حكومة أردوغان وإثارة الحساسيات القومية والدينية

حكومة أردوغان وإثارة الحساسيات القومية والدينية


01/02/2022

أشار المحلل السياسي التركي أردال أتابيك في مقال له في صحيفة جمهورييت التركية إلى أنّ لكلّ من البلد، المجتمع، العقيدة مقدسات خاصة.

وذكر أنّ الشيوخ المباركين، الكتاب المقدس، الأماكن المقدسة، محمية بعناية من الهجمات. وقال إنّ هذه هي مواضيع "الحساسيات القومية والدينية". ومع ذلك، فإن القوة التي تستخدم هذه القضايا للتستر على أخطائها هي في الواقع لا تحترم المقدس.

ولفت إلى أنّه إذا كنت تعتبر العرب والعربية مقدسين، فإنك ستظلم المجتمعات الأخرى التي قبلت دين الإسلام. لا قبلية في الإسلام، لأن دين الإسلام مقدس عند كل المجتمعات التي تتبناه.

تساءل الكاتب: لماذا ترد الحكومة بشدة على كلمات الفنانة سيزن أكسو باسم الحساسيات القومية والدينية؟

وقال إنّ من الواضح جدا أن تكلفة تجويع الناس وفواتير الكهرباء والغاز الطبيعي التي تجعلهم غير قادرين على العمل مطلوبة.

ونوّه الكاتب إلى أنّه بينما يراد من نائب حزب الشعوب الديمقراطي الذي التقط صورة مع أحد الإرهابيين أن يُلقى في السجن، فإن قانون الصمت ساري المفعول بالنسبة لأعضاء حزب العدالة والتنمية الذين يتم تداول صورهم على الشاشات مع منظمة غولن الإرهابي.

كما قال إنّه في الوقت الذي يتم فيه اعتقال صديق كاباش بعملية للشرطة عند منتصف الليل، يتم رفع جريمة إهانة السلطان المقدس. وشدّد على أنّه سيأتي المزيد من هذه الممارسات، لأنه يمكنك حكم الشرطة والمحاكم والسجن بأمر، لكن لا يمكنك جعل البنزين والديزل واللحوم والحليب والخضروات والخبز أرخص بأمر.

وأكّد أنّ هذا هو بيت القصيد.

ثمّ أشار الكاتب إلى أنّه عندما يتعلق الأمر بالكوكايين.. فإنّه مختلف. وقال: انظر، في هذا البلد، كان هناك حدث في فنزويلا حيث تم القبض على 4900 كجم من الكوكايين، والتي ستصل إلى ميناء إزمير. تم ضبط الكوكايين على متن طائرة لمواطن تركي. في جميع أنحاء العالم، هذه من بين أخطر الجرائم.

وشدّد على أنّه تم الكشف عن أعمال غسيل أموال وتم تهريب من قاموا بها إلى الخارج. لم يتم التحقيق في هذه الإدعاءات لعدم السماح بذلك. تم رفض مقترحات البحث بأصوات الحكومة.

تساءل أتابيك أيضاً في مقاله: أين "الحساسيات القومية والدينية"؟ وأجاب: أصحاب تلك الحساسيات لم يتحدثوا.

وأضاف الكاتب في مقاله إنّه عندما تم الكشف عن أن برهان كوزو، أحد الشخصيات المهمة في حكومة حزب العدالة والتنمية، كان يحمي مهرب مخدرات يُدعى زينداشتي، كانت مصادفة أنه أصيب بفيروس كورونا وتوفي. وكان الراحل محاميا، أستاذا للدستور.

أعاد الكاتب السؤال: أين كانت "الحساسيات القومية والدينية"؟ ماذا عن الأطفال؟

وقال إنّه حدثت العديد من حالات الاغتصاب والوفيات والانتحار في المدارس الداخلية للمؤسسات الدينية (مؤسسة أنصار)، ومهاجع الطلاب التابعة للطوائف الدينية (حادثة أنيس كارا).

لماذا لم تتم الإساءة إلى "الحساسيات القومية والدينية"؟ تم إغلاق هذه الأحداث على الفور. تم فرض قيود البث. تم إسكات العائلات إما بشكل عفوي أو بالتهديد، ولم يشتكوا. لم يتم فتح التحقيق أو حظره على الفور.

وأثار الكاتب أسئلة عن غياب المحتجين قائلاً: أين "قومنا"؟ أين "شعبنا المتدين"؟

وقال إنّ هذا المقطع صامت. دائما الشريحة العلمانية هي التي تسأل وتبحث وتنتقد. وعندما يتعلق الأمر بمسألة "العلمانية"، فإن هذا القسم الصامت هو الذي يصفها بأنها "غير دينية". هذا هو ما يفهمونه بالدين.

وأكّد الكاتب على أنّ من الخطأ تسمية هذه المجموعة بـ "المتدينين"، فهم ليسوا متدينين. في الحقيقة، هم فقط يستخدمون الدين لأنفسهم. عندما يتعلق الأمر بالتستر على فسادهم، لا يمكنهم "إسكات الأذان". وتكون هناك "وعود الآخرة" لنسيان السرقات. وعندما تظهر أعمال غير عادلة وغير قانونية، "هؤلاء إرهابيون، هؤلاء كفار". عندما لا نستطيع التعامل مع النقد، "لا نطعمه".

كما أكّد على فكرة أنّهم بدلاً من الاعتراف بأخطائهم عندما يتم الكشف عن أخطائهم، فإنهم يفعلون ذلك للتنمر. كما تم الكشف عن كيفية رؤيتهم للسلطة التي استولوا عليها. وقال إنّ السلطة ليست "ثقة" ممنوحة لهم من خلال انتخابات ديمقراطية، أصبحت السلطة ملكا لهم. وفي منطقهم إنّ أولئك الذين يقولون "السلطة يجب أن تتغير" هم خونة، عملاء لقوى أجنبية. وإنّ "أولئك الذين يعملون على تغيير الحكومة" هم إما متعاونون إرهابيون أو أعداء سريون للبلاد.

ونوّه الكاتب إلى أنّ حكومة العدالة والتنمية تمارس كل الوسائل من أجل البقاء في السلطة، تواصل حملات القذف - الكذب، وتقوم بالتسبب بالفوضى، وتجر البلاد إلى الصراع وإعلان الأحكام العرفية. في غضون ذلك، تعمل للتأثير في الفئات الاجتماعية التي سترهن إرادتها بـ "استخدام الدين".

شدّد الكاتب على أنّ "القوميين" اليوم، هم حماة الحساسيات القومية والدينية. ويجب أن يكون هناك طرح لعدم توظيف الدين في السياسة.

عن "أحوال" تركية

الصفحة الرئيسية