توتر بين الميليشيات الإيرانية وقوات ماهر الأسد في سوريا... ما الأسباب؟

توتر بين الميليشيات الإيرانية وقوات ماهر الأسد في سوريا... ما الأسباب؟


16/05/2021

ما زال الصراع مستمراً بين الميليشيات الموالية لإيران من جهة، ومجموعات عسكرية من الفرقة الـ4 التابعة لقوات النظام، والتي يرأسها ماهر الأسد، من جهة أخرى، على خلفية إغلاق طريق رئيسي مؤدٍ إلى منطقة "السيدة زينب" ومحيطها، والإبقاء على طريق رئيسي واحد للدخول إليها في جنوب العاصمة السورية دمشق.

وتتضارب الروايات حول الجهة التي أقدمت على هذه الخطوة في المنطقة التي تسيطر عليها إيران وميليشياتها وأسبابها ودوافعها، وفق ما أوردت صحيفة "الشرق الأوسط".

ويتم الدخول إلى منطقة "السيدة زينب" الواقعة على بعد 7 كيلومترات من العاصمة، عبر طريقين رئيسيين حصراً: الأول "مفرق المستقبل" على طريق مطار دمشق الدولي، والثاني من دمشق إلى المنطقة، ويبدأ من حي القزاز على المتحلق الجنوبي، ومن ثم بلدة ببيلا فـبلدة حجيرة، وصولاً إلى منطقة "السيدة زينب".

وجرى إغلاق طريق حجيرة، الواقعة بعد ببيلا وقبل نحو كيلومتر واحد من "السيدة زينب"، بساتر ترابي ضخم يمنع دخول السيارات من مدخلها الشمالي، فيما يتمكن بصعوبة الأفراد والدراجات العادية والنارية من تجاوزه عبر جانبيه للوصول إلى منازلهم، حيث ارتفاع الساتر أقل ممّا هو عليه في المناطق الأخرى، بينما تقوم عناصر مسلحة غير معروفة التبعية موجودة خلف الساتر بالتدقيق بشكل كبير في البطاقات الشخصية للمارة.

الصراع مستمر بين الميليشيات الموالية لإيران من جهة والفرقة الـ4 التابعة لماهر الأسد، على خلفية إغلاق طريق رئيسي والسيطرة على أملاك السوريين

ولم يقتصر الأمر على إغلاق الطريق الرئيسي، وإنما جرى إغلاق مداخل الجادات الفرعية في البلدة بسواتر ترابية عالية، وإبقاء 2 إلى 3 مفتوحة فقط، وهي تؤدي إلى مقرات إيرانية، مع تزايد لافت في الطريق الرئيسي والطرق الفرعية لصور الرئيس بشار الأسد، وصور أخرى تجمعه مع شقيقه قائد الفرقة الـ4 ماهر الأسد، وأمين عام ميليشيا "حزب الله" حسن نصر الله.

وتحدث مصدر محلي عن حصول خلافات بين الجهتين بعد اعتداء عناصر من الميليشيات الشيعية على آخرين من الأمن والفرقة الـ4، ما دفعهم إلى إغلاق الطريق، وبعضهم يقول إنّ الميليشيات هي من قامت بإغلاق المنطقة من أجل تعزيز نفوذها وسيطرتها على المنطقة.

مصدر آخر يلفت إلى استياء كبير في أوساط عناصر الأمن والفرقة الـ4 من "ابتلاع إيران وميليشياتها للمنطقة"، ويقول: بنوا مجمعاً ضخماً على مساحات شاسعة في شمال حجيرة، بحجة أنه (مجمع ثقافي - رياضي - ترفيهي)، ولهم أيضاً ثكنة كبيرة في جنوبها، وهم يواصلون شراء المنازل، ويضيف: "هم يتصارعون والأهالي تدفع الثمن، بالعناء للذهاب إلى أعمالهم ومدارسهم، وتأمين مستلزماتهم".

هذا، وذكر "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، في بداية أيار (مايو) الجاري، أنّ الصراع متواصل منذ منتصف آذار (مارس) الماضي بين الميليشيات الموالية لإيران من جهة، ومجموعات عسكرية من الفرقة الـ4 من جهة أخرى، في مناطق جنوب دمشق، وذلك على خلفية إغلاق الميليشيات الموالية لإيران بعض الطرقات الفرعية والرئيسية بالسواتر الترابية التي تصل منطقة السيدة زينب بمناطق ببيلا وحجيرة، ونشر عدد من مسلحيها على الطرقات التي أغلقتها لمنع حركة العبور منها، دون معرفة أسباب ودوافع إقدام الميليشيات الإيرانية على هذه الخطوة.

ونقل "المرصد" عن نشطاء أنّ الخلاف تصاعد من خلال قيام عناصر وقياديين من "حركة النجباء" العراقية بالاستيلاء على بعض المزارع والأبنية، والتمركز بها في المنطقة الواقعة بين ببيلا و"السيدة زينب"، بالتزامن مع قيام مجموعات من الفرقة الـ4 بمزاحمة "حركة النجباء"، والتمركز ببعض المواقع المحيطة بهم في المنطقة.

وتتخذ إيران منذ ما قبل اندلاع الحرب في سورية، التي دخلت عامها الـ11، من منطقة "السيدة زينب" معقلاً رئيسياً بسبب وجود مزار "السيدة زينب" الذي يؤمه آلاف الزوار من إيران والعراق ولبنان وأفغانستان وباكستان.

ومع بداية الحرب، اتخذت إيران من مسألة "الدفاع عن المقام" حجة لجذب المسلحين منها ومن أصقاع العالم إلى سوريا، إلى أن أصبحت تنتشر في سوريا ميليشيات إيرانية ومحلية وأجنبية تابعة لطهران يزيد عددها على 50 فصيلاً، ويتجاوز عدد مسلحيها 60 ألفاً.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية