"هيومن رايتس": حظر الحجاب في المؤسسات التعليمية في الهند تغذيه سياسات طائفية‎

"هيومن رايتس": حظر الحجاب في المؤسسات التعليمية في الهند تغذيه سياسات طائفية‎


16/02/2022

كشفت الاحتجاجات الأخيرة في ولاية كارناتاكا الهندية بشأن ارتداء الحجاب في المؤسسات التعليمية عن الانقسامات الطائفية في الهند، التي تغذيها بشكل متزايد الحملات السياسية الخلافية، والتي أدت بدورها إلى إغلاق مؤقت للمدارس والكليات في الولاية بسبب قضية حظر الحجاب.

وقالت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، في تقرير على موقعها الرسمي على الإنترنت أمس الثلاثاء: إنّ "هذه الخلافات شديدة لدرجة أنّها أدت إلى إغلاق مؤقت للمدارس في الولاية بسبب قضية الحجاب"، مضيفة: إنّ "قيود الحكومة على ارتداء الحجاب في المدارس والكليات تنتهك التزامات الهند بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان، الذي يضمن الحق في التعبير بحرية عن معتقداته الدينية، وحرية التعبير، والتعليم دون تمييز. وتنظر محكمة في ولاية كارناتاكا في التماسات تطعن في الحظر."

ويأتي تقرير المنظمة بعد أسبوع من إغلاق الكليات في كارناتاكا بجنوب الهند، بعد أن أدى منع الطالبات من ارتداء الحجاب في القاعات الدراسية إلى اندلاع احتجاجات من قبل الطلاب المسلمين واحتجاجات مضادة من قبل أقرانهم من الهندوس، وجاء حظر الحجاب في إطار سياسة تفرض الالتزام بزي موحد للطالبات.

من الاحتجاجات الأخيرة في ولاية كارناتاكا الهندية

وأشارت المنظمة إلى أنّ حكومة ولاية كارناتاكا أيدت الحظر المفروض على الطالبات المسلمات من ارتداء الحجاب في الفصول الدراسية، بدعوى أنّه من أجل السلامة العامة، وقد لجأ العديد من الهنود إلى وسائل التواصل الاجتماعي للتعبير عن آراء تمييزية وكارهة للمرأة.

 

منظمة هيومن رايتس ووتش تنتقد السلطات الهندية لحظر الحجاب، وفرض قيود على زي المسلمات في بعض الولايات

 

وشددت المنظمة على أنّه "يجب اعتبار المناقشات حول اختيار الطلاب للملابس شكلاً آخر من أشكال حرمان النساء والفتيات من حق التصويت في الهند، بغض النظر عن العقيدة."

وتنظر الأقلية المسلمة في الهند، التي تمثل نحو 13% من سكان البلاد، إلى القضية على أنّها محاولة لتهميشها من قبل السلطات.

ويستمد الحزب الحاكم دعمه بشكل أساسي من الأغلبية الهندوسية التي تشكل نحو 80% من سكان الهند البالغ عددهم (1,4) مليار نسمة تقريباً.

الاعتداء الجنسي والحجاب

وجهت المنظمة الحقوقية دعوة ضمنية للتوقف عن لوم ضحية الاعتداء الجنسي والتحرش، مشيرة إلى أنّ المجتمع الهندي يلقي باللوم على النساء لكونهن أهدافاً للاعتداء الجنسي بسبب اختيارهن للملابس، وأنّ العديد من المؤيدين بشدة لحظر الحجاب يدعمون حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم، الذي دعا بعض قادته في السابق إلى حظر الجينز والتنانير، وقالوا إنّ عمليات الاغتصاب لا تحدث عندما يمارس الناس "القيم التقليدية".

وتناولت المنظمة، في المقابل، موقف بعض المسلمين المحافظين الذين يصرّون على أنّ الحجاب يحمي النساء من التحرش الجنسي، الرأي الذي يتوافق مع وجهة نظر المجتمع الهندي الذي يلوم النساء على كونهن أهدافاً للاعتداء الجنسي بسبب اختيارهن للملابس، على حدّ قول المنظمة.

 

يأتي التقرير بعد أسبوع من إغلاق الكليات في ولاية كارناتاكا بجنوب الهند، بعد أن أدّى منع الطالبات من ارتداء الحجاب في القاعات الدراسية إلى اندلاع احتجاجات من قبل الطلاب المسلمين واحتجاجات مضادة من الهندوس

 

وفي هذا الشأن، قالت هيومن رايتس ووتش: إنّ "حظر ارتداء الملابس الدينية، أو إجبار النساء والفتيات على ارتداء ملابس بطريقة معينة، يقوّض حقهن في اختيار ملابسهن"، مضيفة: إنّ "الحجة القائلة بأنّ ملابس النساء هي إمّا حماية وإمّا استفزاز في حالات الاعتداء الجنسي هي شكل من أشكال لوم الضحية، ممّا يوفر عذراً سهلاً لتجنب المهمّة الصعبة المتمثلة في إنشاء آليات فعالة لمنع العنف ضد النساء والفتيات والاستجابة له ومعاقبة مرتكبيه، بطريقة تدعم الناجين.

ودعت المنظمة السلطات الهندية إلى التركيز على حماية حقوق جميع النساء والفتيات، بما في ذلك حرية الدين والتعبير والتعليم.

 الجدل حول حظر الحجاب يصل أكبر ولايات الهند

وصل الخلاف حول القيود المفروضة على ارتداء الحجاب من قبل الطالبات إلى ولاية أوتار براديش الأكثر اكتظاظاً بالسكان في الهند، حيث طلبت مجموعة من الشبان من الكلية حظر غطاء الرأس، وفقاً لوكالة "رويترز".

وفي ولاية أوتار براديش، في شمال البلاد وعلى الحدود مع نيودلهي، وصلت مجموعة من أكثر من (20) شاباً إلى كليّة دارما ساماج في منطقة عليكرة الإثنين الماضي، وسلّموا مذكرة إلى مسؤوليها يطالبون بفرض حظر كامل للحجاب داخل مجمّعها. ونقلت وكالة "رويترز" عن موكيش بهارادواج، عميد الكلية، أنّهم كانوا يرتدون "شال الزعفران" حول أعناقهم، والتي يرتديها الهندوس عادةً.

حظر ارتداء الملابس الدينية، أو إجبار النساء والفتيات على ارتداء ملابس بطريقة معينة، يقوّض حقهن في اختيار ملابسهن

وأضاف بهارادواج "أثيرت القضية نفسها قبل عامين، وها هي تثار اليوم مرة أخرى. لا نسمح بأي شكل من أشكال الزي الديني، ولدينا قانون مدني موحد يلتزم به الجميع"، مشيراً إلى أنّ هناك غرفة للفتيات "يمكن أن يبدلن فيها ملابسهن قبل دخول القاعات الدراسية...، ونحن نحقق في الأمر".

 

الخلاف حول حظر الحجاب من قبل الطالبات يصل إلى ولاية أوتار براديش الأكثر اكتظاظاً بالسكان في الهند، حيث طلبت مجموعة من الشبان من الكلية حظر غطاء الرأس

 

ويحكم ولاية أوتار براديش، التي يُقدّر أنّ عدد سكانها يعادل عدد سكان البرازيل، راهب هندوسي يتبع حزب بهاراتيا جاناتا الذي يتزعمه رئيس الوزراء ناريندرا مودي، وتشهد الولاية انتخابات متعددة المراحل تنتهي الشهر المقبل، وغالباً ما تُستخدم النزاعات بين المسلمين والهندوس من أجل تحقيق مكاسب سياسية في الولاية.

وحالياً، لا يُسمح بالزي الديني في الفصول الدراسية في ولاية أوتار براديش، ولكن يمكن ارتداؤه في أيّ مكان آخر في الحرم الجامعي.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية