تونس.. هل تكون الانتخابات الرئاسية النهاية الفعلية لجماعة الإخوان

تونس.. هل تكون الانتخابات الرئاسية النهاية الفعلية لجماعة الإخوان

تونس.. هل تكون الانتخابات الرئاسية النهاية الفعلية لجماعة الإخوان


07/10/2024

كشفت النتائج التقديرية لمؤسسة استطلاع الرأي"سيغما كونساي" (خاصة) للانتخابات التونسية أن الرئيس قيس سعيد حسم الانتخابات من الجولة الأولى، بنسبة 89.2% من الأصوات، فيما حصل المرشح العياشي زمال على 9.6%، والمرشح زهير المغزاوي 3.9%، بحسب ما صرح به مدير المؤسسة حسن الزرقوني خلال حضوره بالتلفزيون الرسمي التونسي ليل الأحد.

وأوضح أن قيس سعيد فاز بأغلبية ما يعني أن هذه الانتخابات تحسم من الجولة الأولى، على أن يتم الإعلان عن النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية مساء اليوم.

المرشح للإنتخابات الرئاسية في تونس: قيس سعيَد

وقال فاروق بوعسكر رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات إن نسبة الإقبال على مراكز الاقتراع بلغت 27.7% أي بمشاركة مليونين و704 آلاف و155 ناخبا، وقد وصفها مسؤولون بـ”المحترمة”

ولاحظ الناطق الرسمي باسم الهيئة محمد التليلي المنصري أن نسبة الإقبال “أعلى بالفعل” مما كانت عليه في الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية التي جرت مطلع عام 2023، مشيرا إلى أنّ “الإقبال كان معتبرا خلال الحصة المسائية، خاصّة من قبل الفئة الشبابية”.

وتنافس في الاقتراع الرئيس قيس سعيد والأمين العام لـ"حركة الشعب" زهير المغزاوي، والمرشح المستقل العياشي زمال الموجود في السجن بتهمة تزوير توقيعات الناخبين.

احتفالات بفوز سعيّد

مباشرة بعد الإعلان عن نتائج سبر الآراء خرج المئات من التونسيين إلى شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة، احتفالا بأنباء فوز المرشح قيس سعيّد في الانتخابات الرئاسية، إثر إعلان مؤسسة استطلاعات الرأي "سيغما كونساي" تصدره النتائج الأولية.

وقال نوفل سعيد مدير حملة المترشح للانتخابات الرئاسية قيس سعيّد لـ"العين الإخبارية" إنّ هذه النتائج كانت متوقعة نظرا للإنجازات التي تحققت منذ الخامس والعشرين من يوليو/تموز 2021، في إشارة إلى ما بعد الإطاحة بالإخوان من الحكم.

وأكد أنّه ليس هناك من سبيل لبناء مؤسسات جديدة ومستقبل جديد للبلاد دون أن يكون هناك منسوب ثقة كبير متوفر بين الحاكم والمحكوم، مضيفا أن"الخزان الانتخابي لقيس سعيد لم يتغير، وأن عدد الناخبين الذين صوّتوا له غير بعيد عن عدد الناخبين الذين اختاروه في الانتخابات الرئاسية لسنة 2019.

وتابع "أعتقد أن اليوم قيس سعيد بلغ درجة الرئيس الرمز لأن هذه النسبة في الفوز تجعلنا نأمل ببناء مستقبل جديد للبلاد كله تفاؤل".

نهاية فعلية للإخوان

وحول تأثير نتائج الاستحقاق الرئاسي في مصير الحركة التي يقبع معظم قياداتها في السجن بسبب تهم مختلفة، يقول المحلل السياسي التونسي، بوبكر الصغير، إن "الانتخابات الرئاسية هي بمنزلة الفرصة الأخيرة للنهضة ولتنظيم الإخوان، الذي خسر كل قلاعه، بالتالي سيكون لها بكل تأكيد تأثير كبير عليها وعلى مصيرها، وهناك حتى حديث بأن الحركة قامت في الأيام الماضية بتعبئة الناخبين في مراكز الاقتراع بالخارج".

وتابع الصغير في تصريح لـموقع "إرم نيوز" أن: "الانتخابات الرئاسية هي لحظة فارقة في تاريخ تونس، وتمثل حسمًا للمعركة بين المنظومة التي حكمت تونس طيلة عشرية الخراب، ومنظومة 25 تموز / يوليو 2021، التي رغم الانتقادات حول إنجازاتها، لا تزال تحظى بشعبية مهمة في الشارع التونسي".

الانتخابات الرئاسية هي بمنزلة الفرصة الأخيرة للنهضة ولتنظيم الإخوان الذي خسر كل قلاعه

ويأتي الاستحقاق الرئاسي بعد أسابيع من اعتقال السلطات التونسية لـ 95 قياديًّا في حركة النهضة الإسلامية، يواجهون تهمًا يُبتُّ فيها من خلال قانون مكافحة الإرهاب الذي سنته تونس عام 2015.

وأعلنت أحزاب مثل "آفاق تونس" ترك الباب مفتوحًا أمام أنصارها للمشاركة من عدمها، وأعلنت جبهة الخلاص الوطني عدم المشاركة في الاستحقاق الرئاسي، على حين تبنت أحزاب مثل حركة "الشعب" و"التيار الشعبي" خيار المشاركة، الأولى من خلال مرشحها الخاص، والثاني من خلال دعم الرئيس قيس سعيد الطامح لولاية ثانية.

جماعة الإخوان فاقدة لأي وزن سياسي

ورغم أن جبهة الخلاص الوطني، الواجهة السياسية لجماعة الإخوان بتونس، دعت إلى مقاطعة الاستحقاق الانتخابي، بداعي عدم توفر شروط النزاهة، إلا أنها قادت تحركات مكثفة خلال النصف الثاني من يوم الاقتراع بدفع من ماكينات انتخابية، للاقتراع ضد سعيد من أجل إجراء دور ثان.

وأفاد المحلل السياسي المنذر ثابت في تصريح لصحيفة "العرب" اللندنية" بأن "الكثير من الأطراف حاولت حصر قيس سعيد بالزيادة في نسبة المشاركة، وحسابيا كان رائجا أن الزيادة ستؤدي إلى الذهاب نحو تنظيم دور ثان".

وأكد ثابت أن “جبهة الخلاص الوطني كانت في اتجاه المقاطعة، غير أننا لاحظنا تغيرا في الساعات الأخيرة وتوجهت بعض القيادات من الأحزاب المكونة لها نحو صناديق الاقتراع، لكن تبيّن أنها فاقدة لأي وزن سياسي”.

وأوضح ثابت أن “هناك فوارق كبيرة جدا ويمكن تفسيرها بالمراهنة على الفئات الشعبية والمهمشة في المناطق المحرومة والأحياء الشعبية التي كانت منصات غير مؤطرة من قبل الأحزاب واشتغل عليها قيس سعيّد بصفة مسترسلة وجلبها إلى دائرة التأثير المباشر”، مؤكدا أن “ما لا يقل عن مليوني نسمة احتياطي في خزان قيس سعيد الانتخابي”.

فشل كل مساعي الإخوان للتشويش 

وبعد إجراء الانتخابات بالخارج، أكدت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس أنها ستقاضي صفحات وحسابات عبر مواقع التواصل الاجتماعي نشرت "أرقاماً زائفة"، حول نسب المشاركة في الانتخابات الرئاسية في مكاتب الاقتراع بالخارج.

وقالت الهيئة في بيان نشرته عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" إن "كافة التدوينات المتعلقة بنتائج التصويت والأرقام ونسب المشاركة في الانتخابات في الخارج، المتداولة على بعض منصات التواصل الاجتماعي، خاطئة تماما ومغلوطة ولا تمت للواقع والحقيقة بأي صلة".

وأشارت إلى أن تلك الممارسات تهدف إلى "مغالطة الناخبين والتأثير على إرادتهم"، مؤكدة أنها "ستتولى معاينة التدوينات وكل من يتولى نشرها وبثها لمقاضاته طبق القانون".

كما أصدر مذكرات اعتقال دولية بحق رفيق عبد السلام بوشلاكة صهر رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي وأحد وزراء الرئيس الراحل زين العابدين بن علي، المنذر الزنايدي والمدون الإخواني أنيس بن ضو والناشط السياسي ثامر بديدة.

رفيق عبد السلام بوشلاكة صهر رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي

وبحسب بلاغ للقطب القضائي لمكافحة الإرهاب (محكمة مختصة) الجمعة، فإن النيابة العامة لدى القطب القضائي، الوحدة الوطنية المختصة في جرائم الإرهاب تعهدت بالبحث فيما نشر من تدوينات ومقاطع فيديو على شبكات التواصل الاجتماعي من قبل: المنذر الزنايدي ورفيق بوشلاكة وأنيس بن ضو وثامر بديدة، والتي كانت تهدف إلى "بث الفوضى والرعب بين المواطنين وإثارة البلبلة وتعطيل سير العملية الانتخابية والمس من هيبة الدولة ومؤسساتها".

وقد ذكر المحلل السياسي التونسي محمد الميداني لـ"العين الإخبارية" أن الإخوان سعوا بكل أساليبهم المشبوهة للتشويش على المسار الانتخابي في البلاد، موضحا أن هذه الجماعة لم يعد أمامها حلول للعودة إلى المشهد السياسي التونسي خاصة بعد تضييق الخناق عليهم من الناحية القضائية.

وشدد الميداني على أن الإخوان حاولوا إرباك الدولة من خلال مئات الصفحات المموّلة بالعملة الأجنبية، التي يتم إدارتها من قبل حسابات مزيفة من الخارج.

وتابع "هذه الصفحات تستهدف صناعة التضليل وتوجيه الناخبين والتأثير عليهم، آملين بالعودة بتونس إلى عهد المنظومة السابقة".

وأشار إلى أن هذه الانتخابات ستنهي جميع أحلام الإخوان بالعودة، خاصة أنهم أعلنوا دعمهم للمرشح العياشي زمال، في حين أن جميع استطلاعات الرأي تثبت أن المنافسة ستكون بين قيس سعيد وزهير المغزاوي نظرا لشعبيتهما لدى التونسيين.

 




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية