سحبت الحكومة السودانية جواز السفر السوداني من رئيس البرلمان التونسي راشد الغنوشي، والذي حصل عليه إبّان حكم نظام الرئيس السابق عمر البشير في تسعينيات القرن الماضي.، وفق ما أوردت شبكة "سكاي نيوز".
يأتي ذلك القرار بعد ساعات من إعلان الإدارة الأمريكية دخول قرار رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب حيز التنفيذ، ما يعيد الاعتبار إلى السودان والثقة فيه، تمهيداً لضخ الاستثمارات وتحسين أوضاعه الاقتصادية.
ونقلت شبكة "سكاي نيوز"، عن مصدر أمني رفيع، أنّ سحب الجواز السوداني من الغنوشي رئيس البرلمان التونسي جاء ضمن إجراءات اتخذتها الحكومة السودانية مؤخراً لضبط التلاعب الذي حدث إبّان فترة حكم المعزول، الذي أتاح للكثير من قادة الجماعات الإرهابية وغيرهم الحصول على جوازات غير شرعية واستخدامها في أعمال تضر بسمعة البلاد.
وأشار المصدر إلى أنّ الغنوشي رئيس حركة النهضة التونسية مُنح الجواز السوداني في تسعينيات القرن الماضي دون استيفاء الشروط القانونية، أو البقاء في البلاد الفترة الزمنية التي تمكّنه من ذلك، ممّا اعتبر أمراً غير قانوني، وهو ما دفع السلطات لسحبه منه الأسبوع الماضي.
الغنوشي رئيس حركة النهضة التونسية مُنح الجواز السوداني في تسعينيات القرن الماضي دون استيفاء الشروط القانونية
وخلال الأشهر الماضية عكفت الحكومة السودانية، التي تشكلت بعد الثورة، على مراجعة كافة جوازات السفر التي مُنحت لأجانب في البلاد خلال فترة حكم الإخوان، التي استمرت من حزيران (يونيو) 1989 حتى نيسان (أبريل) 2019.
وبدأت هذه الإجراءات بعد اكتشاف تجاوزات قانونية وعمليات فساد كبيرة في منح الجوازات السودانية، ممّا أضر كثيراً بسمعة السودان وبهيبة سيادته، وتشير بعض التقديرات إلى أنّ عدد الذين حصلوا على جوازات سودانية بطريقة غير مشروعة يزيد عن 50 ألف شخص، من بينهم عرب وأفارقة وآسيويون.
وقالت تقارير أمريكية: إنّ أجانب يحملون جوازات سودانية كانوا من بين الإرهابيين الذين شاركوا في تفجيرات سفارتي الولايات المتحدة في نيروبي ودار السلام في 1998، والبارجة الأمريكية "يو إس إس كول" في اليمن في العام 2000.
وبسبب إيواء السودان لعناصر إرهابية أجنبية وقادة جماعات إسلامية عربية متطرّفة، وضع السودان في منتصف تسعينيات القرن الماضي في قائمة الدول الراعية للإرهاب، ولم يتم شطبه منها إلا في الـ14 من كانون الأول (ديسمبر) 2020، بعد أن تكبد خسائر قدرت بنحو 300 مليار دولار.
وقال ضابط شرطة كبير، فضّل عدم الإفصاح عن اسمه نظراً لحساسية الموضوع: إنّ عمليات منح الجوازات للأجانب شهدت فوضى كبيرة خلال أعوام حكم البشير، وكانت قرارات المنح تأتي من جهات سيادية عليا، وأحياناً تتم عبر وسطاء مقرّبين من أحد أشقاء البشير.
وتشير تقارير مؤكدة إلى أنّ بعض أقرباء وأشقاء البشير، وئبعذ النافذين الكبار في حزب المؤتمر الوطني، تورّطوا في عمليات منح الجواز السوداني لمجموعات إرهابية وإخوانية من دول عربية وأفريقية، بعضها شارك في عمليات هدفت إلى ضرب الأمن العربي والإقليمي.
وتضيف التقارير أنّ من بين هذه المجموعات الإرهابية المجموعة التي نفذت محاولة الاغتيال الفاشلة التي استهدفت الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا في العام 1995.