توتر في أفغانستان... هل فشلت مفاوضات الدوحة؟

توتر في أفغانستان... هل فشلت مفاوضات الدوحة؟


13/10/2020

شهدت الساحة الأفغانية تصعيداً كبيراً بين القوات الأمريكية والقوات الأفغانية من جهة، وبين جماعة طالبان من جهة أخرى، رغم الاتفاق الذي وقّع في الدوحة لإنهاء الاقتتال الدائر منذ سنوات طويلة.

وأعلنت القوات الأمريكية أمس تنفيذها عدة ضربات جوّية على مسلحي طالبان، الذين يشنون هجوماً على إحدى المدن الواقعة في جنوب أفغانستان، ما ينبئ بتدهور الوضع الأمني وفشل المفاوضات، وفق ما أوردت وكالة "فرانس برس".

وفي السياق، اندلعت معارك عنيفة نهاية الأسبوع في ضواحي لشكركاه عاصمة ولاية هلمند، وهي واحدة من المناطق القليلة التي لم تتمكن طالبان حتى الآن من السيطرة عليها، بعدما هاجم متمرّدو الحركة عدة قواعد متقدمة لقوات الأمن الأفغانية في المنطقة.

الساحة الأفغانية تشهد تصعيداً بين القوات الأمريكية والأفغانية من جهة، وبين جماعة طالبان من جهة أخرى

وكتب المتحدث باسم القوات الأمريكية في أفغانستان الكولونيل سوني ليغيت في تغريدة على حسابه بتويتر: إنّ الولايات المتحدة "شنت عدة هجمات موجهة في هلمند للدفاع عن القوات الأفغانية التي تعرّضت لهجوم من طالبان".

بدوره، أعلن قائد القوات الأمريكية في أفغانستان الجنرال سكوت ميلر: أنه "يتعين على طالبان وقف أنشطتها الهجومية فوراً في ولاية هلمند وخفض العنف في كافة أنحاء البلاد"، مضيفاً في بيان: "لا ينسجم هذا مع الاتفاق بين الولايات المتحدة وطالبان، ويقوّض محادثات السلام الجارية".

وتجري الحكومة الأفغانية وطالبان منذ أيلول (سبتمبر) محادثات سلام في الدوحة، لكنها تتقدّم ببطء شديد، ويواصل المتمردون استخدام العنف وسيلة للضغط والتفاوض من موقع قوة وتحسين شروط المفاوضات لصالحهم.

القوات الأمريكية تشنّ عدة هجمات موجهة في هلمند للدفاع عن القوات الأفغانية التي تعرّضت لهجوم من طالبان

وامتنعت حركة طالبان إلى حد كبير عن مهاجمة المراكز المدنية لأشهر، لكنها كثفت مضايقاتها لقوات الأمن الأفغانية.

ولقي 5 أشخاص حتفهم وأصيب 7 آخرون بجروح جرّاء سقوط صاروخ على منزل في ولاية قندوز شمالي أفغانستان.

وأفادت وزارة الدفاع الأفغانية، في بيان أمس، بأنّ حركة طالبان أطلقت صاروخاً سقط على منزل في منطقة شورابي قيشلاق بولاية قندوز، مضيفة أنّ الحادثة أسفرت عن مقتل 5 مدنيين وإصابة 7 آخرين بجروح.

وأعلن مسؤولون في الحكومة الأفغانية أمس أنّ المئات من الأسر نزحت بسبب الاشتباكات الدائرة في إقليم هلمند بجنوب أفغانستان.

 وقال العضو بمجلس الإقليم عبد المجيد أخوند زادا: إنّ المدنيين فرّوا من ضواحي عاصمة الإقليم لشكركاه جاه إلى وسط المدينة.

وتأتي هذه الاشتباكات في الوقت الذي لم يحرز فيه فريقا التفاوض من الحكومة الأفغانية وحركة طالبان أيّ تقدّم منذ بدء مباحثات السلام في منتصف أيلول (سبتمبر) الماضي في قطر. وقد تؤثر موجة العنف أيضاً على قرار واشنطن سحب قواتها من أفغانستان في الموعد الذي حدده الرئيس الأمريكي.

وقد أكد رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأمريكي الجنرال مارك ميلي في مقابلة بثّت أمس: أنّ سحب الولايات المتحدة لمزيد من الجنود من أفغانستان يتوقّف على خفض منسوب العنف وشروط أخرى تمّ الاتفاق بشأنها مع طالبان.

ميلر: يتعين على حركة طالبان وقف أنشطتها الهجومية فوراً في ولاية هلمند وخفض العنف

وبعد مرور 5 أيام على إعلان الرئيس الأمريكي أنه يريد عودة القوات الأمريكية "بحلول عيد الميلاد"، شدّد الجنرال ميلي في مقابلة أجرتها معه محطة "إن بي آر" الإذاعية على أنّ سحب الدفعة الأخيرة من القوات الأمريكية وقوامها 4500 جندي يتوقف على التزام طالبان بالحدّ من هجماتها، والمضي قدماً في محادثات السلام مع الحكومة الأفغانية.

وقال الجنرال الأمريكي: إنّ تنفيذ "كامل الاتفاق وكلّ خطط سحب الجنود له شروط".

وتابع: "النقطة الأساسية هنا هي أننا نحاول إنهاء حرب بحسٍّ من المسؤولية والتروّي، وأن ننجز ذلك بشروط تضمن سلامة المصالح الحيوية للأمن القومي الأمريكي التي هي على المحك في أفغانستان".

وأشار ميلي إلى أنّ عدد القوات الأمريكية الذي كان يقدّر بـ12 ألفاً انخفض بالفعل منذ توقيع الاتفاق في شباط (فبراير)، والذي تطلّب مفاوضات بين طالبان وكابول وخفضاً كبيراً لوتيرة أعمال العنف.

والأسبوع الماضي قال مستشار الأمن القومي الأمريكي روبرت أوبراين: إنّ عدد القوات الأمريكية سينخفض إلى 2500 عنصر في أوائل العام المقبل.

إلا أنّ ترامب أطلق الأربعاء الماضي تغريدة تعهّد فيها بإعادة كلّ الجنود الأمريكيين من أفغانستان بحلول 25 كانون الأول (ديسمبر) المقبل.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية