تقرير: هدنة رمضان في اليمن... هل تخلق مساحة لمحادثات السلام؟

تقرير: هدنة رمضان في اليمن... هل تخلق مساحة لمحادثات السلام؟


07/04/2022

على الرغم من دخول الهدنة الأولى، منذ 2016، في اليمن حيّز التنفيذ مساء السبت الماضي، غير أنّ التوصل إلى اتفاق طويل المدى قد يكون "بعيد المنال"، فقد رأى جريجوري دي جونسن، العضو السابق بلجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة حول اليمن أنّه "من المحتمل أن يكون التوصل إلى اتفاق بعيد المنال في اليمن، لكنّ بعض الأطراف على الأقل بدأت في التحدث والاستماع والتوصل إلى حل وسط ببطء شديد."

وفي اليوم الأول من شهر رمضان الموافق 2 نيسان (أبريل) بدأ وقف إطلاق النار، أو "الهدنة"، أي "وقف غير رسمي للقتال" كما تسمّيه الأمم المتحدة، في إشارة إلى "الأسس الهشة" لاتفاق الهدنة، ومن المقرر أن يستمر لفترة أوّلية مدّتها شهران.

دي جونسن: قد يكون التوصل إلى اتفاق بعيد المنال في اليمن، لكنّ بعض الأطراف على الأقل بدأت في التحدث

وقال دي جونسون، في تقرير نشره على الموقع الرسمي لمعهد دول الخليج في واشنطن: إنّه "ليس من المستغرب أن تكون هناك بالفعل تقارير متفرقة عن اختراقات للهدنة، معظمها في مأرب، والتي كانت هدفاً لهجوم الحوثيين طويل الأمد"، مرجحاً أن يكون "هناك المزيد من الانتهاكات في الأيام المقبلة"، وتابع: "مع ذلك، ما يهمّ هو أنّ وقف إطلاق النار الأوسع ساري المفعول، على الأقل لبضعة أسابيع."

 هل تفسح الطريق إلى السلام؟

رأى دي جونسون أنّه "إذا استمر وقف إطلاق النار، فيمكن أن يخلق مساحة لمحادثات السلام المستقبلية بطريقتين: الأولى، والأكثر وضوحاً، أن تستخدمه الأطراف المحلية والأجنبية في النزاع كخطوة أولى لصياغة سلام شامل"، غير أنّه استبعد ذلك.

أمّا المسار الثاني، فقد قال دي جونسون: إنّه "سيكون إعادة توحيد ضئيل جداً للتحالف المناهض للحوثيين"، غير أنّه قال: "حتى ذلك سيكون صعباً."

رأى دي جونسون أنّه إذا استمر وقف إطلاق النار، فيمكن أن يخلق مساحة لمحادثات السلام المستقبلية

وقد صادف يوم 25 آذار (مارس) الماضي مرور (7)  أعوام على بدء عمليات التحالف العربي لدعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية في اليمن.

 أخطاء تحليلية وافتراضات خاطئة

نبّه دي جونسون إلى أنّ اتفاق وقف إطلاق النار الحالي، الذي يتضمن وقف جميع الهجمات الجوية والبرية والبحرية من اليمن وإليه، وإعادة فتح مطار صنعاء جزئياً، "يعاني من أخطاء تحليلية وافتراضات خاطئة" تعيد إلى الأذهان اتفاق الحديدة في 2018، الذي احتوى بعض الثغرات، وقد استغلها الحوثيون لصالحهم.

واستشهد الخبير الأممي السابق بتصريحات المبعوث الأمريكي الخاص لليمن تيموثي ليندركينغ، الذي قال إنّ وقف إطلاق النار كان جزئياً نتيجة تجنيب الحوثيين "لمفهوم النصر العسكري".

وعزا دي جونسون تركيز الحوثيين على مأرب في الأعوام الأخيرة إلى مخاوف الميليشيا الإرهابية، المدعومة من إيران، من عزلهم عن جزء كبير من عائدات النفط والغاز اليمنية.

وأشار الخبير الأممي السابق إلى أنّه "حتى لو انهار وقف إطلاق النار في الأسبوع الأول، فربما يكون قد فتح مساحة كافية لإنجازات بسيطة."

الصفحة الرئيسية