيدي روي، ممثل برنامج الغذاء العالمي في البلاد، الذي تحدث في مؤتمر صحفي للأمم المتحدة أمس الجمعة.

وقد شهد السودان عامين من ضعف المحاصيل، وصيفاً قاسياً شهد فيضانات مدمرة، مع كفاح شديد للحصول على واردات الحبوب الحيوية من أوروبا الشرقية في أعقاب الحرب الأوكرانية. 

وردّاً على إجراءات الجيش في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، سحب العديد من الجهات المانحة الرئيسية بالأمم المتحدة التمويل من البلاد، وللمساعدة في تخفيف الأزمة في السودان، دعا روي إلى سلام دائم، وحكومة جديرة بالثقة، والمزيد من المساعدات والدعم الدوليين.

وبعد تولي الجيش السلطة في تشرين الأول (أكتوبر)، علّقت إدارة بايدن (700) مليون دولار من المساعدات المالية المخصصة لدعم انتقال السودان إلى حكومة مدنية كاملة. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية: إنّ حزمة المساعدات الكاملة، التي ربما اشتملت على مساعدات أخرى تتجاوز مبلغ (700) مليون دولار، قد جُمدت لحين النظر في أمر التطورات الجارية بالخرطوم.

وقال البرهان: إنّ هناك من "وعدوا بتقديم المساعدة للسودان، لكنّهم لم يحترموا وعودهم، وكان هناك دعم كبير من تلك الجهات الخارجية، غير أنّ الدعم توقف بكل أسف لأغراض سياسية".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية