مصادر خاصة لـ "حفريات": محمود حسين يقترب من قيادة "الإخوان"

مصادر خاصة لـ "حفريات": محمود حسين يقترب من قيادة "الإخوان"


26/01/2022

"يعيَّن الأستاذ علي حمد متحدّثاً إعلامياً لجماعة الإخوان المسلمين بالخارج، وذلك بالإضافة إلى الدكتور طلعت فهمي، المتحدث الإعلامي الحالي بالخارج، وكذلك المتحدّثين الإعلاميين بالداخل، وهم: الأستاذ حسن صالح، والأستاذ أحمد عاصم، والأستاذة إيمان محمود".

عبر هذا القرار، المنشور على صفحة "إخوان أون لاين"، المحسوبة على جبهة محمود حسين، بدا أنّ الرجل يتوّج ضرباته المدروسة لجبهة منير، بضربة ختامية تدشّن تسمية لجنة إعلامية جديدة، على رأسها مذيع شاب متواضع المستوى بقناة وطن، هو "علي حمد"، الذي يقال حتى إنّه تردّد في قبول هذا التكليف.

فأين وصل الصراع بين الجبهتين اللتين شغلت معركتهما وسائل الإعلام عبر الشهور القليلة الماضية؟

 مصادر خاصة من إسطنبول، ذكرت لـ "حفريات"؛ أنّ محمود حسين اختار منذ البداية إستراتيجية التركيز على خوض المعركة التنظيمية في سرّية، بعيداً عن أجواء معركة الإعلام التي برعت فيها جبهة منير، بالنظر إلى تفوّق الأخير في استخدام هذه الورقة، التي قادها خلال الفترة السابقة من الصراع عبد الرحمن أبوديّة، إمبراطور الإعلام الإخواني، بنجاح نسبي جعل كثيرين يعتقدون أنّ منير حسم الصراع لصالحه أو يكاد.

باستثناء أربع دول

لكنّ المصادر تذكر أنّه باستثناء أربع دول، بدا أنّ منير سيطر على مقدّرات التنظيم داخلها، وهي: تركيا وماليزيا والصومال، وقطر التي اضطّلعت بدور كبير عبر وسائل إعلامها في دعم فريق منير والرهان عليه، وأنّ كان البعض يؤكد أنّها ضالعة في دعم الفريقين معاً وتستثمر في كليهما لتبقى خيوط التنظيم بيدها.

العامل الحاسم في صالح محمود حسين، هو امتلاكه الأموال، فضلاً عن صلاته القديمة والمتشابكة بفروع التنظيم، فضلاً عن خبراته في "ذبح" المنافسين، وكان أشهرهم القيادي الإخواني المنشقّ محمد حبيب

لم يخضْ حسين الصراع في الدول الأربع، وتفرّغ لخوض المعركة في سرّية تامّة في الدول الأهم والحاسمة في إنهاء الصراع لصالحه، ولم يبذل مجهوداً كبيراً في المعركة الإعلامية، بل حرص على التركيز بالأساس في باقي فروع التنظيم وفي القلب دولة المنشأ مصر، خصوصاً مع الحديث أنّ قيادات السجون تدعم حسين، الذي قدّم نفسه بنجاح كحارس أمين لكلّ ثوابت التنظيم وبنيته وحرصه على وقف أيّ اجتهاد أو تطوير أو تغيير سواء تعلّق باللوائح أو السلوك والأهداف.

ويُنظر إلى محمود حسين كأكثر القيادات تكلّساً وحرصاً على المحافظة على بنية التنظيم كما هي، في سياق وصايا الإخوان بتجميد بنية التنظيم وتقليص حركته حرصاً على بقائه، حتى تنحسر موجات الهجوم عليه، سواء في مصر أو في الإقليم أو العالم، وتتهيّأ الظروف لاستعادة حيويته التنظيمية والسياسية.

اقرأ أيضاً: وجه جديد في جبهتي الصراع.. هذا ما عكسه اختيار محمود حسين لمصطفى طلبة

تجنّب حسين في البداية الانشغال بمعركة الإعلام، وتظاهر بأنّه يتراجع تكتيكياً، بينما عمل في دأب على تأكيد البيعة له ولفريقه في جلّ الدول، بعيداً عن الدول الأربع التي بدا أنّ منير قد حسمها لصالحه، والتي غلب على المعركة داخلها النشاط الإعلامي المكثّف.

ماذا يعني تعيين شاب نائباً للمرشد؟

لكنّ القرار الأخير بتعيين شاب كان يعمل مذيعاً بقناة وطن متحدثاً إعلامياً، مع ثلاثة آخرين كانت قد وردت أسماؤهم في لجنة 2015، التي عيّنها وسمّاها محمود عزت، نائب المرشد العام للإخوان، بدت تأكيداً وتتويجاً لمعركة يبدو أنّها انتهت بالفعل لصالح حسين؛ حيث يأتي القرار بعد أن أنهى حسين سيطرته على كلّ فروع التنظيم، فضلاً عن البدء في إنهاء المعركة في الدول الأربع التي استعصت عليه في السابق.

بدأت حركته بالفعل في تركيا، حيث إنّ الشخصيات الإعلامية الأربع المسمّاة في القرار تقيم في تركيا بالفعل وتضطلع بأدوار إعلامية وتنظيمية.

المصادر أكّدت أنّ ما قد يمكّن حسين من حسم الصراع، هو بقاؤه الطويل في منصب الأمين العام للجماعة، كما أنّه عضو مكتب الإرشاد الوحيد خارج السجون، ويردّد أنصاره في سبيل تأكيد الولاء له أنّ تكليفه بالخروج من مصر كان بتوجيه من مكتب الإرشاد في مصر، عندما ساءت أمور التنظيم، تحسّباً لأيّ فراغ في سلطة إدارة الإخوان، وهذه بطاقة شرعية استخدمها في تأكيد الولاء له داخل الأقطار التي سلمت بسلطته.

ورد اسم الدكتور مصطفى طلبة ليس باعتباره قائماً بأعمال المرشد ولا رئيساً للجنة، بل عضواً في اللجنة، في إشارة إلى أنّ حسين لم يعد في حاجة إلى غطاء لحركته

إشارة أخرى بدت في البيان نفسه؛ حيث ورد اسم الدكتور مصطفى طلبة ليس باعتباره قائماً بأعمال المرشد ولا رئيساً للجنة، بل عضواً في اللجنة، مسبوقاً بتوقيع اللجنة، في إشارة إلى أنّ حسين لم يعد في حاجة إلى غطاء لحركته، ولا يجد بأساً في تأكيد سلطته أكثر من أيّ شيء آخر.

شرع الرجل، وفق المصادر، في إعادة هيكلة صامتة، ويستعدّ لإجراء انتخابات في تركيا، يبدو متأكداً من حسمها لصالح فريقه؛ إذ بدت معركة تركيا في قلب المواجهة بين الفريقَين، رغم أنّ الصراع يدور حول 1000 شخص يمثّلون 10 شعب، تقول المصادر إنّه حاز ثقة بعضها بالفعل حتى قبل الانتخابات حيث عادت بعض الشعب لتأكيد مبايعته.

"ذبح" المنافسين

العامل الحاسم في صالح محمود حسين، هو امتلاكه الأموال، فضلاً عن صلاته القديمة والمتشابكة بفروع التنظيم، فضلاً عن خبراته في "ذبح" المنافسين طوال عقود سابقة، وكان أشهرهم القيادي الإخواني المنشقّ الدكتور محمد حبيب.

واجه محمود حسين صعوبات كبيرة في تشكيل اللجنة الإعلامية؛ حيث اعتذر كثيرون عن قبول عضويتها، نظراً للحمولة الأخلاقية الشائكة لتقبّل أيّ منصب في أجواء الصراع، فضلاً عمّا يحيط بالرجل من شبهات مالية هو وفريقه، لكنّه حسمها بالتدبير الذي يلجأ له التنظيم في العادة باستخدام، الأقل كفاءة والأكثر ولاء، وهو ما بدا في تشكيل العديد من اللجان، وفق المصدر.

اقرأ أيضاً: مسؤول مصري سابق: محمود حسين خزينة الإخوان في الخارج

اللافت للنظر هو تغيّر موقف الملياردير الإخواني، يوسف ندا، من الصراع، حيث كان يدعم منير، لكنّه مؤخراً طلب من الفريقين ألّا يطلبا رأيه في هذا الخلاف، مفضلاً الحياد، مما يعد مؤشراً إضافياً على تراجع حظوظ منير.

يبقى المشهد، في نظر مراقبين، مفتوحاً على مناورات ومفاجآت جديدة، لكنّ المؤكد أنّ التنظيم كلّما شعر بخطر النهاية لجأ للقيادات المحافظة التي برعت في الحفاظ على التنظيم، وإن بدا الحفاظ عليه هدفاً لا يحقّق أيّ شيء للجماعة أو مشروعاتها.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية