برنامج مسابقات يغضب الأردنيين... ودعوات بمحاسبة المسؤولين.. ما القصة؟

أثار نجما الـ (تيك توك) في الأردن محمد المقابلة، المعروف بـ (مكس) وزوجته التونسية (ضحى) حالة كبيرة من الجدل وموجة غضب عارمة عبر منصات التواصل الاجتماعي، وذلك بعد ظهورهما ببرنامج مسابقات جرى تصويره في متحف الدبابات الملكي.

نشطاء هاجموا إدارة المتحف، وطالبوا بإقالة مديره، بدعوى أنّه حوّل مكاناً بحجم متحف الدبابات الملكي إلى مكان يبث منه برنامج "سخيف وتهريج ومسابقات هابطة، يتنافس بها مشاهير التواصل الاجتماعي بين دبابات لها تاريخ يمثل تاريخ الأردن وجيشه".

وأشار نشطاء إلى أنّ البرنامج الساخر "رغدة ومكس وضحى" لا يليق بمكان يشهد تاريخ معارك الجيش العربي، وفيه دبابات صنعت مجداً ونصراً، وعلى ظهورها رفع الأبطال والشهداء رايات النصر في الكرامة ووادي التفاح ومثلث المصري وفي القدس وباب الواد.  

وعبّر عدد من رواد مواقع التواصل عن استيائهم من تصوير فقرة مسابقات بعنوان "سلي صيامك"، في البرنامج داخل المتحف، حيث تبادل شباب وشابات المزاح داخله، وارتدوا ملابس عسكرية.

وتساءل البعض عن المسؤول عمّا وصفوه بـ "المهزلة" بمتحف الدبابات الملكي، ومن سمح لمراهقين بتصوير برنامج "ساخر" في مكان يعرض تاريخ الجيش؟

وبعد الضجة التي أثيرت حول البرنامج، أوضح مصدر في متحف الدبابات الملكي أنّ الانتقادات المتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حول برنامج مسابقات ترفيهي تم تصويره داخل المتحف، وبثته إحدى الشركات الأردنية للدعاية والإنتاج الفني، تضمنت معلومات لا صحة لها.

وقال مصدر في متحف الدبابات الملكي لقناة "المملكة" المحلية: إنّ الانتقادات المتداولة تضمنت معلومات مغلوطة حول الدبابات التي ظهرت خلال تصوير البرنامج، وحول اللباس الذي استخدمه المتسابقون.

أثار نجما الـ (تيك توك) "مكس وضحى" حالة كبيرة من الجدل وموجة غضب عارمة، بعد ظهورهما ببرنامج مسابقات جرى تصويره في متحف الدبابات الملكي

وبيّن المصدر في توضيحه أنّ المتحف يضم العديد من قاعات العرض، (4) منها تحتوي على دبابات وآليات عسكرية دولية لم تخدم في القوات المسلحة الأردنية، مشيراً إلى أنّه تم تصوير البرنامج في قاعة الحرب العالمية الثانية والقاعة الدولية.

وحول الغاية من تصوير البرنامج داخل قاعات معينة في المتحف، بيّن المصدر أنّ الهدف هو جذب فئة من جيل الشباب الواعد لزيارة المتحف والاطلاع على معروضاته والقصص التي يرويها.

وفي السياق، نقل موقع "عمون" المحلي عن إدارة متحف الدبابات أنّ شركة الإنتاج الفني استخدمت موقع المتحف بعد حصولها على الموافقة الرسمية إثر تقدمها بطلب لإدارة المتحف.

إدارة متحف الدبابات: شركة الإنتاج الفني استخدمت موقع المتحف بعد حصولها على الموافقة الرسمية إثر تقدمها بطلب

وبيّن أنّ الانتقاد لاستخدام الدبابات الأردنية والفوتيك الأردني وادعاء الإضرار بسمعة القوات المسلحة الأردنية وإرث الشهداء والمقاتلين لا محل له، لأنّ التصوير لم يستخدم أيّ آليات أردنية، وحتى اللباس لم يكن عسكرياً أردنياً.

هذا، ودفع الفيديو العديد من وسائل الإعلام المحلية إلى السؤال عن القائمين على المتحف ومجلس أمنائه، وكيف يتم تشكيله أو حتى الرجوع لما يقدّمه المتحف للوقوف على الأسباب التي أثارت سخطاً لدى الأردنيين مع صمت المعنيين.

ووفقاً لموقع "جفرا نيوز" المحلي، مجلس أمناء متحف الدبابات يضم كأعضاء أمين عمّان، مدير عام المركز الأردني للتطوير والتصميم، مدير إدارة التراث الملكي، أمين متحف الدبابات الملكي، والذي يُشكّل بإرادة ملكية سامية، وطرح الموقع تساؤلاً: هل نسّق مدير المتحف مع مجلس الأمناء وأطلعهم على واقع الأمر، وأنّ (مكس وضحى) وغيرهم قرروا تحويل متحف الدبابات إلى ساحة استعراض وتسلية بحكم عملهم؟ 

هذا، وتناول الموقع طريقة الترويج الخاطئة للمتحف، والتي تقوم على الاستهتار بقيمة ما فيه ودفع أموال لشخصيات لا تدرك حقيقة المكان الذي صورت فيه فيديوهات ساخرة ومسابقات هابطة، وفق "جفرا نيوز".

متحف الدبابات الملكي: الانتقادات المتداولة تضمنت معلومات مغلوطة حول الدبابات التي ظهرت خلال تصوير البرنامج، وحول اللباس الذي استخدمه المتسابقون

يُذكر أنّ المتحف يضم عدداً من الدبابات والآليات الحقيقية التي شاركت في معركة الكرامة التي حقق الجيش الأردني فيها انتصاراً كبيراً على القوات الإسرائيلية عام 1968، كما يحوي صوراً لجنود وضبّاط الجيش آنذاك، بالإضافة إلى بعض المعدات التي تعود لشهداء تلك المعركة الخالدة.