بعد قطع الغاز الروسي... هل تدخل أوروبا مرحلة الظلام؟.. وماذا عن الشتاء؟

بعد قطع الغاز الروسي... هل تدخل أوروبا مرحلة الظلام؟.. وماذا عن الشتاء؟


31/08/2022

مع دخول الحرب الروسية الأوكرانية شهرها السابع، بدون إشارة واحدة إلى نية الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية رفع العقوبات التي وُصفت بأنّها الأشد إيلاماً للاقتصاد الروسي، عمدت روسيا إلى وقف إمدادات الغاز الطبيعي عبر خط أنابيب "نورد ستريم1" اليوم الأربعاء، في خطوة تخشى أوروبا من استمراريتها وإطالة أمدها.

ووفقاً لوكالة "رويترز"، أوقفت روسيا إمدادات الغاز عبر خط أنابيب رئيسي إلى أوروبا اليوم، ممّا يزيد حدة المعركة الاقتصادية بين موسكو وبروكسل، ويرفع احتمالات الركود وتقنين الطاقة في بعض أغنى دول المنطقة.

يأتي انقطاع التدفقات عبر "نورد ستريم 1" من أجل "الصيانة"، ويعني عدم تدفق الغاز إلى ألمانيا بين الساعة 0100 بتوقيت غرينتش يوم 31 آب (أغسطس) حتى 0100 بتوقيت غرينتش يوم 3 أيلول (سبتمبر) المقبل، وفقاً لشركة الطاقة الروسية العملاقة "غازبروم"، التي شدّدت على أنّ الإغلاق الجديد "ضروري" لإجراء صيانة للضاغط الوحيد المتبقي لخط الأنابيب.

 تدفقات صفرية

انخفضت تدفقات الغاز الروسي إلى الصفر بين الساعة الـ4 والساعة الـ5 بتوقيت غرينتش، وهي الساعة الـ3 على التوالي بدون تدفقات، وفقاً لما أوردته "رويترز" نقلاً عن البيانات الواردة من الموقع الإلكتروني للجهة المشغلة لخط الأنابيب.

تخشى الحكومات الأوروبية أن تمدد موسكو قطع الإمدادات ردّاً على العقوبات الغربية المفروضة عليها بسبب غزو أوكرانيا

وتخشى الحكومات الأوروبية أن تمدد موسكو قطع الإمدادات ردّاً على العقوبات الغربية المفروضة عليها بسبب غزو أوكرانيا، واتهمت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستخدام إمدادات الطاقة "سلاح حرب"، غير أنّ موسكو تنفي ذلك، وتحمّل أوروبا والعقوبات المفروضة عليها المسؤولية عن تعطيل توريد التوربينات اللازمة لصيانة خط الغاز "نورد ستريم1".

ومن شأن زيادة القيود على إمدادات الغاز الأوروبية أن تفاقم أزمة الطاقة التي أدت بالفعل إلى ارتفاع أسعار بيع الغاز بالجملة أكثر من 400% منذ آب (أغسطس) العام الماضي، ممّا تسبب في أزمة مؤلمة بتكلفة المعيشة للمستهلكين، وزيادة التكاليف على الشركات، وأجبر الحكومات على إنفاق المليارات لتخفيف العبء.

 

عمدت روسيا إلى وقف إمدادات الغاز الطبيعي عبر "نورد ستريم1" اليوم، في خطوة تخشى أوروبا من استمراريتها

 

وعلى عكس صيانة استمرت (10) أيام لخط الأنابيب الشهر الماضي، تم الإعلان عن الصيانة الجديدة قبل أقلّ من أسبوعين فقط.

وخفضت موسكو بالفعل الإمدادات عبر "نورد ستريم 1" إلى 40% من قدرته الاستيعابية في حزيران (يونيو) الماضي، وإلى 20% في تموز (يوليو)، وتلقي باللوم على مشاكل الصيانة والعقوبات التي تقول إنّها تمنع إعادة معدات وتركيبها.

وقطعت روسيا الإمدادات عن بلغاريا والدنمارك وفنلندا وهولندا وبولندا تماماً، وقلصت التدفقات عبر خطوط أنابيب أخرى منذ إطلاق ما تسمّيه موسكو "عملية عسكرية خاصة" في أوكرانيا.

 "شتاء مروع"

يأتي قطع الإمدادات الروسية عقب يوم واحد من تحذير وزير الطاقة البلجيكي تين فان دير ستراتين أول من أمس، من أنّ الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تواجه "شتاءً مروعاً"، في ظل عدم حلّ أزمة ارتفاع أسعار الغاز، وفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".

 

شركة الطاقة الروسية "غازبروم" شدّدت على أنّ الإغلاق الجديد "ضروري" لإجراء صيانة للضاغط الوحيد المتبقي لخط الأنابيب

 

وتعاني دول الاتحاد الأوروبي من تزايد أسعار الغاز بشكل متسارع، منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، وما تبعه من عقوبات على موسكو، وسط مطالبات بعدم الربط بين سعر الغاز والكهرباء، فقد قال ستراتين: إنّ "الرابط بين سعر الغاز وسعر الكهرباء رابط تجاري، ويجب أن يتم التخلص منه."

وحذّر ستراتين من أنّه: "خلال الأعوام الـ5، أو الـ10 المقبلة، سيكون فصل الشتاء مروعاً، إذا لم نفعل شيئاً حيال أسعار الغاز، ويجب أن نتخذ قراراً على مستوى أوروبا، ونحاول تثبيت الأسعار".

المستشار النمساوي كارل نيهامر: يجب أن نوقف هذا الجنون الذي يحدث في سوق الطاقة الآن

وتشهد أوروبا أيضاً زيادة في أسعار الكهرباء، فقد وصلت إلى مستويات قياسية الأسبوع الجاري، حيث إنّ الغاز يُعدّ مصدراً أساسياً لتوليد الكهرباء.

وفي ألمانيا، وصلت كلفة استهلاك الكهرباء للعام المقبل إلى ما يقرب من (1000) يورو، لكلّ ميغاوات ساعة، بينما وصلت الكلفة في فرنسا إلى (1130) يورو، في زيادة قدرتها "بي بي سي" بأنّها (10) أضعاف مقارنة بالعام الماضي.

 جنون أسعار الطاقة

ارتفاع أسعار الطاقة دفع المستشار النمساوي كارل نيهامر إلى التأكيد على أنّه "يجب أن نوقف هذا الجنون الذي يحدث في سوق الطاقة الآن"، مشدداً على أنّ أسعار الطاقة يجب أن تتراجع، مطالباً الاتحاد الأوروبي بعدم الربط بين أسعار الكهرباء والغاز.

وأضاف المستشار النمساوي: "لا يمكن أن نترك الرئيس الروسي بوتين يقرر أسعار الغاز والكهرباء في الاتحاد الأوروبي بشكل يومي".

وتسابق ألمانيا الزمن لدعم مخزونها من الغاز قبل بداية فصل الشتاء، بعدما كانت المستورد الأكبر للغاز الروسي في أوروبا عام 2020، وتسعى للوصول بمنسوبها القومي من مخزون الغاز إلى نسبة 85% قبل نهاية الشهر المقبل.

 

مواضيع ذات صلة:

ما خيارات روسيا إذا انضمت السويد وفنلندا إلى الناتو؟

هل تدفع إسرائيل ثمن انحيازها ضد روسيا وأين سيكون رد بوتين؟

هل توقع إيران الاتفاق النووي بمعزل عن روسيا والصين؟‎



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية