بين "غرفة عمليات رابعة" ووهم "المذبحة": أحدث أكاذيب الإخوان

بين "غرفة عمليات رابعة" ووهم "المذبحة": أحدث أكاذيب الإخوان

بين "غرفة عمليات رابعة" ووهم "المذبحة": أحدث أكاذيب الإخوان


19/08/2023

قبل أيام روج التنظيم الدولي للإخوان فيلماً وثائقياً بعنوان "ذكريات مذبحة" عن أحداث اعتصام رابعة، وهو اعتصام نفذه أعضاء الجماعة عام 2013 اعتراضاً على خلع الرئيس المدعوم من التنظيم في ذلك الوقت الراحل محمد مرسي، جراء ثورة شعبية مصرية.

يطلق تنظيم الإخوان على الحدث لفظ "مذبحة"، ويعتبره النظام المصري اعتصاماً إرهابياً مسلحاً، وبين الروايتين الرسمية ورواية الإخوان كثير من الأكاذيب التي روج لها التنظيم من أجل خلق مظلومية تعيد الحياة من جديد إلى كيان سقط أمام ثورة المصريين في حزيران (يونيو) 2013.

بالتوازي مع عرض الفيلم وفي 23 تموز (يوليو) من العام الجاري، أصدرت الدائرة الثالثة إرهاب بمحكمة أمن الدولة العليا طوارئ المصرية، حكماً بتأجيل إعادة إجراءات محاكمة المتهم حسن حسني حسن القباني بالقضية المقيدة برقم 2210 لسنة 2014 جنايات العجوزة والمعروفة إعلامياً بـ "غرفة عمليات رابعة لـ 26 أغسطس".

وكانت النيابة وجهت للمتهم الاشتراك مع آخرين فى "إعداد غرفة عمليات" لتوجيه تحركات تنظيم الإخوان بهدف مواجهة الدولة وإشاعة الفوضى في البلاد عقب فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، والتخطيط لحرق الممتلكات العامة والكنائس.

وهم السلمية

أكاذيب يجاهد الإخوان للتكريس لها؛ آخرها تصوير اعتصام مسلح على أنه اعتصام سلمي ارتكبت فيه (مذبحة) ضد أنصاره، أكذوبه ينفيها عشرات المقبوض عليهم في محاكمات استمرت سنوات كشفت من خلال آلاف الأوراق جرائم التنظيم.

نفى الأكذوبة أيضاً بعض المشاركين في اعتصام رابعة ذاته بعد خروجهم مؤخراً على التنظيم، أبرزهم عضو الجماعة السابق خميس الجارحي؛ سارداً الحقيقة كما رآها في كتاب صدر في القاهرة مؤخراً بعنوان "حتى لا تقع في الشباك"، وكتب له المقدمة القيادي السابق بالجماعة الإسلامية ناجح إبراهيم.

قضية غرفة عمليات رابعة متداولة في المحاكم المصرية منذ تسع سنوات، وصدرت فيها العشرات من أحكام الإعدام، وضمت آلاف الأوراق، وكشفت جرائم الإخوان

يشير الجارحي إلى أنّ المظلومية من أهم الأعمدة التي يعتمد عليها الإخوان طوال تاريخهم في بقائهم وجلب تعاطف الناس معهم، حتى تظل الجماعة وفكرتها قائمة ومنتشرة بين الناس، مضيفاً:" بل ربما سعت الجماعة إلى صراع هي فيه الطرف الأضعف عندما تشعر بضعف التأييد الشعبي لها حتى تستغل ما يحدث لأفرادها من أضرار في جلب وإعادة التعاطف الشعبي لها مرة أخرى".

يقول خميس الجارحي لـ "حفريات": "نستطيع فهم لماذا تقدم الجماعة فيلماً وثائقياً يعبر عن هذه المظلومية فقد فقدت التعاطف الشعبي بل وأصبح عداؤها مع الأنظمة والشعوب، بعدما كان مع الأنظمة فقط قبل ذلك. والجماعة تريد تبرئة قادتها من المحرقة التي وضعت فيها شبابها".

يضيف الجارحي: "الاعتصام لم يكن شرعياً، بل كان الخطاب على منصته تكفيرياً وتحريضياً بامتياز، وكان الخطاب يستعدي القوى الكبرى على الدولة المصرية يؤكد ذلك خطاب القيادي الإخواني صلاح سلطان على منصة رابعة باللغة الإنجليزية، ظناً أنّ ذلك سيؤدي إلى تدخل أجنبي".

الجارحي: الجماعة فقدت التعاطف الشعبي بل وأصبح عداؤها مع الأنظمة والشعوب، بعدما كان مع الأنظمة فقط

شهادة خميس الجارحي العضو السابق بالتنظيم وأحد المشاركين في اعتصام رابعة تدعمها شهادة أحمد المغير أحد كوادر الاعتصام في رابعة تحديداً؛ وقد كتب قبل سنوات على صفحته بموقع فيسبوك أن الاعتصام كان يملك سلاحاً يستطيع أن يرد قوات الجيش والشرطة. أكد أحمد المغير في حديثه أن أحد قيادات الإخوان أمر بإخراج السلاح قبل الفض، متهماً ذلك القيادي بالخيانة.

حقيقة غرفة عمليات رابعة

قضية غرفة عمليات رابعة متداولة في المحاكم المصرية منذ تسع سنوات، وصدرت فيها العشرات من أحكام الإعدام، وضمت آلاف الأوراق، وكشفت الكثير من الحقائق عن جرائم التنظيم واتهم فيها 51 عضواً من جماعة الإخوان أبرزهم مرشد الجماعة محمد بديع إلى جانب قيادات الجماعة، صلاح سلطان، وخيرت الشاطر، ومحمود غزلان، ومن الشباب محمد سلطان، أحد أبرز الوجوه النشطة في أمريكا في مجال حقوق الإنسان دفاعاً عن جرائم ارتكبها التنظيم داخل مصر.

وفي سياق متصل، يشير العضو السابق بالجماعة عبد المعطي رجب إلى مشاهدات في أثناء مشاركته كعضو تنظيمي باعتصام رابعة كانت سبباً في انشقاقه لاحقاً.

العضو السابق بالجماعة عبد المعطي رجب

يشير عبد المعطي رجب في تصريح لـ "حفريات": "شاركت في الاعتصام، ليس كقيادي لكن كعضو تنظيمي يتنقل داخل الاعتصام، ورأيت خلف منصة رابعة والمستشفى الميداني تجمعات من يديرون الاعتصام سواء صفوت حجازي أو محمد البلتاجي وغيرهما من الأسماء المشهورة".

الإخواني السابق خميس الجارحي لـ"حفريات": المظلومية يعتمد عليها الإخوان طوال تاريخهم في بقائهم وجلب تعاطف الناس معهم، حتى تظل الجماعة وفكرتها قائمة ومنتشرة 

يضيف رجب: "غرفة متكاملة لها جزء إعلامي يغطي الأحداث في الجمهورية، وفيها تمت اجتماعات أعضاء مكتب الإرشاد، وأيضاً اجتماع أعضاء البرلمان عن حزب الحرية والعدالة الجناح السياسي للتنظيم".

يستطرد عبد المعطي رجب: "شاهدت بعيني سلاح في رابعة، لكن يمكن تصنيفه سلاح خفيف، مثل مسدس خرطوش وغيره".

بافتا ليست مهرجانا لعرض الأفلام

مواقع إخبارية تابعة للجماعة نشرت أنّ مهرجان الأكاديمية البريطانية لفنون السينما والتلفزيون (بافتا) شهد عرض فيلم وثائقي يؤرخ لقتل مئات المحتجين المصريين في ميدان رابعة العدوية بالقاهرة – حسب وصف الموقع -  وذلك في أعقاب (انقلاب) عام 2013 الذي أوصل عبد الفتاح السيسي إلى السلطة، على حد تعبير الموقع.

تعليقاً على الخبر قال الناقد السينمائي مصطفى الكيلاني  إنّ "البافتا" هي الأكاديمية البريطانية للسينما والتلفزيون، وهي أكاديمية تمنح جوائز للأفلام باللغة الإنجليزية من إنتاج بريطاني وليست مهرجاناً سينمائياً.

يضيف مصطفى الكيلاني في تصريح لـ "حفريات": "البافتا جوائز تحدد مسبقاً ولها مرشحون من الأفلام المعروضة خلال السنة السابقة ولها شروط محددة، فالحديث عن العرض في مهرجان بافتا حديث غير صحيح ومدلس، وكالعادة يؤسس الإخوان لأشياء واهية بدعوى أنّ هناك اهتماماً عالمياً بما يقدمون".

 الناقد السينمائي مصطفى الكيلاني 

في سياق متصل نشر موقع العربية الإخباري قبل أيام أنّ الشركة المسؤولة عن تنظيم احتفالية عرض الفيلم هي "إيجيبت ووتش" تأسست بتمويل من التنظيم الدولي في العاصمة البريطانية لندن في شباط (فبراير) من العام 2021، وتحمل رقم 13192374 ويديرها المذيع المحسوب على الجماعة أسامة جاويش، وعمل جاويش سابقاً بفضائية "الحوار" المملوكة للجماعة وتبث من لندن قبل أن ينتقل مؤخراً للعمل بقناة مكملين.

من جانبه كشف مصدر أمني مصري أنّ عمري مجدي أحد المشتركين في الترويج  للفيلم  يحمل الجنسية الألمانية بعد تنازله عن جنسيته المصرية، وعمل قبل 2011 مراسلاً لموقع الجزيرة القطري، وكان أحد شباب الإخوان المحسوبين على تيار عبد المنعم أبو الفتوح فترة 2009 وما بعدها، وهي الفترة التي اصطدم فيها شباب الجماعة بالتنظيم.

انضم عمرو مجدي عام 2017 إلى منظمة هيومان رايتس ووتش باحثاً في قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، واعتمدت المنصات والمواقع الإخوانية على تقرير أعده الباحث عن اعتصام رابعة الإرهابي عام 2018 واصفاً إياه بـ"المذبحة".

ولفت المصدر الأمني في تصريح لـ "حفريات" إلى أنّ عمرو مجدي أخفى انتماءه التنظيمي للجماعة  فور تعيينه طبيباً بمستشفيات جامعة القاهرة. ليبدأ رحلة جديدة من الكمون والتشرنق حتى لا يتضرر من انتمائه التنظيمي الذي أعلنه صراحة على مدونته التي أسسها عام 2006 بعنوان طرقعة  كيبورد.

يضيف المصدر الأمني أنّ عمرو أحمد مجدي رفاعي استفاد بشكل كبير من إخفاء انتمائه التنظيمي تحديداً مع سقوط  حكم الإخوان وانتقاله لأوروبا متنازلاً عن الجنسية المصرية، مساهماً بشكل كبير في ترويج أكاذيب عن اعتصام رابعة الإرهابي، لافتاً إلى أنه اعتصام سلمي وهي الأكاذيب التي استعان بها الإخوان في وثائقي عرض مؤخراً في لندن لتزييف حقيقة الاعتصام الإرهابي وطمس جرائم الجماعة في ميدان رابعة العدوية عام 2013.

مواضيع ذات صلة:

حماسة الإخوان في اختبار الزمان: أيديولوجيا عتيقة وفقر معرفي

كبار دعاة السلفية يكشفون كذب وادعاءات الإخوان حول اعتصام رابعة... ما التفاصيل؟

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية