
تواجه تونس، مؤخرا، العديد من الشائعات والأخبار الكاذبة، التي تنتشر على شبكات التواصل الاجتماعي بسرعة أكبر من الأخبار الحقيقية وبفارق كبير، نتيجة إعادة نشرها باستمرار من قبل الأشخاص.
آخرها ما أشيع بشأن سوء المعاملة لأعضاء من حركة النهضة الإخوانية في السجون، حيث خرج الناطق الرسمي للهيئة العامة للسجون والإصلاح رمزي الكوكي، وأكد لوكالة الأنباء الرسمية التونسية أن “الهيئة العامة للسجون والإصلاح تنفي نفيا قطعيا ما يروج من معطيات واتهامات حول سوء المعاملة والتقصير الطبي لبعض المودعين".
كما تجلى ذلك في تعامل تونس مع ملف الهجرة غير النظامية، الذي استوجب من وزارة الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج إصدار بيان الشهر الجاري لنفي “المزاعم المغرضة والأخبار الزائفة والمضللة التي تم تداولها، والتي لا تعكس حقيقة الموقف التونسي وحقيقة التعامل مع الملف”، بحسب صحيفة "العرب" اللندنية.
حركة النهضة تقتنص أي فرصة من أجل محاولة بث الفوضى بهدف ضرب استقرار الدولة وأمنها
وذهبت دراسة أنجزها فريق من الباحثين من معهد الصحافة وعلوم الإخبار، في إطار مشروع “لابتراك” حول “التضليل المعلوماتي السياسي: المقاربات النظرية والفاعلون والتكتيكات في السياق التونسي”، إلى تصنيف تقنيات وأساليب وتكتيكات التضليل المعلوماتي، وأبرزها بناء شبكات منظمة للترويج للمضامين ذاتها في صفحات ومجموعات، وإدارة الصفحات من الخارج لتجاوز الآليات القانونية، وتمويل صفحات من أطراف أخرى لصالح سياسيين أو أحزاب، وتغيير طبيعة الصفحات في السياقات الانتخابية على وجه الخصوص، وخلق حسابات من الخارج والترويج لها كصفحات تدار من الداخل، وتقليد الخدمات الإخبارية والمؤسسات الإعلامية، بالإضافة إلى استخدام تقنيات الإثارة والمشاعر.
في السياق، يقول المحلل السياسي محمد الميداني في حديث لـموقع "العين الإخبارية"، إن الإخوان "خسروا كل مؤيديهم وأيضا العمق الشعبي والدعم في الداخل والخارج، ولذلك لجأوا لمثل هذه الشائعات لاستجداء منظمات حقوق الإنسان للضغط على السلطة".
وأشار إلى أن "حركة النهضة كانت تعتمد في الفترة السابقة على الترويج للإشاعات عبر صفحات التواصل الاجتماعي من خلال صفحات مأجورة".
وتابع: "لكنها غيرت حاليا في أسلوبها كالادعاء بتعكر الحالة الصحية للبحيري والونيسي في محاولة للترويج أمام العالم ومنظمات حقوق الإنسان بأن السلطات التونسية تمارس معهم أساليب التعذيب والإهمال".
وبحسب الخبير، فإن "حركة النهضة تقتنص أي فرصة من أجل محاولة بث الفوضى بهدف ضرب استقرار الدولة وأمنها"، داعيا السلطات التونسية إلى زيادة اليقظة كي لا تفلح مخططات الإخوان، لافتا إلى أن هدف الإخوان الحالي يكمن في "بث الفوضى ونشر الفتنة".