حركة طالبان والإخوان المسلمون في أفغانستان: تاريخية العلاقة وواقعها ومحددات مساراتها المستقبلية

حركة طالبان والإخوان المسلمون في أفغانستان: تاريخية العلاقة وواقعها ومحددات مساراتها المستقبلية


18/10/2021

مصطفى زهران

كان للإسلام المشرقي كبير الأثر على نشوء وتطورات الحركات الإسلامية في الداخل الأفغاني منذ سبعينيات القرن الماضي وإلى بدايات الألفية الثانية وما بعدها، سواء أكان ذلك من خلال دور المؤسسة الدينية التقليدية وتحديدا الأزهر الشريف، أو من خلال زحف التيارات الإسلامية الأصولية الحركية منها والسلفية التي شكلت الهوية الدينية والفكرية للكثير من الحركات الإسلامية الأفغانية .

بيد أننا لو تأملنا بعمق لوجدنا أن تأثيرات مفكري الإسلام أمثال جمال الدين الأفغاني وأبي الأعلى المودودي الهندي، كانت أسبق بعقود على التجربة الإسلامية المشرقية وتأثيراتها على الداخل الأفغاني، إذ كوّنا القاعدة الأولى التي انطلقت منها كافة تمظهرات الحالة الإسلامية في ثوبها الجماعاتي والتنظيمي ما يعني أن حجم التأثير والتأثر المتبادل كان عميقا وغزيرا ومتعدد المشارب والتوجهات في آن معا .

إذ إن قادة الجهاد الأول والمؤسسين للأحزاب والجماعات التي قادت المواجهة مع الغزو السوفيتي كانوا خليطا من هذا وذاك، خاصة رموزهم الذين تشربوا من أفكار شتى أمثال عبد رب الرسول سياف، برهان الدين رباني، أحمد شاه مسعود، الذين كانت لأفكار جماعة الإخوان المسلمين المصرية آثار واضحة المعالم على تجربتهم في الداخل الأفغاني، ثم جاءت حركة طالبان بعد ذلك لتضع أدبيات سيد قطب نصب أعينها في محور رؤيتها تجاه الحاكمية والشريعة والدولة من منظور إسلامي أصولي.

فيما تبقى العلاقة بين حركة طالبان وجماعة الإخوان المسلمين وامتداداتها في الداخل الأفغاني من الإشكالات الكبرى التي تمثل حتى اللحظة أهمية كبرى في محاولات فهمها وتفكيكها، خاصة في محطات صدامهم وتقاربهم خلال العقود السابقة، إذ إن صعود حركة طالبان مؤخرا وتشكيل إماراتها الثانية جعل من الأهمية فهم هذه العلاقة وتاريخيتها وواقعها والوقوف على محددات مساراتها المستقبلية للوصول لفرضيات تسبر أغوار هذه العلاقة التي يثار حولها الكثير من علامات الاستفهام في اللحظة الراهنة في ظل واقع الجماعة المتردي مشرقيا.

التأثير الإخواني في الإسلاميين الأفغان 

حظيت أيديولوجية الإخوان المسلمين أو الإسلام السياسي الذي أقره الإخوان المسلمون في أفغانستان بشعبية كبيرة خلال مرحلة الجهاد الأفغاني، وتأثرت مجموعة من قادتها الذين ينتمون إلى الطيف الديني السني بها بقدر كبير، وذلك بسبب ثلاثة عوامل مختلفة رغم ترابطهما، أولهما التأثر والتأثر الفكري المتبادل بين الإخوان المسلمين وأدبيات السيد جمال الدين الأفغاني، والثاني أن الإخوان المسلمين كانوا النموذج السياسي الذي كان ينظر إليه باعتباره الأكثر عقلانية واعتدالا داخل الإسلام السني، في ذلك الوقت على وجه الدقة، وسط ما كانت تموج به الساحة الإسلامية بالعديد من الأفكار والتيارات المختلفة، كانت أبرزها السلفية منها، وثالثها هو أن عددا من قادة الإسلاميين السنة السياسيين في أفغانستان كانوا قد تلقوا تعليمهم ودراستهم في جامعة الأزهر في مصر.(1)

وتذكر السرديات الإخوانية أن الجماعة كانت قد أولت اهتماما كبيرا بأفغانستان منذ أيام مؤسس الجماعة حسن البنا، حيث أنشأوا عام 1944 قسما للاتصال بالبلدان الإسلامية كافة، وكان أحد الدوافع الرئيسية لهذا هو مقاومة الاحتلال الإنجليزي لأفغانستان، شأنها شأن مصر في ذلك الوقت. ووجهت الدعوة إلى الأفغاني هارون مجدي عام 1948 لحضور مؤتمر إسلامي بمدينة الإسماعيلية، فيما تمكن التنظيم من تجنيد بعض الطلاب الأفغان الذين قدموا للدراسة في جامعة الأزهر، كان من بينهم قادة أفغان كبار لاحقا مثل “برهان الدين رباني” وعبد رب الرسول سياف” وأخذت العلاقة فيما بعد نحو التنسيق المباشر والتعاون الذي شمل لعب دورا محوريا في الدعوة للجهاد ضد السوفييت أيام الجهاد الأفغاني التي شملت التدريب على القتال فضلا عن قوافل الإغاثة التي كان الإخوان نواتها المركزية، وكان لشخصيات محسوبة على الإخوان المسلمين أمثال كمال السنانيري وعبد الله عزام وكمال الهلباوي وعبد المنعم أبو الفتوح دور كبير في هذا الشأن(2)

ومن بين القادة الإخوان البارزين كان برهان الدين رباني رئيس الجمعية الإسلامية (3)الذي تلقى تعليمه الأولي في فيض آباد مركز ولاية بدخشان قبل أن ينتقل إلى مدرسة دار العلوم الشرعية (أبو حنيفة) في كابل ثم دراسته الجامعية بتخصص في دراسة الشريعة الإسلامية وتخرج من جامعة كابل عام 1963م وتم تعيينه مدرسا فيها، وانتقل بعدها إلى القاهرة عام 1966م ليلتحق بجامعة الأزهر وحصل بعد عامين على درجة الماجستير في الفلسفة الإسلامية، وعاد بعدها لتدريس الشريعة الإسلامية في الجامعة التي تخرج منها(4) ومثّل انتقاله إلى القاهرة مرحلة هامة في تواصله مع جماعة الإخوان التي حمل بعض أفكارها حينما عاد إلى أفغانستان بعد ذلك .

وفي عام 1977م حصل انشقاق في الحركة الإسلامية التي انقسمت إلى الجمعية الإسلامية بقيادة برهان الدين رباني والحزب الإسلامي الذي يقوده قلب الدين حكمتيار، ومع الوقت سطع نجم رباني في الفضاء الأفغاني واكتسب شعبية وسط الطلاب داخل حرم الجامعة وخارجها فاختير عام 1972م من قبل الجمعية الإسلامية رئيسا لها.(5) ونجح رباني المتأثر بأفكار الإخوان المسلمين في تحقيق نجاحات على الأرض في مواجهة الغزو السوفيتي الذي بدأ عام 1979م، وحققت قواته العديد من الانتصارات وكانت قواته الأولى التي شرعت في الدخول إلى العاصمة (كابول) بعد هزيمة الشيوعيين بقيادة أحمد شاه مسعود، وحينها بدأت أولى ملامح الصراع بين قادة الحركات الإسلامية الأفغانية واشتعلت المعارك التي راح ضحيتها قرابة 40 ألف أفغاني(6)

ويذكر أنه وفي خضم التحولات التي كانت تعايشها الدولة الأفغانية أثناء الغزو السوفيتي وتنظيم كتائب المسلحين الإسلاميين على اختلاف تنويعاتهم خاصة وثيقي الصلة بالإخوان كان هناك تواجد لقيادات إخوانية مصرية إلى مناطق الإعداد العسكري والجهادي خاصة في مناطق بيشاور الباكستانية الحدودية كان على رأسهم القياديين البارزين في ذلك الوقت “عمر التلمساني” و”مصطفى مشهور” (7) لكن هذه القيادات نفسها لم تستطع أن تحول دون وقف الاقتتال بين الفصائل الإسلامية المتحاربة التي كانت من بينهم قيادات على تبعية مباشرة وتوجيه وتنظيم من قبل الجماعة الأم في مصر ولم يكن لديهم رؤية واضحة حيالها، وهو ما كان سببا بعد ذلك لاحقا في خروج حركة طالبان من خارج رحمهم الجغرافي والفكري من أجل وقف هذا الاقتتال وكانوا مجموعات من طلبة العلوم الشرعية بزعامة الملا محمد عمر وضعوا على عاتقهم ردع هذه القوى المتصارعة جميعهم دون تفرقة وحسم الصراع. (8)

الرهان الخاسر.. طموحات رباني الإخوانية في السلطة 

بعد انسحاب قوات الاتحاد السوفيتي الغازية عن أفغانستان وهزيمتهم على أيدي الأفغان تم الموافقة في 24 أبريل 1992م على تشكيل حكومة مؤقتة لمدة شهرين برئاسة ” صبغة الله مجددي” على أن يأتي برهان الدين رباني خلفا له لمدة أربعة أشهر ونصت الاتفاقية أيضا على أن تستحوذ الجمعية الإسلامية على منصب وزارة الدفاع الأفغانية في الحكومة المؤقتة إلا أن الحزب الإسلامي بقيادة (حكمتيار) لم يقبل بالاتفاقية رغم توقيعه ولم يقف عند هذا الحد بل سارع للانقضاض عليها عسكريا من خلال قيامه بالهجوم على العاصمة الأفغانية ” كابل “، وقد كانت طموحات رباني سببا رئيسا في اشتعال الأزمة في الداخل الأفغاني خاصة بين رفقاء الأمس، والتي تمثلت في عدم التزام رباني بما تم الاتفاق عليه من بنود داخلها، تم نقضها باستمراره في منصبه رغم انقضاء الأربعة أشهر المتفق عليها، وهو ما يقدم لنا تفسيرا دلاليا على أسباب فشل تجربة الإسلاميين في السلطة خاصة المتأثرين بفكر الإخوان المسلمين في ذلك الوقت (9)

دفعت صيرورة الأحداث المتسارعة في المشهد الأفغاني واشتعال المعارك بين المجاهدين الأفغان إلى أن تدخل عدد من الدول العربية والإسلامية على خط الأحداث بهدف وقف نزيف الدماء في ذلك الوقت، وبالفعل تم عقد اجتماع موسع في السابع من مارس 1993م بإسلام أباد ضم كل الأحزاب الإسلامية السنية الفاعلة في ذلك الوقت ومعها نظيرتها الشيعية الأخرى على رأسهم حزب الوحدة الشيعي وتم توقيع اتفاق عرف بـ “اتفاقية إسلام آباد” والتي نصت على رئاسة الدولة لرباني لمدة 18 شهرا على أن يتولى قلب الدين حكمتيار رئاسة الوزراء وبموجبها يتم وقف إطلاق النار، إلا أنها ولدت ميتة ولم يتم تنفيذها للحؤول دون تجدد المعارك مجددا بعد أن عاودت الاتهامات بين الحزب الإسلامي والجمعية ليندلع القتال مرة أخرى بين رباني وحكمتيار.(10)وفي 1 يناير 1994م تعرض رباني لمحاولة انقلابية فاشلة على يد تحالف ضم حكمتيار ودوستم وصبغة الله مجددي إضافة إلى حزب الوحدة الشيعي، وفي شهر يوليو 1994م جدد مجلس ولاية هرات فترة رئاسة رباني لمدة عام آخر.(11)

طالبان ورباني.. وجها لوجه

بحلول عام 1994 ظهرت حركة طالبان على مسرح الأحداث كفاعل جديد أراد قلب الطاولة على الجميع ووضع حد لما آلت إليه الأوضاع، وحينها استشعر رباني بخبرته أن ثمة تحولا قد يحمله هؤلاء الطالبان ما دفعه إلى أن يسارع نحو إعلام المعارضة استعداده للتفاوض معهم وبالفعل تم توقيع اتفاق بينه وحكمتيار عام 1996م يقضي بالعمل المشترك واقتسام السلطة، لكن طالبان البشتونية كانت أسبق بقطع الطريق على تكملة مساراتهما السياسية والعسكرية في المشهد الأفغاني وإن جنحا بعد سنوات الاقتتال إلى السلم، فلم تمهلهم حركة طالبان ونجحت في الاستيلاء على العاصمة الأفغانية ” كابل” ومن ثم أعلنت نفسها حكومة شرعية للبلاد.(12)و قضت بذلك على طموحات رباني وأخرجته من العاصمة في 26 سبتمبر 1996م وبدوره انتقل رباني إلى مناطق الشمال التابعة له ذات الأكثرية الطاجيكية(13)

يمكن التأريخ لتعثر العلاقة بين حركة طالبان والمجاهدين الأفغان الحاملين لأفكار الإخوان المسلمين مع صعود الحركة وتأسيس إمارتها الأولى عام 1996 على أنقاض تجربة رباني ورفاقه في السلطة التي امتدت مابين من 1992م وحتى عام 1996 كرئيس للبلاد وسط فوضى الحرب الأهلية.(14)

 باعتبارهم أول تجربة أفغانية إسلامية متأثرة بأفكار الإخوان المسلمين كانت طامحة في بسط سيطرتها على البلاد فترات أطول باعتبارها امتدادا فكريا للجماعة في الجغرافية الأفغانية، وهو ما جعله لاحقا حينما تم الإطاحة بحركة طالبان عقب الغزو الأمريكي لأفغانستان أن يستثمر هذا السياق ويعمل على عودته تدريجيا كفاعل رئيس داخل المشهد الأفغاني مجددا، وبدا ذلك بعد أن تم تعيينه رئيسا للمجلس الأعلى للسلام بتكليف من الرئيس الأفغاني آنذاك للتفاوض مع طالبان عام 2010م.(15)

كل ذلك كان كفيلا بأن يجعل من رباني المعارض الأول لحركة طالبان وتواجدها في المشهد الأفغاني، فانطلق نحو تدشين كيان جديد حمل اسم ” الجبهة المتحدة لإنقاذ أفغانستان” واللافت أن رباني كان يحظى باعتراف العديد من دول العالم إضافة إلى احتفاظه بمقعد أفغانستان في الأمم المتحدة ، إلى أن قتل في تفجير انتحاري من حركة طالبان عبوة ناسفة كان يخبئها في عمامته وقضت معه مرحلة رباني في المشهد الأفغاني (16)

طالبان والإخوان والغزو الأمريكي 

تاريخيا سبق ظهور الأفغان المتأثرين بالفكر الإخواني ظهور طالبان في أفغانستان، وعلى رأسهم رموزه أبرزهم برهان الدين رباني ما جعل علاقتهما معقدة إلى حد ما، وحينما بدأ الإخوان الأفغان يتواجدون بتمثيل حقيقي يمثل هويتهم تعاملت طالبان معهم قبل عام 2001بوصفهم عدو تنظر إليهم نظرة المفاصلة بين الكفر والإيمان، وكانت تصف الجماعة بأنّهم أشد خطرا على الإسلام من الشّيوعيّين، ما جعلها تهاجم مقراتهم وجمعياتهم وتهاجم عناصرهم بعد ذلك (17)

وعقب الغزو الأمريكي لأفغانستان عام 2001 أُطيح بحكم طالبان، الأمر الذي دفع بالإخوان إلى محاولة التفكير بإعادة تموضعها مجددا بعد أن أبعدتها الحركة وقت نفوذها وما شهدته من توتر العلاقة بينهما أثناء الحرب بين طالبان والفصائل الجهادية مستفيدة من السياق السياسي الجديد والفراغ الذي تركته حركة طالبان بعد الغزو الأمريكي (18)

واللافت أنه وفي سبيل ذلك قررت الجماعات الإسلامية التقليدية وفي مقدمتهم تمثلات الإخوان في المشهد الإخواني (رباني – سياف) القبول بالاحتلال والمشاركة في النظام الذي تشكل على عينه من خلال البرلمان والحكومات المتعاقبة، وكانوا على رضا تام بالدور الأمريكي الذي أزال عقبة طالبان من طريقهم نحو لعب دور مؤثر في مستقبل أفغانستان السياسي والمجتمعي (19)لكن أحلامهم لم تتحقق بعد ذلك .

جمعية الإصلاح والتنمية الاجتماعية 

في بداية تسعينيات القرن الماضي وتحت لافتة المركز الثقافي الإسلامي الأفغاني وفي مدينة بيشاور الباكستانية، كان الإخوان المسلمون الأفغان انتقلوا من مرحلة التأثر الفكري وحسب إلى مرحلة التأطير التنظيمي والتأسيس الشبكي (20) إلى أن جاء الإطاحة بحكم طالبان نهاية عام 2001 لتعود إلى الساحة الأفغانية وتتمركز في العاصمة كابول شأنها في ذلك شأن عشرات الجمعيات الأفغانية التي كانت تعمل في الخارج، فبادرت بتأسيس “جمعية الإصلاح ” ومع الوقت تعدت أفرعها في الولايات الأفغانية الرئيسة مثل هراة وننجرهار(21) وذلك بعد عام واحد من الغزو الأمريكي، وتحديدا عام 2002، لتكون معبرا عن الوجود الإخواني الجديد في الداخل الأفغاني.(22)

ساهمت هذه الفترة التي ظهرت فيها جمعية الإصلاح في توثيق الصلة بين الإخوان والسلطة السياسية وتحديدا الرئيس الأفغاني حامد كرزاي الذي كانت مدة حكمة من أفضل الفترات التي تمدد خلالها الإخوان الأفغان من خلال جمعيتهم الناشئة مكنتهم من تجنيد مزيد من الأنصار، والتسلل بقوة إلى مجال التعليم والثقافة والعمل الاجتماعي الخيري الذي يعول «الإخوان» عليه دوما في بناء مجتمع عميق. (23)

وضعت الجمعية نصب أعينها وعلى رأس أهدافها التمدد مجتمعيا والنأي بنفسها عن الولوج في العمل السياسي الوعر خاصة بعد ما انتهت إليه تجربة الجيل الأول من الأفغان المتأخونين كما أوضحنا سلفا، ووعت الجمعية أن ذلك لن يتحقق إلا من خلال المضي قدما نحو العمل في مجالين أساسيين أولهما: التعليمي من خلال تأسيس المدارس والمعاهد التعليمية والجامعات فتم تأسيس عشرات المدارس في محافظات وولايات أفغانستان المختلفة ومعاهد تعليم الفتيات أيضا والنساء وغيرهم من المنشآت التعليمية الدينية والتقليدية.(24)

وثانيهما :تدشين منصات إعلامية قادرة على نشر أفكار الجمعية وفي ذات الوقت ترسم ملامح مشاريعهم المستقبلية في الداخل الأفغاني، فأصدرت الجمعية مجلات دورية منها (إصلاح مللي)، وتصدر بالفارسية والبشتو، وهي تعني بالعربية (الإصلاح القومي)، مجلة (معرفة)، وهي مجلة شهرية باللغة الفارسية، ومجلة اسمها «جوان» بالبشتو، وتعني (الحياة)، إلى جانب مجلة (بيان الإصلاح) أو (رسالة الإصلاح)، وهي نصف شهرية، والتي تتفرع عنها إذاعة الإصلاح FM (25)

الجمعية والمحتل الأمريكي 

عرف التواجد الأفغاني الإخواني في طوره الثاني تمدده من خلال السياقات المحفزة لانتشاره أثناء الاحتلال الأمريكي لأفغانستان، وهو ما كان له واقع الأثر على تشكل هويته وتحديد أهدافه التي رسمها للسير عليها في هذه المرحلة والتي وضعها القائمون على الجمعية لتحقيق عدد من الأهداف وفق ما جاء في البيان المؤسس للجمعية منها:

– توعية الشعب بأهداف الاستعمار- الأمريكي – وتعبئته ضدها من خلال وسائل إعلامها، ومنابر مساجدها، والبرامج العامة التي تقيمها الجمعية الإصلاح ويحضرها العديد من عوام الأفغان وخاصتهم . 

– نشر الفهم الصحيح للإسلام – وفق المنظور الإخواني – وتعميم الفهم الصحيح بشموله، ووسطيته وكماله والتوعية بأهداف الاستعمار .

وسائل وآليات: ويتأتى ذلك من خلال تعدد وسائل الإعلام المختلفة التابعة للجمعية.

إعداد الكوادر والقيادات – الإخوانية – في المجتمع الأفغاني.

ملء الفراغ الفكري: وهي نقطة في غاية الأهمية لدى الإخوان الأفغان سعوا لتكون على رأس أهدافهم في مرحلتهم الجديدة، خاصة بعد إزاحة الاحتلال الأمريكي لحركة طالبان عدوها اللدود في ذلك الوقت .

العمل النسائي البديل: حاولت “الجمعية الأفغانية للإصلاح والتنمية الاجتماعية” أن تقدم ذلك النموذج النسوي الذي يؤمن بالمشروع الإسلامي الحضاري- مشروع وفكر الإخوان المسلمين – بديلا عن المشروع الغربي في سبيل المحافظة على هوية أفغانستان الإسلامية.

التضامن مع قضايا الأمة(26)

 وقد برز ذلك من خلال التفاعل اللافت الذي أبدته الجمعية مع الأحداث السياسية في المشهد المصري حينما تم الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي يوليو 2013 والذي كان يعبر عن مشروع الإخوان المسلمين في السلطة بمصر آنذاك، حيث حشدت الجمعية للعديد من التظاهرات والمسيرات المنددة لذلك وأقامت الندوات التضامنية على هامش الأحداث المتسارعة في المشهد المصري دعما للإخوان المسلمين المصريين في مواجهة السلطة السياسية التي تشكلت عقب ذلك .(27)

لقد كانت طموحات الإخوان في المشهد الأفغاني في هذه الفترة على وجه الدقة أثناء الاحتلال الأمريكي في لعب دور يتجاوز كل التيارات السياسية والعسكرية هنالك، ويبدو أن الجمعية لم تكن لديها قراءة واضحة لحجم قدراتها التأثيرية السياسية والمجتمعية في الداخل الأفغاني ما دفع برئيسها عبد الصبور فخري عام 2014 وفي تصريحات إعلامية إلى القول في هذه الفترة بأنهم البديل الحقيقي لمشروع الجهاديين والمتطرفين، وكانت الإشارة المبطنة هنا تذهب نحو حركة طالبان التي أزاحتها القوات الأمريكية بعد الغزو (28)

جمعية الإصلاح والعمل السياسي في ظل الاحتلال 

منذ انطلاقتها قادمة من بيشاور الباكستانية منتقلة من المركز الثقافي الإسلامي إلى جمعية الإصلاح وقد نأى الأفغان الإخوانيون بأنفسهم عن الانخراط في العمل السياسي والآخر المقاوم للاحتلال الأمريكي على حد سواء، وبررت ذلك لكونها لم ترد بأن تتورط – حسب وصفها – في السياقات السياسية المتولدة عن الاحتلال الأمريكي لأفغانستان وذلك من قبيل الخوض في الانتخابات أو السعي للوصول إلى السلطة مشددة على التركيز في العمل الدعوي المجتمعي –كما أوضحنا سابقا– الذي يقوم على إعداد الرجال –الكوادر الأفغانية الحاملة للفكر الإخواني – بفهم الإسلام الصحيح وفق مخيالهم العقدي والأيديولوجي.(29)

بيد أن المقاربة التي قدمتها الجمعية في آلياتها ووسائلها لمواجهة القوات الأجنبية المتواجدة في أفغانستان آنذاك تمثلت في أن تمارس الجمعية نوعا من العمل السياسي بهدف الضغط الاجتماعي والسياسي على هذه القوات، من أجل أن تنسحب من أفغانستان، وهي ما كانت تعتبره واجبا دينيا يتأتى من خلال تشكيل جبهة مستقلة عبر جمعية الإصلاح، تتلخص أهدافها في أمرين اثنين فقط؛ أحدهما: إيجاد الضغط الاجتماعي على القوات الأجنبية لإجبارها على الانسحاب من أفغانستان، وثانيهما: فتح القنوات للتفاهم الحقيقي بين الجهات الأفغانية للحيلولة دون الفوضى والقتال حين انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان(30) 

ورغم تشابه إخوان أفغانستان بنظرائهم في مصر واتفاقهم في الفكر والمنهج، إلا أنهم لم يقدموا على ممارسة العمل السياسي اقتداء بإخوان مصر طوال العقدين الفائتين من خلال تواجدهم في الحكومات الأفغانية المتعاقبة والانخراط في العملية السياسية في ظل الغزو (31) ولطالما حرص الإخوان الأفغان على التأكيد من قبلهم على استقلاليتهم التنظيمية عن الجماعة الأم وأنه لا يقف على رأس تنظيمهم بالداخل الأفغاني مرشدا كما في الهيكل التنظيمي التراتبي التقليدي للجماعة واستعاضوا عنه بوجود ما يشبه مجلس علماء ودعاة وغيرهم يمثلون المرجعية الدينية للجمعية الإخوانية في نسختها الأفغانية من بينهم على سبيل المثال لا الحصر(مصباح الله، الشيخ عبد الصبور، الشيخ عبد السلام عابد) وغيرهم فيما تتبع الجمعية المذهب الحنفي في الأمور الفقهية(32)

في مقابل ذلك، تنظر طالبان وكافة الحركات الإسلامية الأخرى في الداخل الأفغاني إلى تجربة الأفغان الإخوانية في تمثلاتها المؤسساتية ممثلة في جمعية الإصلاح على أنها نبتت في أحضان الاحتلال ورعاتهم من الحكومات الأفغانية الموالية لها(33)

الإخوان الأفغان وإمارة طالبان الثانية 2021

في مطلع هذا العام وقبيل وصول طالبان إلى السلطة ببضعة أشهر وتحديدا في الثاني من فبراير 2021 اغتيل محمد عاطف رئيس جمعية الإصلاح بتفجير استهدفه في وسط العاصمة الأفغانية كابول ولم تعلن أي جهة أو جماعة مسؤوليتها عن التفجير، فيما ألقت الحكومة الأفغانية في ذلك الوقت باللوم على طالبان في الهجمات لكن طالبان بعد ذلك نفت أي تورط لها في الهجمات.(34)

وعلى الرغم من رفض الإخوان الغزو الأميركي لأفغانستان عام 2001 الذي اقتلع حكم طالبان؛ إلا أن ما أظهروه من دعم للرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي زاد من حنق حركة طالبان عليهم وذلك لأمرين اثنين أولهما: دعمهم للرئيس حامد كرزاي كـ”أول رئيس متعاون مع واشنطن” الذي مثل وجوده إضفاء لشرعية المحتل الأمريكي على المشهد الأفغاني ككل، وثانيهما: أن طالبان رأت في وجود جمعية الإصلاح أنه جاء من رحم الاحتلال الأمريكي من خلال منح وزارة العدل الأفغانية ترخيصا رسميا بإنشائها عام 2002، ومنذ ذلك الوقت وتنظر الحركة للإخوان الأفغان باعتبارهم عرّابي الاحتلال واحد تمثلاتهم في الداخل (35) 

بيد أن بعد عقدين من الزمان عايشت خلالهما حركة طالبان مراحل هبوط وصعود ومد وجزر كانت كفيلة بأن تشهد خلالها الحركة جملة من التحولات وثمة تغيرات دفعت بها إلى أن تغير سياساتها ونظرتها لجماعة الإخوان المسلمين عامة وتحديدا في سياق سير مفاوضاتها مع الجانب الأمريكي بالرعاية القطرية اقتربت أكثر من رموز الجماعة خاصة المقيمين هناك كان أبرزهم الداعية الإسلامي يوسف القرضاوي القريب من جماعة الإخوان، الذي قام عدد من قيادات الحركة بزيارته في وفد رسمي في أكتوبر2020، وفي سياق البراجماتية المتبادلة قامت الحركة بتعديل وجهتها في التعامل مع إخوان الداخل والخارج على حد سواء (36) 

وعقب اللقاء أشادت طالبان بالشيخ القرضاوي ووصفته بأنه “الأب الروحي لجماعة الإخوان المسلمين” في مغازلة منها عكست طبيعة المرحلة الجديدة بين الحركة والجماعة لا شك أنها ستنعكس على مستقبل العلاقة بين الجانبين، اختتمته بلقائها إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية بالعاصمة القطرية الدوحة أيضا.(37)

ويمكنا تلمس هذا التحول من خلال ترحيب جمعية الإصلاح المحسوبة على الإخوان الأفغان بتقدم طالبان ووصولها إلى السلطة وإخضاعها العاصمة كابول وأثنت على أنها لم ترق دم أفغاني واحد في سبيل ذلك، حسب ما ورد في بيانها الذي أصدرته عقب التطورات السياسية الأخيرة التي سبقت تشكيل طالبان للحكومة الأفغانية الجديدة (38)

لقد كان البيان أشبه بالمغازلة من قبل الجمعية للحركة، خاصة بعدما أشادت به مما أسمته بـ “التعامل الطيب” للحركة مع مخالفيها، وانطلقت منه نحو دعوة المئات من الشعب الأفغاني المزدحمين في مطار كابول -عقب انسحاب القوات الغربية من أفغانستان- من جميع الكوادر العلمية والمتخصصة الأفغانية إلى عدم الخروج من البلاد للمساهمة بما يملكون من خبرات ومهارات في بناء أفغانستان – الحديثة والتي تعني “إمارة أفغانستان الإسلامية “تحت حكم طالبان(39).

وحينها عبرت الجمعية عن أمانيها المستقبلية وآمالها في أن تؤدي هذه التحولات إلى ما سمته بتهيئة الأرضية لبناء نظام إسلامي وتحقيق الرفاهية والأخوة بين أبناء الشعب الأفغاني.(40)فيما بدا وكأنها رسالة من الجانب الإخواني للحركة بأن مشروعهما المستقبلي وأهدافهما المرحلية واحدة ولا يوجد ما يفرق بينهما أو أن يعود بها إلى سيرتها ومشاهدتها القديمة من التناحر والاقتتال البيني .

وعلى الرغم أن الجماعة الأم لم تصدر بيانا بشان وصول طالبان إلى سدة السلطة في أفغانستان سواء بالمباركة أو الرفض أو غيرها من الأمور التقليدية التي تحدث خاصة مع وصول حركة إسلامية مثل طالبان قد تقاسمها التوجه والأهداف وإن اختلفت معها في الآليات، إلا أن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قام بتقديم تهنئته وإن كان على تحفظ بدا في تحذيره طالبان الانفراد بالحكم ودعوتهم له بإشراك كل الأطياف السياسية الأفغانية معهم(41)بالتوازي مع حزب المؤتمر الشعبي السوداني الذي يمثل الجناح الإخواني هناك الذي أعلن دعمه المباشر للحركة خاصة بعد وصفها وصول طالبان إلى السلطة باعتباره “نصر تاريخي”.(42)

وما ينبغي الإشارة إليه في هذا السياق أن الإخوان الأفغان الذي باتت جمعية النهضة تمثلهم في الوقت الحاضر اختلفت قياداته وكوادره عن الجيل الأول من المجاهدين الإخوان فلقد ضاقت الهوة الأيديولوجية والفكرية بينهم وحركة طالبان في رؤيتها المتشددة، إذ إن للسلفية الأصولية تأثيراتها دورا كبيرا في تكوينهما الفكري والمنهجي –الحالي- فضلا عن المكون القبلي المتنوع الذي يستظلون جميعهم تحته، وهو ملمح هام في استقراء شكل العلاقة المستقبلية بينهما، إذ إن ما يجمع مابين حركة طالبان والإخوان في أفغانستان في اللحظة الراهنة أكبر بكثير مما يفرقهم، مقارنة بواقع التسعينيات الذي شهد حالات الصدام الكبرى بينهما .

بيد أنه في ذات الوقت لا يمكن اعتبار الطالبان امتدادا للجماعات الإسلامية التقليدية أو انتصارا لتجربة الإسلام السياسي التي تتزعمها جماعة الإخوان المسلمين بتشكلاتها الحزبية المختلفة، ولا يمكن اعتباره في ذات الوقت انتصارا للإسلام وإشراقة جديدة لشمسه في بلاد الأفغان (43)

إن ما يقدمه انتصار طالبان للحركات الإسلامية التقليدية على مستوى العالم هو الزخم وحسب التي افتقرت إليه خلال السنوات الأخيرة وخاصة بعد ارتدادات الربيع العربي وخساراته في الكثير من مناطق نفوذها، أما من خلال الإطاحة بها أو فشلها في تجربتها السياسية وليس شيئا آخر وهو ما عبر عنها صراحة الداعية الإسلامي البريطاني البارز هيثم الحداد بقوله: إن انتصار طالبان يجب أن “يجعلنا راضين وسعداء”، حسب وصفه.(44)

لكن هذا لا يمنع من تطلعات البعض وأمانيهم في أن يكون انتصار طالبان ووصولها إلى سدة السلطة بداية تحفيزية لإعادة تموضع الإسلام السياسي مجددا في جغرافيات أخرى وان عايشت تعثرات وإخفاقات خلال السنوات الماضية، وهو ما عبر عنه بشدة كمال الهلباوي أحد أبرز القيادات الإخوانية السابقة والتي لديها خبرة في الملف الأفغاني في رسالته الهامة لحركة طالبان التي جاءت كاشفة عن أماني قيادي إخواني عربي ومشرقي في أن تكون إمارة أفغانستان الإسلامية النموذج الإسلامي الذي ينظر إليه العالم كله خاصة بعد فشل بعض الحكومات والأحزاب الإسلامية في اليمن والعراق ومصر والمغرب والسودان وغيرها من البلاد، بل ذهبت به آماله لما هو أبعد من ذلك من خلال تحالف يجمع بين الإمارة بباكستان وإيران وتركيا كمنطلق لوحدة الأمة وجمعها على الخير حسب وصفه(45)

الخلاصة 

يمكن القول إن حركة طالبان قد لا تسعى في المرحلة الراهنة إلى الصدام مع تجربة جمعية الإصلاح التي تعتبر أحد تمثلات جماعة الإخوان المسلمين في المشهد الأفغاني، وان كانت ليست بالحجم الذي يقلق طالبان فتسارع نحو التهدئة معها أو الرغبة في التحالف معها وما شابه .

المتغير الجديد لدى حركة طالبان في سياق علاقتها مع الجمعية أنها باتت تنظر للجمعية على كونها جزءا من مشروع الإخوان المسلمين وأفرعه -غير المباشرة- في المنطقة العربية والإسلامية التي لا يريدون الاصطدام معها خاصة وأنها آخذة في توثيق علاقاتها مع كل من قطر وتركيا اللتان لهما قنوات اتصال مباشرة مع قيادات الحركة ويأويان الكثير من قادتها ورموزهم .

ويمكن القول إن هناك عاملين مؤثرين يلعبان دورا كبيرا في صياغة رؤية طالبان للجماعة ككل وتمثلاتها في الداخل الأفغاني ممثلة في جمعية الإصلاح، ما يجعلها لا تلتفت كثيرا لما يمكن أن تحدثه الجمعية والجماعة من ضجيج أو زخم في المشهد الأفغاني خاصة في المرحلة القادمة .

أولهما: أن الجماعة لم تعد بالقوة التأثيرية والنفوذ الإقليمي والدولي كما كانت عليها في عقود مضت، بل إن حالة الانقسام والارتباك القائم داخل الجماعة “الأم” والصراع ومن ثم التنافسية على قيادتها بالشكل الذي وصل إلى حد اتهام كل طرف الآخر بتهم تتعلق بالفساد المالي والإداري، وهو أمر تعيه حركة طالبان وعلى دراية كبيرة به وبتطوراته، وهو ما ينتقص من حجم الجماعة لدى الحركة ويجعلها لا توليها الاهتمام الكبير، خاصة أنها ما زالت تنظر إليها بعين الريبة والشك وإن كانت لا تظهره بشكل واضح، نظرا لدورها ووجودها التي كانت عليه بعد الغزو الأمريكي لأفغانستان وقبيل رحيل قواتها والقوات الغربية منها، ما يجعلها لا تثق في الجمعية لتجعلها شريكا وحليفا لها في المرحلة الراهنة ومستقبلا.

وثانيهما: أن جمعية الإصلاح هي الأخرى ما زالت تنظر إلى حركة طالبان باعتبارها حركة إسلامية متشددة ما زالت تجربتها في باكورتها ونظرا لحجم التحديات التي تواجهها في الحكم في إمارتها الثانية يجعل الرهان عليها صعبا خاصة وأن قدرتها على النجاح والاستمرار والبقاء ما زالت تحيطه الكثير من الغموض، ويصعب التنبؤ به.

وتخشى الجمعية وهي التي حاولت النأي بنفسها عن العمل السياسي غير المباشر خلال العقدين الفائتين أن تنطلق معها في تجربة غير محسوبة العواقب وفي حال لم تفلح طالبان في إدارة الملفات الداخلية والخارجية على كافة الأصعدة السياسية والاجتماعية والاقتصادية وهو أمر لا يمكن التكهن بعدم حدوثه أو الإقرار بحتميته، إلا أنه يظل فرضية هامة وقابلة للتكرار على غرار ما حدث 2001 بعد الغزو الأمريكي لأفغانستان والإطاحة بحكم طالبان.

ولا شك أن ذلك كله سيسهم بشكل أو بآخر في انه سيضع تجربة الإخوان في المشهد الأفغاني ومستقبلها محفوفة بالكثير من المخاطر خاصة وأن مصائرها ستصبح مرتهنة بمصير طالبان في ذات الوقت، وهو ما لا ترغب فيه الجمعية وقادتها –الإخوان- بالداخل الأفغاني في أن تغامر بالتحالف مع طالبان مخافة عواقبه، ما يجعلها قد تلجأ إلى الحياد كبديل للتحالف والمباركة والتحفيز عوضا عن الشراكة الجادة خاصة في المرحلة الراهنة إلى أن يحدث متغير آخر قد يجعلها إما أن تتقدم خطة أو ترجع للوراء.

 عن "مركز الإنذار المبكر"


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية