تركيا تسوق زيت الزيتون السوري لحسابها... ما القصة؟

تركيا تسوق زيت الزيتون السوري لحسابها... ما القصة؟


21/11/2020

زار ممثلون من تعاونيات الائتمان الزراعي التركية الولايات المتحدة لتسويق حوالي 90 ألف طن من زيت الزيتون المنتج في منطقة عفرين شمالي سوريا، حسبما أفادت صحيفة رووداو الكردية العراقية أول من أمس.

واجتاحت تركيا منطقة عفرين في كانون الأول (يناير) 2018، خلال عملية غصن الزيتون، ويسكن المنطقة أغلبية كردية تعتبرها تركيا عدواً لها، في ظل دعوات حزب العمال الكردي داخلها للانفصال، فيما تتهم تركيا بإجراء تغييرات ديموغرافية على المنطقة ونهب ثرواتها.

في غضون ذلك، قال نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض أونال شفيكوز: إنّ الجيش السوري الحر المدعوم من تركيا سرق أشجار الزيتون من السكان المحليين، وإنّ النفط الذي يتم تصديره إلى الغرب عبر تركيا يساهم في "الحفاظ على وحدة أراضي سوريا"، الهدف الذي اعتبرته السلطات التركية أحد أسباب التوغلات العسكرية التركية في الدولة التي مزقتها الحرب، بحسب ما أورده موقع أحوال تركية.

 قال نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض أونال شفيكوز: إنّ الجيش السوري الحر المدعوم من تركيا سرق أشجار الزيتون من السكان المحليين

وقال رئيس غرفة التجارة في مقاطعة هاتاي الحدودية الجنوبية، حكمت شينتشين، متحدثاً في الاجتماع الذي نظمه حزب الشعب الجمهوري: إنّ الزيت تم إحضاره إلى تركيا بموجب نظام المعالجة المحلية بشرط بيعه للأسواق الخارجية فقط. وبحسب رئيس مجلس الإدارة فقد تم انتهاك هذا الشرط على حساب مزارعي الزيتون الأتراك.

وقال شينتشين: إنّ تعاونيات الائتمان الزراعي التركية مُنحت سلطة استثنائية لاستيراد زيت الزيتون في انتهاك لقوانين المنافسة التركية، مضيفاً أنّ الشركات المحلية لا يمكنها الحصول على الترخيص اللازم.

وتعاونيات الائتمان الزراعي (تي تي كيه) هي شبكة من التعاونيات المكوّنة من مزارعين مستقلين، ولكنها تعمل تحت إشراف بنك زراعت، وهو بنك عام تم إنشاؤه لدعم المزارعين في تركيا حتى عام 1977، وكانت تحكمه وزارة الزراعة بين عامي 1985 و 1995. وقد تم منح وضعه شبه الرسمي الحالي من قبل قانون صدر في عام 2005.

وفي العام الماضي، سُمح لمنتجي زيت الزيتون في غرب تركيا بالمشاركة في هذه العملية، وقال رئيس نقابة مصدري زيت الزيتون في بحر إيجة داود إر: إنّ قرار جلب الزيت السوري إلى تركيا كان "في الأصل قراراً سياسياً وليس قراراً اقتصادياً". لكن المنتج "أصبح جزءاً مهماً جداً من القطاع". ولم يكن هذا النشاط التجاري يُعتبر رسمياً استيراد سلع من دولة أجنبية، وتم تصنيف زيت الزيتون على أنه منتج تركي كما كان يباع.

وتراجعت صادرات تركيا من زيت الزيتون المحلي من 120 مليون دولار في كانون الثاني (يناير) وشباط (فبراير) 2018 إلى 28 مليون دولار في الفترة نفسها من عام 2019، بسبب ندرة محصول الزيتون العام الماضي. وقال داود إر: إنّ الزيت القادم من سوريا ساعد المصدرين الأتراك في الحفاظ على بعض عائداتهم.

وأوضح: "في الماضي كان يتم تهريب النفط من عفرين"، "والآن تتم المبيعات على يد الدولة".

 ومن جانبه نفى وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو أنّ الزيت السوري يُعاد تصديره عبر تركيا، وأنّ العائدات تعود إلى أصحاب بساتين الزيتون، وقال: "لا توجد سرقة أو أي شيء هنا".

وفي عام 2018  فتحت تركيا بوابة حدودية جديدة في هاتاي لنقل زيت زيتون عفرين مباشرة إلى البلاد.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية