سعيد من واشنطن: التونسيون خرجوا إلى الشوارع فرحاً بالتخلص من كابوس الإخوان

دافع الرئيس التونسي قيس سعيّد، على هامش القمة الأمريكية الأفريقية أمس، عن الإجراءات التي أعلنها في 25 تموز (يوليو) 2021، بتعليق عمل البرلمان، قائلاً: إنّ البلاد كانت "على شفا حرب أهلية"، وقد أيّده الشعب ونواب بالبرلمان السابق في ذلك.

وقال قيس سعيّد في الاجتماع على هامش القمة: "أينما ذهبت، كان المواطنون التونسيون يطالبون بحلّ البرلمان (الذي كان يرأسه راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة الإخوانية) وانتهى بي الأمر بحله... لماذا؟ لأنّ البلاد كانت على شفا حرب أهلية، لذلك لم يكن لديّ خيار آخر لإنقاذ الشعب التونسي".

سعيّد: انتهى بي الأمر بحلّ البرلمان، لأنّ البلاد كانت على شفا حرب أهلية، لذلك لم يكن لديّ خيار آخر لإنقاذ الشعب التونسي

وأوضح أنّه استقبل وقتها "العديد من النواب في قرطاج (مقر القصر الجمهوري) وطالبوني بحلّ البرلمان"، وفقاً لما نشرته وكالة "فرانس برس".

وتابع الرئيس التونسي: "خرج الناس إلى الشوارع في الليلة نفسها، في 25 تموز (يوليو)، وكانوا سعداء وفرحين للغاية، وكأنّهم تخلصوا من كابوس".

وكان سعيّد قد أعلن تعليق عمل البرلمان وإقالة رئيس الحكومة هشام المشيشي في 25 تموز (يوليو) 2021، من أجل "إنقاذ" البلاد من الأزمة السياسية وتفشي وباء كوفيد"، بحسب تصريحاته آنذاك، وقد أنهت هذه القرارات عقداً من سيطرة حركة النهضة الإخوانية على الحكم منذ ثورة 2011.

سعيّد: خرج الناس إلى الشوارع في الليلة نفسها، وكانوا سعداء وفرحين للغاية، كأنّهم تخلصوا من كابوس

من جانبه، أشاد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بـ "الشراكة طويلة الأمد" بين الولايات المتحدة وتونس، وأعرب عن دعم بلاده "لانتخابات شاملة وشفافة" من أجل ضمان "سماع أصوات متنوعة في تونس" قبل (3) أيام من الانتخابات التشريعية المقررة في 17 كانون الأول (ديسمبر)، التي تقاطعها المعارضة.

وبحسب بيان الخارجية الأمريكية، جدد أنتوني بلينكن التزام الولايات المتحدة العميق بالديمقراطية التونسية ودعمها لتطلعات الشعب التونسي إلى مستقبل ديمقراطي واعد، ودعم واشنطن القوي للاقتصاد التونسي وسط الأزمة الاقتصادية الحالية التي تعيشها البلاد، وفق نص البيان.

وشدد بلينكن على الطبيعة التاريخية للعلاقات الثنائية التونسية الأمريكية، قائلاً: "هذه العلاقة تكون أقوى عندما يكون هناك التزام مشترك بالديمقراطية وحقوق الإنسان"، مؤكداً في حديثه على أهمية إجراء انتخابات برلمانية حرة ونزيهة، فضلاً عن الإصلاحات الشاملة لتعزيز الضوابط والتوازنات وحماية الحريات الأساسية.

سعيّد: هناك العديد من أعداء الديمقراطية في تونس، ممّن يريدون فعل أيّ شيء ممكن لتفجير الحياة الديمقراطية والاجتماعية في البلاد من داخلها

وعقب لقائه مع بلينكن، أجرى الرئيس التونسي مقابلة مع الفريق التحريري لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، جدد فيها رفضه لانتقادات واشنطن لتعزيزه سلطاته، مدافعاً عن قراراته التي اعتبرتها الإدارة الأمريكية بمثابة "تهديد واضح للديمقراطية"، ورسخت شقاقاً بين تونس وواشنطن الداعم الرئيسي للبلاد.

وأنحى سعيّد باللائمة على "الأخبار المزيفة" في الانتقادات الغربية لخطواته، مندداً بـ "قوى أجنبية" تسعى لإثارة المعارضة ضد حكمه.

وقال سعيّد في المقابلة: "هناك العديد من أعداء الديمقراطية في تونس، ممّن يريدون فعل أيّ شيء ممكن لتفجير الحياة الديمقراطية والاجتماعية في البلاد من داخلها".

وخلال الحوار الذي استمر لمدة ساعة مع "واشنطن بوست" رفض سعيّد الاعتراف بمشروعية أيّ انتقاد، وأشار إلى "حملة مشبوهة" لتقويض حكمه، متابعاً: "هذه حركة مدارة بالكامل من قبل أعداء الديمقراطية الذين أرادوا نهب الناس وسرقتهم، وأرادوا تفجير الدولة من الداخل".

ودافع عن قراره بحلّ البرلمان قائلاً: إنّ المقاعد كانت "تباع وتشترى" في البرلمان السابق. ودافع عن الدستور الذي صدر في 2022، وقال: إنّه "أعطى التونسيين حقوقاً وحماية أكبر من سابقه