كشفت دراسة جديدة عن العلاقات التي تربط إيران بتنظيمات متطرفة كتنظيم داعش الإرهابي.
الدراسة، الصادرة مطلع الشهر الجاري عن المركز العربي الأوروبي للأبحاث والاستشارات السياسية، بدأت من مسألة انسحاب قافلة داعش من الحدود اللبنانية الشهر الماضي، وتعاطف حزب الله اللبناني معها، مما أثار تساؤلات حول ما يعنيه هذا الفعل بين تنظيمين "متناقضين".
وتركز الدراسة على أنّ إيران كرّست موقفاً سياسياً منذ "ثورة الخميني"، يتمثل بالتدخل في شؤون الدول العربية، معتبرةً أنّ لهذا التدخل تاريخاً طويلاً يقوم على العلاقات مع تنظيمات متطرفة ظهرت قبل تنظيم داعش الإرهابي الذي تركز وجوده في الساحتين؛ العراقية والسورية.
نظام ولاية الفقيه الإيراني يستغل الدين الإسلامي بأبشع صورة فهو يتحدث بلغة مذهبية فاقعة
وتتناول الدراسة هذا المحور من منظور تاريخي، فتعرض تاريخ علاقات إيران مع حركات كالجهاد الإسلامي في فلسطين، وتنظيم القاعدة الذي ساهمت إيران "بإنشاء شبكة له في اليمن ودعمها"، كما تكشف الدراسة عن إقامة "أبو مصعب الزرقاوي" في إيران، وقيادته لعدة عمليات إرهابية من هناك كبداية مبكرة لتأسيس تنظيم داعش الإرهابي.
وتكشف الدراسة عن محاولة إيران مد جسور التعاون مع الزعيم السياسي الإسلامي السوداني حسن الترابي، إضافة إلى علاقتها الوطيدة بالإخوان، وهو ما تشير إليه من خلال نقلها لتصريح مرشد الجماعة السابق محمد مهدي عاكف الذي قال بعد قبض السلطات المصرية على خلية إرهابية لحزب الله اللبناني: "من واجب مصر أن تشكر حزب الله لا أن تحقق معه". كما أشارت الدراسة إلى زيارة مرسي لإيران بعد توليه الحكم في 2012 كأول رئيس مصري يزورها منذ 34 عاماً.
وتخلص الدراسة، بعد عرضها التاريخي المفصل للعلاقات الإيرانية مع التنظيمات المتطرفة، إلى أنّ "نظام ولاية الفقيه الإيراني يستغل الدين الإسلامي بأبشع صورة، فهو يتحدث بلغة مذهبية فاقعة ومستنكرة عندما يريد استقطاب الجماعات الشيعية هنا وهناك، ويستخدم شعار الوحدة الإسلامية في مواجهة "الاستكبار العالمي" عندما يريد استقطاب الجماعات السنية".