بعد كشف جرائم النهضة... هكذا استغل الغنوشي أزمة أوكرانيا لإطفاء غضب التونسيين

بعد كشف جرائم النهضة... هكذا استغل الغنوشي أزمة أوكرانيا لإطفاء غضب التونسيين


26/02/2022

بعد نحو أسبوعين من كشف جرائم حركة النهضة التونسية، التابعة لجماعة الإخوان المسلمين المصنفة إرهابية في عدد من دول العالم، أدار زعيم الحركة راشد الغنوشي ظهره لأصوات ملايين التونسيين المطالبين برحيله ومحاسبته على تلك الجرائم مستغلاً الأزمة الروسية الأوكرانية، حيث دعا سلطات بلاده إلى الاهتمام بأوضاع الجالية التونسية في أوكرانيا.

جاء ذلك في بيان على صفحة الحركة الرسمية عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، تذيله توقيع للغنوشي باسم رئاسة مجلس نواب الشعب، الذي جُمّدت صلاحياته في 25 تموز (يوليو) الماضي بقرار من الرئيس التونسي قيس سعيد.

قال الغنوشي: "تؤكد رئاسة المجلس على ضرورة وضع خطة متكاملة لإمكانية إجلاء المواطنين التونسيين متى اقتضت الحاجة لذلك"

وأتى البيان بعد ساعات من إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن عملية عسكرية واسعة ضد أوكرانيا.

ودعا الغنوشي "وزارة الخارجية التونسية لإعطاء الأولوية والاهتمام الكاملين للجالية والطلبة التونسيين هناك، وما يقتضيه ذلك من إحاطة معنوية ومادية"، مضيفاً: "نتابع تطورات الأحداث في أوكرانيا وانعكاساتها على الجالية التونسية هناك، وفي مقدمتهم بناتنا وأبناؤنا الطلبة.

وفي نبرة طغى عليها الطابع التوجيهي المعهود للإخوان المسلمين، قال الغنوشي: "تؤكد رئاسة المجلس على ضرورة وضع خطة متكاملة لإمكانية إجلاء المواطنين التونسيين متى اقتضت الحاجة لذلك".

وفي مغازلة للقوى السياسية والاجتماعية التونسية، كتب الغنوشي: "نهيب بكلّ القوى الحية من منظمات ومجتمع مدني تونسي وشخصيات وطنية تقديم يد العون للدولة التونسية، والتكاتف والتعاون من أجل تحقيق هذه الأهداف التي تخدم أبناء شعبنا في أوكرانيا".

اتهمت هيئة الدفاع عن الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي، الغنوشي ونجله معاذ بتبييض الأموال، والقيام بتحركات مالية مشبوهة مع أطراف مرتبطة بدولة قطر

وفي 9 شباط (فبراير) الجاري، أعلنت هيئة الدفاع عن الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي عن وجود وثائق تكشف تورط حركة النهضة وزعيمها راشد الغنوشي في إتلاف ملفات قضايا الاغتيالات عمداً، والتخابر مع دولة أجنبية. 

والتخابر واحدة من سلسلة من التهم التي وجّهتها الهيئة للغنوشي، فقد اتهمته ونجله معاذ بتبييض الأموال، والقيام بتحركات مالية مشبوهة مع أطراف مرتبطة بدولة قطر، لتمويل عمليات تسفير شبان تونسيين إلى سوريا للالتحاق بمعسكرات داعش.

إلى جانب التخابر وتبييض الأموال، أكدت الهيئة وجود وثائق تؤكد تورط الغنوشي في الاعتداء على أمن الدولة الداخلي، مشيرة إلى أنّ الغنوشي وجماعته قاموا بسدّ كلّ مسارات كشف الحقيقة وكلّ المسارات التي تؤدي إلى توجيه اتهام رسمي للغنوشي، ممّا فجّر موجة من الاحتجاجات الداعية إلى محاسبة حركة النهضة وزعيمها على تلك الجرائم.

الصفحة الرئيسية