بعد لقاء أردوغان مع عقيلة صالح... هل غيرت تركيا سياستها في ليبيا؟

بعد لقاء أردوغان مع عقيلة صالح... هل غيرت تركيا سياستها في ليبيا؟


04/08/2022

طرأ الكثير من المتغيرات على السياسة التركية تجاه الملف الليبي، في استقبال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رئيس مجلس النواب الليبي في طبرق عقيلة صالح، ونائب رئيس المجلس الرئاسي الليبي عبد الله اللافي أول من أمس.

وأفادت وكالة الأناضول الرسمية بأنّ اللقاء بين أردوغان وصالح واللافي جرى في المجمع الرئاسي بعيداً عن عدسات وسائل الإعلام، بحضور رئيس البرلمان التركي مصطفى شنطوب.

استقبال أردوغان لعقيلة صالح وعبد الله اللافي يعكس التغيرات التي طرأت على السياسة التركية تجاه الملف الليبي

وكان شنطوب قد التقى أول من أمس بصالح، وذلك بالتزامن مع الحديث عن أنّ ترتيبات تُجرى لعقد "لقاء غير رسمي" وشيك بين صالح ورئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري في تركيا، التي دعمت حكومة طرابلس عسكرياً وسياسياً في السابق ضد قوات خليفة حفتر، التي تلقت دعماً من برلمان طبرق، وفق ما نقل موقع "ترك برس".

ونقلت وكالة الأناضول عن شنطوب قوله خلال الاجتماع: إنّ "العلاقات القائمة بين تركيا وليبيا تمتد إلى عهود قديمة"، مبيناً أنّ تعزيز العلاقات بين برلماني البلدين "سينعكس إيجاباً على باقي المجالات والقطاعات"، مشيراً إلى أنّ "الحفاظ على وحدة الأراضي الليبية يستحوذ على أهمية بالغة بالنسبة إلى تركيا".

من جانبه، أشار صالح إلى "وجود روابط تاريخية بين الشعبين التركي والليبي، وأنّه من الواجب ترك جميع قنوات الحوار مفتوحة من أجل إحلال الاستقرار والسلام في ليبيا"، منوهاً بأنّ "أولوية الحكومة الجديدة التي تشكلت في ليبيا، وحصلت على ثقة مجلس النواب، هي ضمان إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية في البلاد"، وأشار إلى "أهمية دعم تركيا للجهود المبذولة لإحلال السلام والاستقرار في ليبيا".

السفير التركي في طرابلس كنان يلماز: بلادنا تنتهج مقاربة شاملة تجاه ليبيا، بحيث تنظر إليها ككل دون التمييز بين شرقها وغربها

في الأثناء، قال السفير التركي في طرابلس كنان يلماز: إنّ بلاده "تنتهج مقاربة شاملة تجاه ليبيا، وتنظر إليها ككل دون التمييز بين شرقها وغربها، وتدعم الاستقرار والتوافق السياسي في هذا البلد"، وذلك في حوار له مع وكالة الأناضول أشار فيه إلى "أهمية" زيارة عقيلة صالح لأنقرة.

وأوضح السفير أنّه خلال زيارته إلى مدينة القبة شرقي ليبيا، خلال كانون الثاني (يناير) الماضي، وجّه دعوة شفهية لعقيلة صالح لزيارة تركيا، ونقل إليه في حزيران (يونيو) الماضي دعوة رئيس البرلمان التركي مصطفى شنطوب.

ولفت السفير إلى "دعم تركيا أيضاً المباحثات القائمة بين مجلس النواب الليبي في طبرق ومجلس الدولة الأعلى للدولة"، مبيناً أنّ الجانبين اتفقا على الكثير من البنود، ولم يتبقَّ سوى البعض من مواضيع الخلاف بينهما". 

ووفقاً لصحيفة "العرب" اللندنية، فإنّ اللقاء الذي جمع نائب اللافي المحسوب على الإخوان المسلمين وصالح بأردوغان طرح الكثير من التساؤلات عمّا إذا كانت تركيا قد سحبت دعمها لرئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، بعد أن تواترت الأنباء خلال الفترة الماضية بشأن اتفاق جرى بينه وبين قائد الجيش المشير خليفة حفتر.

مقال نشرته دورية فرنسية مقربة من أجهزة المخابرات عزّز الحديث عن الاتفاق بين ممثلين للدبيبة وحفتر، وأنّه أثار حفيظة الأتراك

وعزز مقال نشرته دورية فرنسية مقربة من أجهزة المخابرات الحديث عن الاتفاق الذي قالت إنّه تم في دبي بين ممثلين للدبيبة وحفتر، وهو ما يبدو أنّه قد أثار حفيظة الأتراك.

وبدأ الاتفاق الذي يشكك مراقبون في أن يكون قد اكتمل، منذ تعيين الدبيبة لفرحات بن قدارة المقرب من حفتر رئيساً لمؤسسة النفط، وهو الأمر الذي عارضه عقيلة صالح.

ورجحت أوساط سياسية ليبية أن يكون اللقاء الذي جمع اللافي وعقيلة صالح بالرئيس التركي من أجل التنسيق لتشكيل سلطة تنفيذية جديدة تنهي الانقسام الحاصل، في ظل رفض عبد الحميد الدبيبة تسليم السلطة لرئيس الحكومة الموازية فتحي باشاغا.

وكانت تركيا من أكثر الدول الداعمة لحكومة الدبيبة حتى بعد انتهاء فترة عملها في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، فقد أصدرت الخارجية التركية بياناً أكدت فيه دعمها لحكومة الوحدة الوطنية، وحذّرت من تشكيل حكومة موازية.

وسبق لعقيلة صالح وباشاغا الترشح في قائمة واحدة خلال ملتقى الحوار الذي عقد في جنيف وتونس، ولكن فازت في النهاية قائمة الدبيبة ورئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، واعتبر فوز قائمة الدبيبة – المنفي حينها تجسيداً لتفاهمات روسية – تركية .

ولا يستبعد مراقبون أن يكون الدبيبة قد خسر ثقة الأتراك به بعدما حاول إجراء تفاهمات مع حفتر بهدف إنهاء حكومة خصمه باشاغا، وبالنسبة إلى باشاغا يرى هؤلاء المراقبون أنّ الأتراك فقدوا الثقة به منذ أن زار الرجمة في كانون الأول (ديسمبر) الماضي.

ورغم أنّ ممثلي حفتر في حوار جنيف صوتوا لقائمة الدبيبة، إلا أنّ الأخير أبدى، منذ وصوله إلى السلطة، مواقف عدائية لحفتر، وهو ما فسره مراقبون بتوجيهات تركية بعدم التعامل مع القيادة العامة للجيش.

وقد تعرّض الدبيبة لانتقادات شديدة من قبل أطراف موالية لحفتر عندما رفض تخصيص ميزانية في مقترح الميزانية السنوية لصالح الجيش.

وأرسل أردوغان ووزراؤه إشارات متناقضة بشأن الموقف من الدبيبة وباشاغا، فهناك تصريحات توحي بالحياد التام، وأخرى تبدو كأنّها انحياز إلى الدبيبة أو باشاغا. ويقول المراقبون إنّ تركيا من وراء هذه المواقف الضبابية تريد الإمساك بالملف الليبي والظهور بصورة من يمتلك مفاتيح الحل.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية