تركيا تغلق مجالها الجوي أمام الطائرات الروسية المتجهة إلى سوريا... ماذا حدث؟

تركيا تغلق مجالها الجوي أمام الطائرات الروسية المتجهة إلى سوريا... ماذا حدث؟


24/04/2022

في تطور هو الأغرب منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في 24 شباط (فبراير) الماضي، أقدمت تركيا على إغلاق مجالها الجوي أمام الطائرات المدنية والعسكرية الروسية المتجهة إلى سوريا لنقل العسكريين الروس.

وعلقت إذاعة "صوت أمريكا" على القرار التركي قائلة: إنّه يمثل أقوى ردّ فعل حتى الآن من الجانب التركي على الحرب الروسية الأوكرانية التي أتمّت أمس شهرها الثاني، غير أنّ القرار خرج في الواقع من الكرملين، فقد قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، على متن طائرته المتوجهة إلى الأوروغواي: إنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طلب إيقاف تلك الرحلات إلى سوريا.

أقدمت تركيا على إغلاق مجالها الجوي أمام الطائرات المدنية والعسكرية الروسية المتجهة إلى سوريا لنقل العسكريين الروس

وأوضح أوغلو: إنّ التصريح الممنوح لمدة (3) أشهر من أنقرة إلى موسكو لتسيير هذه الرحلات انتهى في نيسان (أبريل)، مشيراً إلى أنّه ناقش هذا الأمر، في آذار (مارس) الماضي، خلال زيارته للعاصمة الروسية موسكو مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، الذي تعهد بإطلاع الرئيس فلاديمير بوتين على تلك المسألة، إلا أنّ الرئيس بوتين أمر بالتوقف عن تسيير تلك الرحلات، ووفقاً لأوغلو، فإنّ الحظر سوف يظل سارياً لمدة (3) أشهر.

وحتى الآن، لم يرد أي ردّ فعل على الإعلان التركي من جانب روسيا، التي كانت داعماً حاسماً للرئيس السوري بشار الأسد، إلى جانب إيران، خلال الحرب الأهلية في البلاد التي مزقتها الحرب، فيما تدعم تركيا حتى الآن المتمردين السوريين، وفي مقدمتهم جماعات الإسلام السياسي ومن بينهم جماعة الإخوان المسلمين، التي أوعزت إليها وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون، في إيميل مسرّب، بـ"تدمير سوريا من أجل إسرائيل".

وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو: إنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طلب إيقاف تلك الرحلات إلى سوريا

وانهارت علاقات أنقرة مع موسكو لفترة وجيزة بعد أن أسقطت تركيا طائرة حربية روسية بالقرب من الحدود التركية السورية في عام 2015، غير أنّ تركيا سعت مراراً لتحسين العلاقات مع روسيا، ورفضت الانضمام لقوافل العقوبات الغربية والأمريكية على روسيا، في موقف اعتبرت وسائل إعلام غربية أنّ أردوغان "يخشى من غضب بوتين".

ويثير إغلاق المجال الجوي التركي أمام الطائرات الروسية مخاوف من أنّ تتحول سوريا لمرتع للعصابات التي تدعمها تركيا وتتخذ من الدين ستاراً.

وفي استغلال واضح لضعف الدولة السورية وجيشها، غزت تركيا أجزاء من شمال سوريا في عمليات عسكرية مختلفة منذ عام 2016، دون أيّ رد فعل من أحزابها السياسية باستثناء حزب الشعوب الديمقراطي، ولا من وسائل الإعلام الرئيسية والجمهور نفسه باستثناء الأكراد وبعض مجموعات نشطاء السلام.

ونظراً لعدم قيام أيّ دولة أجنبية أو منظمة دولية بأيّ إجراء ضد الغزو التركي، فإنّ العملية التي أطلق عليها اسم "غصن الزيتون'' في الأشهر الـ(3) الأولى من عام 2018، انتهت بغزو مدينة عفرين، وأسفرت عن مقتل مئات المدنيين، ونزوح ما يقرب من (300) ألف، تقريباً كلّ السكان الأكراد في عفرين.

 

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية