7 عوامل طوّرت عمل التحالف العربي في التعامل مع الحوثيين

7 عوامل طوّرت عمل التحالف العربي في التعامل مع الحوثيين


26/12/2021

قال الكاتب والمحلل السياسي السعودي منيف عماش الحربي، في حوار مع قناة "العربية" إنّ هناك عوامل سياسية إقليمية ودولية عديدة طوّرت التعاطي مع الملف اليمني، منها العمل الميداني الاستخباراتي للتحالف في مطار صنعاء الذي تحوّل إلى ثكنة عسكرية للحرس الثوري الإيراني على حدّ قوله.

وأوضح الحربي أنّ هناك سبعة عوامل، على الأقل، ساعدت في تطوير عمل قوات التحالف العربي بقيادة السعودية، وهي كالتالي:

أولاً، معركة مأرب، فهذه المعركة استنزفت الحوثيين؛ فمأرب أرض منبسطة، ولا يوجد غطاء جوي للحوثيين، وقد تكبدوا فيها خسائر كثيرة، ولأول مرة يصرّح مسؤول حوثي لـ"وكالة الأنباء الفرنسية" عن مقتل نحو خمسة عشر ألف حوثي خلال هذه المعركة منذ حزيران (يونيو) 2021، و"يعدُّ هذا تطوراً مهمّاً"، بحسب المحلل السعودي.

ثانياً، ما ذكرته صحيفة "وول ستريت جورنال" بشأن الصدام بين الدائرة الضيقة للحوثيين والسفير الإيراني لدى الحوثيين حسن إيرلو، وهو يشبه ما حدث في كانون الأول (ديسمبر) 2017 مع الرئيس اليمني الراحل، علي عبد الله صالح. وفي رأي الحربي أنّ هذا الصدام سيجعل الحوثي أكثر قرباً من القبول بالحل السياسي.

 

الحربي: لا أحد يريد إقصاء الحوثي كمكوّن سياسي، بل حتى إن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، تحدث عن الحوثي واستنهض فيه انتماءه العروبي

وكانت "وول ستريت جورنال" أوردت أنّ قوات الحوثي طلبت من المملكة العربية السعودية، التي تسيطر على الأجواء في العاصمة اليمنية، السماح للدبلوماسي الإيراني الكبير في البلاد بالعودة على الفور إلى إيران، وهو طلب اعتبره المسؤولون السعوديون علامة على توتر بين طهران والجماعة المتشددة. وكان الدبلوماسي، حسن إيرلو (قبل وفاته مؤخراً بما قالت السلطات الإيرانية إنه بسبب كورونا وسط تشكيك يمني)، منخرطاً بعمق في مساعدة الحوثيين في التخطيط لساحة المعركة، لكن نفوذه في اليمن عزز التصور السلبي في البلاد بأنّ القوة المتشددة تستجيب لطهران، وفقاً لمسؤولين إقليميين. وأضافت الصحيفة الأمريكية: "بعد سبع سنوات من الحرب الأهلية، لا يزال الحوثيون يسيطرون على العاصمة صنعاء ويحكمون جزءاً كبيراً من شمال البلاد. وقال مسؤول إقليمي: لقد أصبح إيرلو عبئاً عليهم. إنه مشكلة سياسية". وأكد المسؤولون الحوثيون للرياض، بحسب تقرير "وول ستريت جورنال"، أنهم لن يستبدلوا إيرلو بدبلوماسي إيراني جديد، واعتبرت الرياض هذا إشارة إلى أنّ الحوثيين كانوا يحاولون النأي بأنفسهم عن نفوذ طهران، وفقاً لمسؤولين إقليميين نقلت عنهم الصحيفة الأمريكية، من دون أن تحددهم.

ثالثاً، ما حدث في مطار صنعاء، حيث أكد العمل الميداني الاستخباراتي للتحالف أنّ مطار صنعاء أصبح ثكنة عسكرية للحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني وكتائب حزب الله العراقية بجانب الحوثيين.

وتقول "وول ستريت جورنال" إنّ مفتشي الأمم المتحدة اكتشفوا مراراً أجزاء إيرانية الصنع في حطام الطائرات من دون طيار والصواريخ التي أطلقت على المملكة العربية السعودية.

اقرأ أيضاً: "ضرب الحوثي" و"قوة المنطق"

رابعاً، بيان قمة مجلس التعاون لدول الخليج العربية الأخيرة في الرياض في الخامس عشر من كانون الأول (ديسمبر) 2021، التي أظهرت توحّداً سياسياً واسعاً لم يكن بهذا الشكل طيلة السنوات الماضية، بخصوص التوافق الكامل على حل سياسي في اليمن بالاستناد إلى المرجعيات الثلاث (المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة وفي صدارتها القرار 2216) ودعم المبادرة السعودية التي أعلنت في آذار (مارس) 2021. وأشار بيان القمة الخليجية أيضاً إلى جهود سلطنة عُمان المتواصلة ودعم جهود مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، ما يعني أنّ السلطنة تنخرط بشكل أكبر في جهود الوساطة.

خامساً، شكّل الاعتداء الحوثي على السفارة الأمريكية في صنعاء إحراجاً لإدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، لا سيما أنّ هذه الإدارة هي التي رفعت الحوثيين من قائمة الإرهاب.

اقرأ أيضاً: كيف تحوّلت مواقف دول الخليج في 2021 إزاء الحوثيين وإيران وأمريكا والأمن الجماعي؟

سادساً، بيان مجلس الأمن الدولي في العاشر من تشرين الثاني (نوفمبر) 2021، الذي أقرّ بأنّ الجانب الحوثي هو طرف معطّل ومدعوم من إيران ويعتدي على المدنيين، وهذا يمثّل تطوراً في الموقف الدولي، باتجاه مزيد من الاقتراب من تجاوز مرحلة التشظي في مواقف الدول الكبرى حيال هذا الملف.

 

شكّل الاعتداء الحوثي على السفارة الأمريكية في صنعاء إحراجاً لإدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، لا سيما أنّ هذه الإدارة هي التي رفعت الحوثيين من قائمة الإرهاب

 

وقد حددت واشنطن 3 أولويات يعمل مبعوثها الخاص لدى اليمن تيم ليندركينغ، على إنجازها، وهي على التوالي: معالجة الأولويات الإنسانية والاقتصادية العاجلة، وإعادة بدء العملية السياسية، والاستفادة من الإجماع الدولي غير المسبوق.

سابعاً، الدور الكبير والمهم الذي يلعبه الأسطول الأمريكي الخامس بشأن الإعلان عن ملاحقة شحنات النفط والأسلحة الإيرانية المهربة والمرسلة إلى الحوثيين. وفي رأي الحربي أنّ إيران وصلت إلى قناعة بأنّ محاولة السيطرة الكاملة على مضيقي باب المندب وهرمز قد سقطت.

 

اقرأ أيضاً: هل يمنع النفوذ الإيراني انسحاب القوات الأمريكية من العراق؟

وقال نيد برايس المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، في بيان، إنّ إدارة الرئيس جو بايدن ملتزمة التصدي لـ"التهديد الإيراني"، وذلك بعد أن صادرت الولايات المتحدة عشرات الصواريخ الموجَّهة المضادة للدبابات، وآلاف البنادق الهجومية، ومئات المدافع الرشاشة، وقاذفات القنابل الصاروخية، من سفن كانت متجهة إلى اليمن هذا العام. وأضاف: "يمثل تهريب الأسلحة من إيران إلى الحوثيين انتهاكاً صارخاً لحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة، وهو مثال آخر على أنّ النشاط الإيراني الخبيث يطيل الحرب في اليمن، ودعم إيران للجماعات المسلحة في جميع أنحاء المنطقة يهدد الأمن وقواتنا وموظفينا الدبلوماسيين ومواطنينا في المنطقة، وشركائنا في المنطقة وأماكن أخرى".

وأكد الحربي أنّ هذه العوامل السبعة مجتمعة جعلت التحالف العربي يجيد الإمساك بسياسة "العصا والجزرة"، بحيث يتم التأكيد للحوثي بشكل حازم بأنّ الضربات الجوية "العصا" المنتقاة بدقة ستستمرّ، وفي الوقت نفسه يقدّم للحوثيين "الجزرة" من خلال استمرار قناة مسقط لتسهيل الحوار والوساطة وتقريب الطرفين من الوصول إلى حل سياسي.

اقرأ أيضاً: التحالف يستهدف منشآت تتعلق بالطائرات المسيرة والأسلحة الحوثية... تفاصيل

وقال الحربي إنه لا أحد يريد إقصاء الحوثي كمكوّن سياسي، بل حتى إن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، تحدث عن الحوثي واستنهض فيه انتماءه العروبي، والهدف دفع الحوثي إلى طاولة التفاوض ودفعه للحل السياسي، ولذلك لم يتورّط التحالف في فخ "الأرض المحروقة" الذي كانت إيران تريد جرّه إليها، بحسب قوله.

وما يعزز سياسة الدفع بالتهدئة والحلول السياسية على المستوى الإقليمي الأكبر، ما قاله وزير الخارجية الإيراني يوم الخميس إنّ السعودية وافقت على منح تأشيرات لثلاثة دبلوماسيين إيرانيين للإقامة في المملكة، في علامة جديدة على تحسن العلاقات المقطوعة بين البلدين، بحسب وكالة "رويترز" للأنباء.

وقال وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان في مؤتمر صحفي في طهران مع نظيره العراقي فؤاد حسين إنّ الجولة المقبلة من المحادثات السعودية الإيرانية ستعقد قريباً في العاصمة العراقية بغداد. ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن أمير عبد اللهيان قوله "وافقت السعودية الأسبوع الماضي على منح تأشيرات لثلاثة من دبلوماسيينا الذين سيبدأون العمل لدى منظمة المؤتمر الإسلامي في جدة".

وبدأت إيران والسعودية، اللتان قطعتا العلاقات الدبلوماسية بينهما عام 2016، محادثات مباشرة هذا العام شملت أربع جولات استضافها العراق. وتأمل بغداد أن تمنع وساطتها البلدين المجاورين لها من تصفية حساباتهما على أرضها، وفقاً لـ"رويترز". ووصفت المملكة المحادثات بأنها ودية لكن استكشافية.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية