أبرز 5 نقاط في حوار مصطفى طلبة.. ما علاقة محمد بديع؟

أبرز 5 نقاط في حوار مصطفى طلبة.. ما علاقة محمد بديع؟


17/08/2022

في حلقة جديدة من مناورات الشد والجذب داخل جماعة الإخوان المسلمين، المصنفة إرهابية في بعض الدول، والمتشظية إلى (4) جبهات، أجرى مصطفى طلبة، الممثل الرسمي للجنة القائمة بعمل مرشد الإخوان التابعة لجبهة إسطنبول، حواراً تلفزيونياً مطلع الأسبوع الجاري، تضمّن (5) نقاط بالغة الأهمية، سعى من خلالها لتوجيه لكمات متلاحقة لجبهة لندن بقيادة إبراهيم منير.

والسبت الماضي، ظهر طلبة، الذي عزله إبراهيم منير في مطلع شباط (فبراير) الماضي، في حوارٍ دام نحو ساعة ونصف الساعة على قناة "وطن" الإخوانية، للحديث عمّا تمرّ به الجماعة. ولم يخلُ الحوار من التمجيد في دور الجماعة، سياسياً ومجتمعياً، منذ نشأتها، فقد زعم نصّاً أنّ الجماعة هي "الحامي الأول للإسلام"، ولم يخلُ الحوار كذلك من الهجوم الضمني الذي يعتمد على التلاعب اللغوي على النظام المصري، وخصمه منير الذي يتزعم جبهة لندن.

 المسار السياسي

في ردٍّ ربما تأخر أكثر من أسبوعين على مناورة إبراهيم بتخلي الجماعة عن العمل السياسي، أكد طلبة أنّ العمل السياسي من "ثوابت" جماعة الإخوان المسلمين، قبل أن يذهب أبعد من ذلك وينسبه إلى الدين، فقد قال: إنّ العمل السياسي -في نظره- من "ثوابت الإسلام".

  في رسالة ضمنية لمنير، قال طلبة، الذي عزلته جبهة لندن في شباط (فبراير) الماضي: "لا يجوز مهما كانت مكانة وكفاءة وقدرة وعزة الشخص الكريم الذي يقترح التخلي عن العمل السياسي"، و"لا يحق له أو لأيّ أحد"، أن "يخرج ثابتاً من ثوابت الجماعة"، مشدداً على أنّه "لا يجوز لأحد كذلك أن يمنع  الشباب وجيل المستقبل من أن يقوموا بعمل في المستقبل، لأنّه ليس من ثوابت الجماعة"، في إشارة إلى العمل السياسي.

سلطان: حاول مصطفى طلبة ضرب خصمه منير من جهة، ومن جهة أخرى إرسال رسالة لأنصار الجماعة بأنّه الممثل الشرعي لها

 وفي هذا الصدد، قال الباحث في الحركات الإسلامية والإرهاب أحمد سلطان، في تصريحات لـ"حفريات": إنّ طلبة "حاول ضرب منير بشكل مباشر عبر القول إنّه ومجموعة لندن يتخلون عن المسار السياسي للجماعة، غير أنّ هذا المسار جزء أصيل لجماعة الإخوان المسلمين، وأنّها ملتزمة به، وفقاً لطلبة".

 واتسم حديث طلبة بالذكاء اللغوي، فمن ناحية حاول ضرب خصمه إبراهيم منير وجبهته في لندن، ومن جهة أخرى يرسل رسالة لجموع أنصار الجماعة بأنّه الممثل الشرعي لها، على حدّ قول سلطان.

 رايتان للجماعة

في الحوار، بدا القيادي الإخواني أكثر تحفزاً، فقد قال: "لا أحد يستطيع أن يخرج الإخوان المسلمين عن العمل السياسي أو المجتمعي، لأنّهم حائط الصد الأساسي".

 

أجرى مصطفى طلبة، الممثل الرسمي للّجنة القائمة بعمل مرشد الإخوان، حواراً تلفزيونياً مطلع الأسبوع الجاري، تضمن (5) نقاط بالغة الأهمية

 

 وعلى الرغم من محاولات طلبة الظهور بمظهر الزاهد في السلطة وفي قيادة الجماعة، تعلّق القيادي الإخواني بجبهة إسطنبول بقشة "الثوابت" لإحراز نقاط أمام جبهة لندن، مشيراً إلى أنّ "هناك رايتين، واحدة منهما ترى أنّ الثوابت مقدّمة على الأشخاص، وهو مبدأ إسلامي وإخواني واضح، لو تركنا بعض الثوابت بحيث نحاول لملمتها فيما بعد... رأي الجماعة الأولى أنّ الثوابت قد لا نستطيع أن نعود إليها لأعوام طوال، وقد تنتهي الجماعة بفقدان تلك الثوابت."

 فجر الإخوان الكاذب

ومن بين النقاط الـ5، حلم العودة الإخواني الذي ساقه طلبة على أنّه "فجر قادم" من رحم التغييرات الجذرية الدولية، فقد قال: "أرى الفجر قادماً... التغييرات الشديدة على الساحة الدولية ينتج عنها طفل جديد وفجر جديد، وكلما زادت الظلمة، تيقنا من خروج الفجر".

 "الفجر الكاذب" الذي تحلم به الجماعة يصطدم بحقيقة أنّ الإخوان المسلمين قد نفد رصيدها من صبر وتعاطف المصريين، ولا سيّما بعدما رفعت السلاح في وجه الدولة والشعب المصري، وأشهرت سلاح التكفير في وجه كلّ من يعارضها.    

 لم يعرف على الفور ما يملكه طلبة من أجندات وتفاهمات دولية، على الأرجح أمريكية في المقام الأول، لتدفعه لتوقع عودة الإخوان من تحت أنقاض التغييرات الجذرية الدولية الجارية، غير أنّ سلطان أشار إلى أنّ طلبة يتحدث بـ"مفهوم المبشرات، من منظور الإخوان، أنّ الظروف الحالية سوف تسمح بعودة الإخوان".

  قضية السجناء

لم يعد سرّاً أنّ قضية سجناء الجماعة في السجون المصرية هي اللبنة الأولى، وربما الوحيدة التي تُبنى عليها استمرارية جبهة إسطنبول، فقد جدد طلبة التأكيد على أنّها تمثل "أولوية" لجبهته، غير أنّه حافظ على الباب موارباً أمامهم للخروج من هذا السجن عبر محاولات فردية لتأييد النظام، أمّا بوابة المصالحة، فقد قال سلطان: إنّ طلبة "أشار إلى نقطة بالغة الأهمية وهي أنّه لا يسعى للمصالحة مقابل إطلاق السجناء؛ بمعنى أنّ الأمر في مسألة السجناء متروك للقيادة في الداخل، وأنّ القادة في السجون هم وحدهم مسؤولون عن التفاوض".

 

لم يخلُ الحوار من تمجيد دور الجماعة سياسياً ومجتمعياً منذ نشأتها، فقد زعم طلبة أنّ الجماعة هي"الحامي الأول للإسلام"

 

  وأشار القيادي الإخواني بجبهة إسطنبول إلى عصر الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، وما أطلق عليه "أزمة التأييد" داخل الجماعة، مضيفاً: "الإخوان لا ينكرون على أحدهم أنّه لو لم يستطع أن يكمل وأراد أن يخرج أن يؤيد، وبعضهم كان يأخذ بخاطر إخوانه"، غير أنّه قارن، في سقطة مدوّية، بين واقعة إجبار المشركين للصحابي الجليل عمار بن ياسر على سبّ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وذكر آلهة المشركين بخير، وبين لجوء بعض عناصر الجماعة المحتمل لتأييد النظام المصري للخروج من السجون، قائلاً: "إن عادوا، فعُد"، في تشبيه للنظام المصري بـ"المشركين".

وفي ذلك، شرح سلطان أنّ طلبة لا يرى "أنّ الحكومة والنظام المصري مستعدون للإفراج عن سجناء الإخوان، وأنّه لا فائدة للمصالحة مع الجماعة، وهو نفسه، مصطفى طلبة، قال: إنّ النظام اعتاد أن يأخذ ولا يعطي".

  إخوان الداخل

طلبة ينتمي إلى جبهة إسطنبول التي لطالما تباهت باستمرار بقنوات الاتصال بإخوان الداخل في مصر، وهي الجبهة الأولى التي يخوض مع منير صراعاً للسيطرة عليها. وفيما يشكك بعض المراقبين في تواجد مجلس الشوى العام في الداخل، أكد طلبة: "لديّ من الوسائل ما يكفي لأتاكد أنّ الداخل موجود".

  وفي هذا الصدد، أوضح سلطان أنّ طلبة كان يشير ضمنياً إلى رفضه مسار إبراهيم منير ومجموعته الذين قاموا بفصل تنظيم الإخوان بالداخل عن التنظيم بالخارج، في رسالة مفادها أنّ التنظيم في الداخل والخارج هو تنظيم واحد بالنسبة إلى طلبة وجبهة إسطنبول.

 تغيير بديع وارد في هذه الحالة

في خضم صراع شرس وانقسام هو الأعمق بين جبهتي الإخوان الرئيسيتين، لندن وإسطنبول، على قيادة الجماعة، استبعد مصطفى طلبة انتخاب مرشد جديد للإخوان خلفاً لمحمد بديع، الذي تلقى عدداً من أحكام نهائية بالإعدام.

  ووفقاً لطلبة، فإنّ اختيار مرشد الجماعة يختلف في الأزمات، مؤكداً أنّ ذلك "ليس هو الوقت الذي تستطيع أن تغير فيه المرشد والمكتب والشورى"، وأنّ تلك الفكرة "غير مطروحة على الإطلاق" في سوابق وأدبيات الإخوان.

 وفي حين شدّد طلبة على أنّ "بديع سوف يظل في موقعه، حتى لو طالت فترة اعتقاله، مثلما حدث مع الهضيبي"، في إشارة إلى حسن الهضيبي، الذي تولى منصب مرشد الإخوان طوال  وجوده في السجن، وبعد خروجه لقرابة (20) عاماً، قال إنّ انتخاب خليفة لبديع وارد في حالة واحدة فقط "لو أتيحت فرصة لإعادة انتخابات من القاعدة إلى القمّة، علشان تنتخب مرشد جديد لازم تنتخب أعضاء شورى جدد".

 

مواضيع ذات صلة:

مصادر خاصة لـ "حفريات": محمود حسين يقترب من قيادة "الإخوان"

هل ينجح التنظيم الدولي للإخوان في جمع شتات جبهتي منير وحسين؟

مناورات وانشقاقات في الصراع بين جبهتي حسين ومنير.. لمن الغلبة؟



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية