بعد تسلّمه السلطة رسمياً.. ما التحديات التي تنتظر المجلس الرئاسي اليمني؟

بعد تسلّمه السلطة رسمياً.. ما التحديات التي تنتظر المجلس الرئاسي اليمني؟


20/04/2022

أكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي التزامه بالسير على قاعدة الشراكة والتوافق الوطني لمواجهة كافة التحديات، مشيداً بدور السعودية والإمارات في البذل من أجل اليمن.

 وفي كلمة له أمس في العاصمة المؤقتة عدن عقب الإدلاء بالقسم الدستوري لتولّي السلطة، تعهّد بأن يسعى المجلس بكلّ جهد وإخلاص من أجل السلام، وبالعمل على إنهاء الانقلاب والحرب، واستعادة الدولة والسلام والاستقرار، ومعالجة الوضع الاقتصادي والمعيشي، وإعادة بناء المؤسسات، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية سبأ.

 وشدّد أيضاً عزمه على السعي بكلّ جهد لتعزيز علاقات بلاده مع المجتمع الدولي والدول العربية.

 وأشار إلى أنّ المجلس سيولي ملف مكافحة الإرهاب اهتماماً كبيراً من خلال تطوير الأجهزة الأمنية والتعاون مع شركائنا في المجتمع الدولي.

 ووجّه الشكر إلى السعودية والإمارات على المنحة العاجلة التي بلغت (3.3) مليارات دولار، ودعوتهما لعقد مؤتمر دولي لدعم الاقتصاد اليمني.

 وأوضح العليمي أنّ الانضمام لعضوية مجلس التعاون الخليجي هدف رئيسي نسعى لتحقيقه، لافتاً إلى أنّ الانضمام لمجلس التعاون الخليجي يحافظ على بلادنا ضمن النسيج العربي، ويقيها شرّ التدخلات الخارجية.

المجلس سيولي ملف مكافحة الإرهاب اهتماماً كبيراً

 وفي ملف الاقتصاد، قال العليمي: إنّه يمثل واحداً من أهمّ أولويات مجلس القيادة الرئاسي، بدءاً من "انتظام دفع المرتبات لكلّ موظفي الخدمة العامة، وانتظام وتحسين مرتبات أبطال القوات المسلحة والأمن ومعاشات الشهداء والجرحى، وانتظام دفع المعاشات التقاعدية".

 وأكد سعي المجلس للعمل على استقرار أسعار العملة، وتحصيل كافة إيرادات الدولة، وزيادة الصادرات، وترشيد النفقات، والعمل على توفير البيئة المناسبة للاستثمار، بما يؤدي إلى خفض البطالة، وتحفيز النمو الاقتصادي، والسيطرة على ارتفاع الأسعار، وتحسين الخدمات، وإيقاف التدهور الاقتصادي.

 وقد أدى رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي اليمني أمس اليمين الدستورية أمام البرلمان، وسط إجراءات أمنية مشددة في أحد فنادق العاصمة المؤقتة عدن.

 وحضر أداء اليمين رئيس المجلس رشاد العليمي وباقي الأعضاء الـ7، وعدد من السفراء الأوروبيين والعرب، وكذلك المبعوث الخاص للأمم المتحدة لليمن هانس غروندبرغ.

 

رئيس مجلس القيادة الرئاسي يشيد بدور السعودية والإمارات في البذل من أجل اليمن، ويتوجه لهم بالشكر على المنحة العاجلة التي بلغت (3.3) مليارات دولار

 

 ويُشكّل الحضور العربي والدولي رسالة دعم ومباركة للمجلس، الذي يراهن عليه في إحداث نقلة على مستوى عمل الشرعية، التي شابها الكثير من أوجه القصور خلال الأعوام الـ8 الماضية، جرّاء عجز الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي عن توحيد الصف اليمني، وخضوعه لشقّ جماعة الإخوان الممثلة في حزب الإصلاح.

 هذا، وبدأ مجلس القيادة الرئاسي رسمياً مهامّه من عدن في تدشين مرحلة جديدة، يأمل من خلالها اليمنيون في أن تقود البلاد إلى السلام، لكنّ الأمر لا يخلو من تحديات، لاسيّما مع وجود قوى بعضها محسوب على الشرعية، ليست في وارد التسليم بالتحول الجديد في المشهد، وتسعى لتعقيد مهمّة المجلس عبر توظيف الورقة الأمنية، حسبما أوردت صحيفة "العرب" اللندنية.

 ولا تخفي بعض القوى في الداخل، على غرار جماعة الإخوان، عداءها للمجلس الجديد، وهو ما ترجم في ردود فعل بعض الشخصيات النافذة المحسوبة عليها، ويعود ذلك إلى استشعار الجماعة بأنّه تم سحب البساط منها، وأنّ المجلس الجديد يُشكّل تهديداً مباشراً لمصالحها ونفوذها، وسط مخاوف من أن تعمد هذه القوى إلى التنسيق مع المتمردين وبعض التنظيمات المتطرفة الأخرى كالقاعدة، لإثارة القلاقل في المناطق المحررة، وفق تحليلات نقلتها وكالة "فرانس برس" خلال الأسبوع الماضي.

الآنسي: البيان يأتي كجزء من المسرحية الهزلية بين القاعدة والحوثيين

 وكان لافتاً خروج تنظيم القاعدة ببيان مطوّل هاجم فيه المجلس والدول الخليجية التي رعت عملية تشكيله، متوعداً بشنّ المزيد من العمليات الإرهابية.

 وقال التنظيم الجهادي: إنّ "قيادة المجلس الرئاسي لا تعدو كونها ضماناً للتبعية والولاء للسعودية والإمارات والغرب الصليبي، وأنّ رشاد العليمي من رجال أمريكا، ويشهد له تاريخه الأسود الأمني في سبيل أمريكا"، وفقاً لما أورده موقع "يمن نيوز".

 ويرى متابعون أنّ إطلالة التنظيم المتطرف، الذي ينتشر في مناطق واسعة في اليمن ومن بينها محافظات تقع تحت سيطرة الشرعية، ليس بريئاً، وأنّ هناك أطرافاً تحرّك التنظيم من وراء الستار، في محاولة لخلط الأوراق وتعقيد مهمّة المجلس الجديد.

 في هذا الإطار، قال الباحث في القضايا الدولية والإرهاب عبد الكريم الآنسي، عبر قناة "أخبار الآن": إنّ البيان يأتي كجزء من المسرحية الهزلية بين القاعدة والحوثيين".

 

العليمي يتعهد بإحلال السلام والاستقرار، وبالعمل على إنهاء الانقلاب والحرب، واستعادة الدولة، ومعالجة الوضع الاقتصادي والمعيشي، وإعادة بناء المؤسسات

 

 وأضاف: "أحد أعضاء المجلس السياسي للحوثيين عندما كان يزور السجون في 2013، قال إنّ محمد علي الحوثي كان يحرص على توفير كافة المطالب للسجناء من تنظيم القاعدة".

 وتابع: "ميليشيات الحوثي وتنظيم القاعدة يقومان بتبادل الأدوار فيما بينهما، لأنّهما جماعات إرهابية تثق في بعضها بعضاً".

 وحول الاغتيالات التي حدثت في الآونة الأخيرة، قال: إنّ الهدف منها إرباك المشهد الأمني قبل عودة مجلس القيادة الرئاسي إلى عدن.

 من جهته، قال الباحث في الجماعات المسلحة والإرهاب وضاح اليمن عبد القادر: إنّ "البيان كان متوقعاً، من أجل أن تبدأ تحركات الخلايا النائمة لتنظيم القاعدة وداعش بالاتفاق مع ميليشيا الحوثي"، وفق ما أوردت "يمن نيوز".

 وأضاف أنّ البيان يصبّ في مصلحة الحوثي، من حيث مهاجمة المجلس الرئاسي، وتنظيم القاعدة لا يريد لليمن أن يكون مستقراً سياسياً، وهذا أيضاً يصبّ في مصلحة الحوثي.

وزعم تنظيم القاعدة في اليمن أنّه سيواصل العمل وفق مشروعه الخاص، منتقداً السعي لحلّ الصراع في اليمن بصورة سياسية، متجنباً أيّ إشارة إلى تصريحات زعيمه الحالي في اليمن "خالد باطرفي"، التي أطلقها خلال لقاء إعلامي له مع مؤسسة الملاحم، ذراع التنظيم في اليمن، خلال تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، والتي أكد فيها أنّ التنظيم انسحب من العديد من جبهات المواجهة ضد الحوثيين، لكي تقوم الأطراف المتحاربة باستنزاف بعضها بعضاً، وهو ما يصبّ في مصلحة التنظيم على حدّ تعبيره.

 التنظيم المتطرف تجاهل أيّ إشارة للصفقات والاتفاقات التي تمّت بينه وبين جماعة الحوثي، ومن بينها صفقات تبادل الأسرى، لكنّه وصف السعي للحلّ السياسي في اليمن أو التواصل مع جماعة الحوثي بـ"الخيانة"، دون أن يذكر قيام قيادته الحالية بالتواصل مع جماعة الحوثي في أكثر من مناسبة.

 هذا، وكان موقف ميليشيات الحوثي الإرهابية شبه متطابق مع موقف القاعدة، فقد اعتبرت الجماعة الموالية لإيران أنّ تشكيل مجلس القيادة الرئاسي اليمني "محاولة يائسة" لإعادة ترتيب صفوف من وصفتهم بـ"المرتزقة"، واتهمت الميليشيات الحوثية دول التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية في اليمن بالدفع نحو التصعيد.

 

العليمي: الانضمام لعضوية مجلس التعاون الخليجي هدف رئيسي نسعى لتحقيقه للمحافظة على بلادنا ضمن النسيج العربي.

 

 وقال المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام، في تغريدة عبر حسابه على تويتر: إنّ "طريق السلام بوقف العدوان ورفع الحصار وخروج القوات الأجنبية من البلاد، ودون ذلك محاولة يائسة لإعادة ترتيب صفوف المرتزقة للدفع بهم نحو مزيد من التصعيد، وشعبنا اليمني ليس معنياً بإجراءات غير شرعية صادرة خارج حدود وطنه عن جهة غير شرعية"، وفق ما أوردت قناة المسيرة.

 وقد سلّم الرئيس اليمني السابق عبد ربه منصور هادي في 7 نيسان (أبريل) الجاري إلى مجلس القيادة الرئاسي جميع صلاحياته، وذلك في ختام مشاورات لجماعات رئيسية بينها المجلس الانتقالي الجنوبي في الرياض.

 وجاءت الخطوة في وقت يشهد فيه اليمن هدنة بين الحوثيين الموالين لإيران والحكومة المدعومة من تحالف عسكري بقيادة السعودية، أحيت الأمل بأن تؤدّي إلى مفاوضات تنهي النزاع بين الطرفين الذي تسبّب بحسب الأمم المتحدة بأسوأ أزمة إنسانية في العالم.

 وعلى الرغم من أنّ المجلس يقوده العليمي، أحد أنصار حكومة هادي، إلّا أنّ هناك (4) أعضاء في المجلس، المؤلف من (8) أشخاص، يمثلون نقطة تحوّل محتملة للتمثيل السياسي اليمني، وفقاً لشبكة الحرة.

 

جماعة الإخوان تستشعر بأنّه تم سحب البساط منها، وأنّ المجلس الجديد يُشكّل تهديداً مباشراً لمصالحها ونفوذها

 

 أوّلهم سلطان علي العرادة، محافظ مأرب، الذي اكتسب مؤخراً قدراً كبيراً من الاعتراف العام لقيادته في الدفاع عن مدينة مأرب الاستراتيجية الغنية بالنفط في مواجهة هجوم الحوثيين المستمر.

 والثاني هو عيدروس الزبيدي، زعيم المجلس الانتقالي الجنوبي، والمنافس الرئيسي لهادي على السلطة السياسية في جنوب اليمن، حيث تمّ الدمج فعلياً بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي.

 وأضيف طارق صالح، ابن شقيق الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، الذي يقود واحدة من أكثر القوات المقاتلة فعالية في اليمن، والتي تتكون من بقايا جيش عمّه الجمهوري.

 وأخيراً، وكدليل على الشمولية الجغرافية للمجلس، تمّت إضافة فرج سالمين البحسني، حاكم منطقة حضرموت الشرقية في اليمن، لضمان ألّا تؤدي ميول الاستقلال إلى مزيد من التقسيم للبلاد.

 ويمثل المجلس الحالي جميع القوى المؤثرة التي تمتلك ثقلاً سياسياً وعسكرياً في الساحة اليمنية، وقد أعلن هذا المجلس، عقب تفويضه، عن أنّه يضع في سلّم أولوياته تحقيق السلام، لكنّه على استعداد لخيار الحرب، في حال رفض الحوثيون الاستجابة للمبادرات المطروحة.

 وكان رئيس وأعضاء المجلس قد وصلوا في وقت سابق إلى عدن، سبقهم في ذلك أعضاء البرلمان الأحد الماضي، وتُشكّل هذه العودة وأداء المجلس لليمين الدستورية بداية لمرحلة جديدة.

مواضيع ذات صلة:

اليمن.. تحديات وهواجس المسار السياسي

صراع الهوية في اليمن.. الحوثيون أسرى المشروع الإيراني

الإخوان المسلمون في اليمن.. تقدير موقف

 




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية