خبراء: تأييد الشارع ودعم الجيش يرجحان نجاح قيس سعيد بفرض "الواقع الجديد"

خبراء: تأييد الشارع ودعم الجيش يرجحان نجاح قيس سعيد بفرض "الواقع الجديد"


27/07/2021

طرح خبراء تونسيون ثلاثة سيناريوهات لتطور الأزمة السياسية في البلاد خلال الأيام والأسابيع المقبلة، ما بين نجاح الرئيس التونسي قيس سعيد عبر الدعم الشعبي ومساندة المؤسسات العسكرية والأمنية في تنفيذ قراراته وإعادة المسار السياسي إلى وضعه الصحيح مع استمرار المخاوف ممن سيناريو الفوضى الذي تراهن عليه حركة «النهضة الإخوانية» عبر حشد أنصارها في الميادين على غرار اعتصام «رابعة» الذي نظمه «إخوان مصر» في صيف 2013، إلى جانب سيناريو ثالث هو تراجع الرئيس التونسي عن قراراته بفعل ضغوط التيارات السياسية بزعامة «النهضة».

ورجح الخبراء السيناريو الأول ونجاح قيس سعيد في فرض إرادته السياسية استنادًا لما أظهره الشارع التونسي من تأييد للقرارات، إلى جانب ما شهده البرلمان أمس، من موقف المؤسسة العسكرية والأمنية الصلب بتنفيذ القرارات ومنع زعيم «النهضة» راشد الغنوشي من اقتحام البرلمان.

وقالت الدكتورة بدرة قعلول، رئيسة المركز الدولي للدراسات الإستراتيجية الأمنية والعسكرية في تونس، إن السيناريو الأكثر واقعية هو نجاح الرئيس قيس سعيد في تنفيذ قراراته فعليا وإخراج الدولة من الأزمة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي تعيشها منذ 2011.

وأوضحت لـ «الاتحاد»، أن السيناريو الثاني بتصعيد «النهضة» في الشارع عبر استغلال بقايا قاعدتها الشعبية سيدفع نحو تصدعات في الوحدة الشعبية وهو سيناريو قد تكون نتيجته إحلال فوضى عارمة في البلاد.

وذكرت أن السيناريو الثالث والأخير هو أنه في ظل رفض قسم من الطبقة السياسة لقرارات سعيد واعتبارها «انقلاباً على الشرعية» و«طعن للديمقراطية»، من المحتمل أن تستغل حركة «النهضة» قوة دعم سياسية لإلغاء قرارات رئيس الجمهورية، والعود لبرلمان ما قبل 25 يوليو.

بدوره، اعتبر حازم القصوري، المحامي والمحلل السياسي التونسي، أن بلاده تمر بمرحلة هامة خرج وتظاهر فيها الشعب التونسي ليعبر بجرأة وشجاعة لمناهضة خطر تنظيم «الإخوان» على تونس والدولة المدنية، مشيراً إلى أن ذلك ساهم في تسهيل الطريق أمام الرئيس التونسي لاتخاذ القرار الذي ينتظره الشعب منذ الانتخابات التي انحرفت عن مسارها الصحيح واستعمال «النهضة» للدولة لخاصة أنفسهم.

وشدد قصوري ل «الاتحاد»، على أن تونس مقبلة على سيناريوهات عديدة منها محاولة «الإخوان» إثارة الشغب وتشوية صورة تونس أمام العالم، لكنه أكد أن الوضع تحت السيطرة في ظل دور القوات المسلحة لتأمين هذه المرحلة والمدعمة من الشعب التونسي.

وأوضح المحلل السياسي التونسي أنه على الرغم من احتجاجات «الإخوان» على قرارات الرئيس، إلا أن القوات المسلحة جاهزة لأي سيناريو قد يقع التحضير له. وأكد عبد القادر ساكري، الخبير الاستراتيجي التونسي، أن قيس سعيد هو الرئيس المنتخب وصاحب الشرعية الشعبية المباشرة ورمز الدولة، موضحاً أن تطبيق التدابير الاستثنائية من صميم واجبات الرئيس.

وأوضح لـ«الاتحاد» أن الرئيس قيس سعيد استجاب لمطالب الشعب في مواجهة نظام الإقطاع الحزبي البرلماني الحاكم بقيادة حزب «النهضة»، الذي أوصل البلاد إلى أزمة اقتصادية واجتماعية وانسداد اُفق سياسي. وتوقع ساكري أن دعم المنظمات الوطنية وفي مقدمتها الاتحاد العام التونسي للشغل قرارات الرئيس المنتخب الحاسمة لتصحيح مسار الانتفاضة الشعبية في 2010 نحو ثورة حقيقية تستعيد تونس فيها مكانتها الإقليمية والدولية وتُحقق آمال الشعب في الحرية والعدالة الاجتماعية.

ورأى الخبير الاستراتيجي التونسي أن المنظومة الفاسدة من نواب الإقطاع الحزبي البرلماني الحاكم بقيادة «النهضة» ستحاول الاحتجاج على قرارات الشعب عبر بعض مناصريها، لكن الشعب والقوات المسلحة العسكرية والأمنية ستكون في صف الشرعية الشعبية الدستورية للرئيس قيس سعيد.

بدوره، اعتبر الباحث في القانون الدستوري رابح الخرايفي لـ«الاتحاد»: إن قرارات الرئيس التونسي طمأنت جزءًا كبيراً من الشارع التونسي الذي خرج مبتهجاً في الشوارع، مؤكداً أن «الشارع لاعب أساسي في هذه العملية حيث لبى الرئيس ما طلبه الشارع، وهوما سيكسبه المزيد من الثقة من طرف التونسيين». كما أكد الإعلامي والمحلل السياسي مصطفى المشاط في تصريحات لـ«الاتحاد» أن «الرئيس قيس سعيد شدد في خطابه للشعب على أنه يعمل في إطار القانون ولكن إذا تحوّل القانون إلى أداة لتصفية الحسابات وتمكين اللصوص الذين نهبوا أموال الدولة والشعب المفقر فهي ليست بالقوانين التي تعبر عن إرادة الشعب بل هي أدوات للسطو» حسب تعبيره.

وهو ما يؤكد أن الرئيس مطلع على كل الملفات والتجاوزات والقضايا المركونة في رفوف المحاكم منذ سنوات ولم يتم البت فيها والتي كانت رهينة قرارات سياسية للأحزاب المسيطرة على المشهد السياسي. إلى ذلك، قال المحلل السياسي أنس الشابي: «يبدو أن حركة النهضة لم تكن مستعدة لهذه الخطوة من رئيس الدولة لذلك ارتبكت ولم تتمكن من رد الفعل فقادتها في المؤتمر الصحفي بعد أحداث أمس الأول ظهروا مرتبكين وزعيمها ذهب إلى البرلمان معتقدا أن دخوله له سيغير الأمور، والذي أعتقد أن الحركة لم تكن تتصور هذا الكم من الكراهية الشعبية لها».

عن "الاتحاد" الإماراتية

الصفحة الرئيسية