خطط تركية سريّة لإثارة الإضطرابات شرق المتوسط

خطط تركية سريّة لإثارة الإضطرابات شرق المتوسط


13/06/2021

تنبش تركيا في تاريخها العثمائي وتجد فيه بعض ما يسعفها في تحدي الارادة الدولية واثارة الاضطرابات في فضائها الاقليمي وخاصة عبر البحار.

ووجدت أنقرة مثلا في انتصار قديم للبحرية العثمانية في معركة ضد أسطول التحالف المسيحي ما عزز هيمنة الأتراك على البحر الأبيض المتوسط سببا كافيا لكي تحاول ان تمضي بنفس النهج في شرق المتوسط.

وفقًا للعرض التقديمي الذي أعدته هيئة الأركان العامة التركية، وبحسب ما كشف عنه موقع نورديك مونيتور من وثائق مسرّبة عالية السرية، وضعت تركيا خطة لعملية عسكرية سرية أطلقت عليها بالتركية الإسم التالي:

 "TSK CERBE Harekâ Planlama Direktifi"

وتمت مناقشة الخطة بتاريخ 7 يناير 2014، بالتزامن مع التوتر المتصاعد بين تركيا واليونان وجمهورية قبرص في شرق البحر المتوسط.

وكلمة سيربي، تعني جربة باللغة الإنجليزية، هو اسم جزيرة جنوب تونس بالقرب من الحدود مع ليبيا. كانت هي المكان الذي وقعت فيه معركة جربة في مايو 1560 بين القوات العثمانية وأسطول التحالف المسيحي، المكون بشكل رئيسي من القوات الإسبانية والبابوية والجنوية والمالطية والنابولية وانتصر الأتراك في المعركة التي منحتهم الهيمنة على البحر الأبيض المتوسط.

يتناسب اسم خطة اللعبة الحربية الشاملة لتركيا في شرق البحر المتوسط ​​مع الرواية التي روج لها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورفاقه، الذين غالبًا ما وضعوا مشاكل تركيا مع حلفائها الغربيين كجزء من الصراع المتجدد بين أوروبا المسيحية وبين الدولة العثمانية المسلمة.

تسرد الوثيقة السرية خطط تركيا العسكرية الهجومية ضد اليونان وأرمينيا وفي شرق البحر الأبيض المتوسط ​​مع التواريخ المقابلة التي تشير إلى تاريخ وضعها.

في خطاب ألقاه في البرلمان في 9 يونيو 2021، وصف أردوغان حلفاء الناتو بأنهم معادون واتهم أوروبا ببث الكراهية ضد الأتراك.

 وقال إنه سيثير هذه القضايا في قمة زعماء حلف شمال الأطلسي في بروكسل في 13 يونيو.

وقال أردوغان: "لن تمتنع تركيا عن رفع صوتها ضد الهجمات المعادية والمناهضة لتركيا في كل منصة وفي جميع أنحاء العالم"، مضيفًا: "إننا نتابع معًا العواقب المريرة لبذور الكراهية والأحقاد التي تزرع حول العالم العالم من قبل القوى الغربية وحلفائها الذين لجأوا إلى كل قناع وأداة لجر تركيا إلى الفوضى السياسية والاجتماعية ".

وشدد على أن تركيا لن تتراجع أبدًا، في إشارة واضحة إلى موقف حكومته بشأن شرق البحر المتوسط ​، وهي قضية ستطرح بالتأكيد على جدول الأعمال خلال قمة قادة الناتو.

وحتى عندما انخفضت الليرة التركية بسبب سوء الإدارة والمشاكل الاقتصادية، خرج كبير المستشارين الاقتصاديين لأردوغان، يجيت بولوت، وقال في مايو 2018 إن انخفاض قيمة الليرة التركية جزء من حملة صليبية مسيحية ضد تركيا.

تم الكشف عن وجود خطة لعبة الحرب التركية في شرق البحر المتوسط ​​في ملف قضية معروضة على المحكمة بالعاصمة التركية، حيث يبدو أن المدعي العام سيردار كوشكون، الموالي للرئيس التركي، نسي على ما يبدو إزالة الوثائق السرية قبل تقديم الملف إلى المحكمة.

 وكانت تلك الوثائق السرية قد اختلطت مع وثائق صادرة من مقر الأركان العامة خلال تحقيق في محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 يوليو 2016، و تم العثور عليها بما في ذلك خطة لمواجهة اليونان وأرمينيا تم تبادلها بين كبار القادة في هيئة الأركان العامة عن طريق بريد إلكتروني داخلي آمن داخل نظام الاتصالات العسكري.

وطلب كوشكون من الجيش وفي اطار عمله كمدع عام في قضايا الانقلاب، بإعادة توجيه نسخ من جميع رسائل البريد الإلكتروني للشهرين الماضيين بما في ذلك الرسائل المشفرة ، حتى 1 أغسطس 2016.

بعد عشرة أيام، اي في 11 أغسطس 2016، كلف المدعي العام مساعده الموثوق به، ضابط الشرطة يوكسيل فار، بجمع رسائل البريد الإلكتروني من الخوادم الداخلية لهيئة الأركان العامة وإبلاغه بذلك.

 أكملت لجنة شكلها الفنيون العسكريون تحت قيادة فار عملها في 14 فبراير 2017. في النهاية، تضمنت لائحة الاتهام التي قدمها المدعون العامون نيسيب جيم إيشيمن وكمال أكساكال واستقلال أكايا في مارس 2017 مع المحكمة الجنائية العليا السابعة عشرة في أنقرة جميع رسائل البريد الإلكتروني تم جمعها من أجهزة كمبيوتر هيئة الأركان العامة.

المفارقة انه لم يتم العثور على أي اتصال في رسائل البريد الإلكتروني يشير إلى أي تلميح إلى محاولة الانقلاب، والتي يعتقد الكثيرون أنها كانت عملية زائفة ومفبركة ومجرد مسرحية دبرها أردوغان ورؤساء المخابرات والجيش للإيقاع بالمعارضة وتصفية جماعة غولن وشن حملة تطهير واسعة النطاق ضد كل من يدين بالولاء لأردوغان ونظام حكمه.

لا يحتوي المستند على أي تفاصيل حول تفاصيل الخطة بخلاف الاسم والتاريخ المحدث للخطة.

لهذا فإن من الواضح أن تفاصيل خطة الحرب مصنفة على أنها "سرية للغاية" وبالتالي لا يمكن مشاركتها من خلال نظام الإنترنيت الذي يتم تشغيله على خوادم تبادل البريد الإلكتروني للجيش التركي.

يبدو أن وثيقة باور بوينت قد تم إعدادها لتقديمها في المقر الرئيسي كخطة طوارئ فيما يتعلق بالتطورات في سوريا. كان الجيش التركي يقيِّم قدراته والتزاماته العسكرية وفقًا لتوجيهات تخطيطية مختلفة سارية فيما يتعلق بالدول المجاورة ومن خلالها أرادوا الحفاظ على قدراتهم الهجومية والردعية على الجبهتين الغربية والجنوبية أثناء نقل بعض القوات والمعدات إلى الحدود السورية.

كل ذلك جرى على خلفية تصعيد متواصل إذ درجت حكومة أردوغان على تصعيد خطابها العدائي ضد اليونان وقبرص منذ عام 2013، عندما اهتزت أركان حكم اردوغان في ظل تحقيقات فساد كبرى أدانته وأفراد عائلته وشركائه في العمل والسياسة.

ولطالما استخدم الرئيس التركي، بدعم من حلفائه القوميين، اليونان وقبرص بالونات اختبار والهاءعن المشاكل على الجبهة الداخلية مثال ذلك قيام حكومة اردوغان مؤخرًا بتحويل متحف آيا صوفيا إلى مسجد، مما أثار رد فعل كبير من جانب اليونان.

لقد كانت الخطط العسكرية لإثارة القلاقل شرق المتوسط واتاحة الفرصة لتركية للتوسع ووضع اليد عى مصادر جديدة للطاقة الى ايجاد مساحات اوسع وفرتها الاتفاقات البحرية والأمنية التركية الليبية الموقعة مع حكومة الوفاق الوطني الليبية في نوفمبر 2019 والتي تؤدي بالمحصلة إلى زعزعة الاستقرار في البحر الأبيض المتوسط.

ويحدد الاتفاق البحري الجرف القاري التركي الليبي والمنطقة الاقتصادية الخالصة ويتيح لتركيا التمدد الى قبالة الجرف القاري اليوناني، في حين يسمح الاتفاق الأمني ​​للحكومة التركية بنشر قوات في ليبيا ونقل وحدات سادات شبه العسكرية والجهاديين من إدلب إلى الدولة المتوسطية. وبالتزامن مع سريان هذه الخطة، أرسلت تركيا سفن استكشاف إلى شرق البحر الأبيض المتوسط​​، برفقة فرقاطات بحرية وطائرات من طراز F-16 وطائرات مسيرة، مما زاد من المخاطر العسكرية في المنطقة وأكد المضي في المخطط التركي المشار اليه في بث الفوضى والصراعات في البحر المتوسط.

عن "أحوال" تركية



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية